أقل من شهر.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظتي القاهرة والجيزة    حى شرق أسيوط يزيل التعديات على مرسى نهر النيل ب«الدوان تاون»    من 8 ل12 ساعة.. قطع المياه عن عدة مناطق بمحافظة الدقهلية مساء السبت المقبل (تفاصيل)    الأسهم الأوروبية تنخفض عند الإغلاق مع استيعاب المستثمرين للأرباح الجديدة    بوتين يعلن اعتزامه زيارة الصين الشهر المقبل    الأهلي يختتم استعداداته لمباراة مازيمبي الكونغولي    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    مباحث الفيوم تلقي القبض على المتهمين بإشعال النيران في فتاة بسبب خلافات الجيرة    طرح البوستر الرسمي لفيلم السرب    مسرح فوزي فوزي بأسوان يشهد احتفالات ذكرى تحرير سيناء    هالة صدقي: «صلاح السعدني أنقى قلب تعاملت معه في الوسط الفني»    تخصيص غرف بالمستشفيات ل«الإجهاد الحراري» في سوهاج تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    عضو بالشيوخ: ذكرى تحرير سيناء تمثل ملحمة الفداء والإصرار لاستعادة الأرض    بفستان أبيض في أسود.. منى زكي بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    الجيش الأردني ينفذ 6 إنزالات لمساعدات على شمال غزة    الكرملين حول الإمداد السري للصواريخ الأمريكية لكييف: تأكيد على تورط واشنطن في الصراع    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تشيلي تستضيف الألعاب العالمية الصيفية 2027 السابعة عشر للأولمبياد الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب يحذرون من «ثورة جياع» على الأبواب... والسيسي يناضل من أجل مواجهة الوضع البائس للاقتصاد
نشر في الزمان المصري يوم 10 - 10 - 2015

القاهرة «القدس العربي»: بين انتخابات برلمانية يكتنفها المجهول، يرى الكثيرون أن مآلها برلمان مشوه، وبين غيوم سياسية تخيم على العلاقات مع الخليج ووضع مأساوي حرج يمر بالاقتصاد الوطني، ينفد مخزون الأمل يوماً بعد يوم بالنسبة للأغلبية الفقيرة، التي تروض الصبر في انتظار الوعود التي تروج لها الآلة الدعائية للنظام، الذي لا يمتلك حتى الآن سوى انتظار الفرج من رحم الغيب.
ولأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة فقد بدأ الشارع يدرك أن الإسراف في التفاؤل لن يسفر عن تحسن الأوضاع، بل على العكس من ذلك، فتركة الفساد من عهد مبارك أكثر تعقيداً من أن يتم القضاء عليها، خاصة أن عددا من أنصار المخلوع بات بوسعهم أن يتسللوا للبرلمان المرتقب، ما يعني أن الحديث عن استعادة المليارات الهاربة بات حلماً، ما أسفر عن مزيد من الإحباط. وفي الصحف المصرية أمس، ورغم سعي الكتاب الموالين للنظام إطلاق المزيد من جرعات الأمل الكاذب، إلا أن الحقائق على الأرض تقول عكس ذلك، وقد تواترت المعارك الصحافية بين مؤيدي النظام وخصومه. كما أفردت الصحف مساحات كبيره عن الجهود التي يقوم بها الرئيس السيسي للتصدي للمشاكل الاقتصادية المزمنة، ومنها فرض ضرائب على الأثرياء في محاولة لتنمية الموارد المالية. وقد اهتمت بعض الصحف بزيارة السيسي لمقر المخابرات العامة المصرية أمس، وكان في استقباله خالد فوزي رئيس المخابرات العامة وقيادات وأعضاء الجهاز، الذين عقد الرئيس معهم اجتماعاً لمناقشة أهم التحديات التي تواجه مصر حاليا، واهتمت الصحف بعدد من المشروعات الجديدة المقرر أن تنطلق تباعاً وإلى التفاصيل:
أين برامج المرشحين؟
المعركة ضد البرلمان المقبل لا تنتهي، من جانبه يرى فاروق جويدة في «الأهرام»: «أن الشواهد تشير إلى استحالة الوصول لحلم الديمقراطية قريباً، إذا كنا بالفعل جادين في مطالبنا بالديمقراطية فهل هي ديمقراطية هز الوسط؟ أم نهب المال العام وخداع الشعب؟ أم هي ديمقراطية الردح والصراخ وخلع الأحذية؟ انا لا أتصور أن يكون الحل أن نفتح الأبواب لهذه الفوضى إذا كنا بالفعل جادين في أن نكمل المشوار معا.. أنا لا أتصور برلمانا جاء بعد ثورتين ورحيل رئيسين وسقوط نظامين، وبعد ذلك يجد المصريون أنفسهم حائرين أمام كاميرات التلفزيون وهي تنقل المشاهد بين هذه الوجوه التي تسيء لنا كشعب، وسوف تكون درسا سيئا لأبنائنا. هناك فصيل مصرى غائب تماما عن المشهد، وهم جماعة المثقفين الذين اختفى معظمهم في ظروف غامضة.. من انسحب ومن هرب ومن أصابه الاكتئاب، حدث هذا رغم أن اللحظة كانت تقتضي الرأي والفكر والمشورة.. إن الأشباح التي طفت على سطح الحياة في مصر لا تمثل على الإطلاق العمق الحضاري والتاريخي، وحتى الأخلاقي للمصريين. نحن أمام وجوه سطت على الأحداث، وأخرى لا يعرفها احد، وثالثة من تجار الفرص الضائعة، وفي كل الحالات نحن أمام برلمان مشوه قبل أن يبدأ. يتساءل جويدة: أين برامج المرشحين وأين الحوار الدائر بين الكتل السياسية والشارع المصري. لم نر مرشحا قدم تصورا عن قضايا الإسكان ومستقبل الشباب.. لم يتحدث أحد عن مأساة الأمية التي ابتلعت حتى الآن 27 مليون مصري لا يقرأون ولا يكتبون، لم يحدثنا أحد عن أزمة البطالة ولا ملايين المرضى».
«إمسك وزيرة»
ونحو المعارك الصحافية نتجه لقضية فساد يكشفها في «الأهرام» حجاج الحسيني، حول حصول الوزيرة السابقة السفيرة مرفت التلاوي ومجموعة من المستثمرين، على ترخيص من الإدارة العامة لحماية النيل في القاهرة الكبرى يحمل رقم «9» بتاريخ 9 يوليو/تموز العام الحالي، وهو ترخيص رسو مطعم عائم ثابت في البر الشرقي لجزيرة الزمالك بحري سفارة الكويت محافظة القاهرة. وكان الكاتب يأمل في أن تبادر الأجهزة المسؤولة في الدولة بالاستفسار عن صحة ما نشرناه فيكتب مواصلا كلامه: «ولكن يبدو أن الجميع التزم الصمت كالعادة في مواجهة أي حالات فساد، خاصة إذا تعلق الفساد بكبار المسؤولين. هذا الصمت المريب لا يتفق مع تصريحات رئيس الدولة والحكومة في محاربة الفساد ومحاسبة أي مسؤول مهما كان موقعه إلى آخر قاموس هذه التصريحات.
والسؤال الآن ما جدوى الكتابة عن الفساد ما دامت الحكومة لا تقرأ، وإذا قرأت لا تسأل وإذا سألت لا تحاسب المسؤول؟ وهل الدولة والحكومة جادة بالفعل في محاربة الفساد؟ أم أن التصريحات التي يطلقها المسؤولون للاستهلاك الاعلامي فقط؟ نحن لسنا ضد اشتغال السفيرة بأعمال خاصة، ولسنا ضد السفيرة وهي وزيرة سابقاً أو رئيسة للمجلس القومي للمرأة حالياً ولكننا ضد زواج السلطة ب«البيزنس».. فالمسؤول عليه أن يختار بين الوظيفة العامة والعمل الخاص، لأن الجمع بينهما زواج باطل شرعاً وقانوناً، ولا يأتؤ من هذا الزواج إلا الفساد. أكرر هنا ما قاله الرئيس السيسي في ذكرى احتفالات أكتوبر/تشرين الأول عندما استشهد بالحديث الشريف في ما معناه «تقوم الساعة إذا أسند الأمر لغير أهله»، وأضيف حديثاً آخر لرسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام في ما معناه «إنما هلكت أمم قبلكم كانوا إذا سرق فيهم القوي تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».
الشيطان يراقب مولد البرلمان
المعركة الانتخابية باتت على الأبواب وهي بحسب كثيرين تتم على غير ما يريد النظام، وفي ظل الضغوط الدولية والحرج الذي واجهه الرئيس الجديد أمام العالم، وخريطة طريق كانت، بحسب جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»، رمز شرعية العهد الجديد، ومع ذلك لم تكتمل: «كان الإعلان عن موعد الانتخابات حالة اضطرار على كره، ثم كان التمهيد للانتخابات بحزمة تعديلات تشريعية، أهمها إعادة ولاية المحكمة الدستورية على قانون الانتخابات بعد إجرائها، وليس قبل الانتخابات كما كان، وهذا يعني أن قرار حل البرلمان يظل معلقا ومحتملا ويمكن أن يصدر في أي لحظة، وتحت أي ظرف، وربما وفق حسابات وموازنات يعلمها الله ، كما تم حسم جدل، القائمة والفردي، لتكون الانتخابات تقريبا بالنظام الفردي، حيث يمثل المرشحون المستقلون حوالي 80٪، وهذا بداهة يضعف فكرة البرلمان وفكرة تداول السلطة سلميا، وهي جوهر الديمقراطية، لأنه لا توجد إمكانية لامتلاك حزب أو ائتلاف سياسي أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة مستقلة فعلا، أو حتى أن تكون هناك رقابة جادة وفعالة على التشريعات، فأنت تتعامل مع أفراد وليس أحزابا، والمرشح الفردي حساباته خدمية بالمقام الأول، بما يسهل على الدولة احتواءه، وقد فعلها مبارك في انتخابات 2005، عندما خسر الحزب الوطني الانتخابات فعليا كحزب. ويؤكد سلطان أن آثار ثورة يناير/كانون الثاني ما زالت حاضرة وقوية، وسقف الطموح اختلف، ودولة السيسي ليست في متانة واستقرار دولة مبارك، باستثناء الهيمنة الأمنية، وبعض «المغامرين» الجدد يمتلكون رؤية مختلفة لمستقبل الدولة ودورهم فيها، ومصادر القوة تنوعت وتعددت ولم تعد الدولة وحدها المالكة لها».
المسلمون ليسوا عبئاً على البشرية
ما الذي قدمه المثقفون للمواطن المصري البسيط؟ سؤال يردده الكثير من الضحايا الذين يتعرضون لنيران المثقفين بمناسبة وبغير مناسبة، وبدوره يطرح نادر بكار أحد رموز «حزب النور» ذي المرجعية السلفية العديد من الاسئلة لأولئك الذين يلاحقون الإسلاميين باستمرار: «ما مقدار إسهامكم في الارتقاء بوعيه وتوسعة مداركه على الأقل في الخمسين عاما الأخيرة؟ هل كان (المتأسلمون) بهذه الفعالية للدرجة التي تقف أمام أقل مجهود يُبذل لتثقيف وتنوير وتمدين الشعب المصري؟ أي مجهود بذلتموه لوقف الانحدار الجنوني للذوق المصري العام؟ أي معان حرصتم على تزكيتها في النفوس عوضا عن معانى الابتذال والبلطجة والفهلوة والشهوانية التي تحاصر المجتمع من كل حدب وصوب؟ هذه الأمة تحتاج تحديثا لا تغريبا، وتبحث عن حرية مسؤولة لا عن علمنة متحررة... أمة تعرف أن (تخلفها) عن ركب التفوق العلمي أمر عارض، و(عزلتها) عن مصادر المعرفة مسألة طارئة، وتبقى (أصالتها) هي مادة تفردها، بل هي مادة بقائها. ويؤكد بكار على أنه في الوقت الذي يرفض فيه المتثاقفون دعوات التكفير، يفاجئك بأنهم أسرع الناس سقوطا في مستنقعها... وإلا فما معنى كلمة (متأسلم)؟ التي يُطلقها أحدهم فيتلقفها عنه زملاؤه للتندر بها على كل من نسب نفسه إلى حركة إسلامية؟ متأسلم تعني ببساطة مدعيا للإسلام، أي أن إسلامه زائف، ببساطة أكثر هو ليس فقط كافرا بل منافقا... هذا (لازم) وصفكم من ناحية اللغة واستعمالها (وأعلم أن أغلبكم لا يُطيقها أصلا) وإلا يلزمكم التراجع عن لازم هذا الوصف والتصريح باستعمالكم ما لا تدركون خطورة معناه في نعت خصومكم!».
شيء لزوم الشيء
على الرغم من مزاعم الدولة مكافحة إهدار المال العام، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، ولعل هذا ما دفع سليمان جودة في «المصري اليوم»، لأن يعبر عن دهشته: «ضحكت بيني وبين نفسي، عندما قرأت أنهم قد جهزوا مكتباً للمهندس إبراهيم محلب، ومع المكتب سكرتارية، ليمارس عمله في قصر الاتحادية مساعداً لرئيس الجمهورية! ضحكت لأن «محلب» هو أول مَنْ يعرف أن منصبه الجديد ليس منصباً، ولا جديداً، لأنه ليس منصباً حقيقياً، وإنما هو تعويض «شكلي» له عن إعفائه، فجأة، من رئاسة الحكومة، من دون مبرر مقنع! فهذا هو كل ما في الحكاية، إذا أردنا تسمية الأشياء بمسمياتها! ثم ضحكت لأن المهندس محلب، رجل عمل وحركة ومتابعة ميدانية بطبيعته، في حين أنه، في مكتبه الجديد، لن يجد عملاً، ولن يستطيع الحركة ولن يكون في إمكانه أن يتابع شيئاً.. والأيام بيننا! ويؤكد الكاتب على أنه لا يصادر حق محلب في أن يعمل، بل أتمنى من قلبي أن يتمكن من فعل ذلك كله، بأقصى طاقة عنده، وأن يكون مساعداً حقيقياً، لا مساعداً على الورق.. أتمنى هذا بقوة، وأنتظره مع غيري، ولكن التجارب السابقة مع المنصب ذاته لا تشجعنا، ولا تسعفنا. وهي لا تشجعنا ولا تسعفنا، لأن منصب مساعد رئيس الجمهورية ليس موجوداً في الدستور، ولا في أي قانون، بما ينطق بأننا نخترعه، كمنصب، عندما يراد استرضاء شخص ما إلى حين! ويذكر سليمان بأن المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة خرج من منصبه وزيراً قوياً للدفاع، إلى منصب مساعد رئيس الجمهورية، وكانت طريقة خروجه، في وقتها، تدل على أن مبارك جعله مساعداً على سبيل الاضطرار، لا أكثر، وأنه، أي مبارك، لو استطاع لأرسله إلى مكان آخر نحن نعرفه!».
«مين اللي يفتكر الأقصى؟»
«المواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي تتصاعد يوماً بعد يوم، ليست تلك هي المرة الأولى التي تقع فيها، لكن حالة السكوت من جانب كل الأطراف التي يفترض أن يعنيها هذا الأمر هي الجديدة والفريدة من نوعها. فلا الحكومات كما يشير محمود خليل في «الوطن»، ولا الشعوب العربية ولا الأحزاب ولا القوى السياسية، بمن في ذلك الإسلاميون الذين لا يتوقفون عن الطنطنة بالكلام عن المقدسات، تُبدي أي نوع من الحراك إزاء ما يحدث، حتى عبارات الشجب والإدانة المعتادة في مثل هذه الظروف كانت شحيحة وقليلة للغاية.. والسر في ذلك هو الانشغال.. فالعرب والمسلمون مشغولون هذه الأيام أشد الانشغال! ويؤكد الكاتب أن العديد من الحكومات العربية أخرجت فلسطين من معادلة تفكيرها، وحتى مدينة القدس التي كانت تحظى بنوع من الاهتمام، بسبب ما تحمله من مقدسات بالنسبة للعرب والمسلمين. لم تعد تستوقف أحدا منهم الأحداث والاعتداءات المتكررة من جانب المستوطنين الإسرائيليين عليها. انشغل العرب والمسلمون عن إسرائيل وما تفعله في القدس بأنفسهم، وبإراقة دم بعضهم بعضا، مرة في سوريا، وأخرى في اليمن، وثالثة في العراق، ورابعة في ليبيا، وهكذا، صراعات لا تنتهي، في حين يرتع الإسرائيليون في القدس. يضيف خليل: الأحزاب والقوى السياسية العربية مشغولة هي الأخرى عن القدس، الإخوان والسلفيون في مصر -على سبيل المثال- غارقون في معارك السلطة، الإخوان ما زالوا يحلمون بالعودة إلى كراسي الحكم، ويفعلون كل ما بوسعهم في سبيل ذلك، رغم ما يؤكده الواقع من أنهم كانوا ينتحرون، حين فكروا في الحكم، أما السلفيون فحدِّث ولا حرج، فهم مشغولون بمعركة الانتخابات البرلمانية من ناحية، وبقضايا النقاب واللحية والسواك من ناحية أخرى، وبالتالى فلا وقت لديهم للتوقف وتأمُّل ما يحدث في القدس».
في سوريا الجميع يفتش عن المصالح
حرب مصالح ونفوذ في سوريا، هذا ما لا يمكن لأحد أن ينفيه، وهو ما يؤكده أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «لا يمكن توقع شكل الأحداث، واحتمالات توسع الصدام إلى حرب واسعة، أو تفاهمات تضمن اقتسام النفوذ والمصالح.. التحرك الروسي يبدو محسوبًا حتى الآن، لكنه يصطدم بالمصالح الأمريكية والأوروبية وأيضًا التركية، لكنه يستقطب إيران كشريك في الحرب ضد «داعش»، ومساندة بشار الأسد. المصالح تعلو على العقائد، إيران المسلمة مع روسيا، فيما تقف تركيا على النقيض.. نظريًا فإن كلًا من أمريكا وروسيا توجهان ضربات إلى «داعش»، وبعض التنظيمات المسلحة، لكن أمريكا تبدي غضبًا وخوفًا من أن الضربات الروسية تتجه إلى المعارضة الأمريكية في سوريا، أكثر من الإرهابيين، فيما ترد روسيا بأنها تضرب المسلحين من خارج سوريا، وتسعى لطردهم، لكن الموقف المعلن لدى أمريكا وروسيا تجاه سوريا يختلف، فالأمريكان يتهمون الروس بتجاوز «داعش»، وقصف حلفاء أمريكا من المعارضة المعتدلة، وهو ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للقول: إذا كانت أمريكا تعرف أماكن المعارضة السورية المعتدلة فلتدلنا عليها إن كان لهم وجود، وهي تصريحات أثارت تفسيرات متضاربة عما إذا كان لافروف يتجاهلها، أو يشكك في وجودها، استنادًا إلى اعتراف أمريكي بأن من تم تدريبهم من مقاتلي المعارضة سلموا سلاحهم ل«القاعدة»، ممثلًا في النصرة. تركيا تبدو الطرف الأكثر قلقًا وتأثرًا، فقد ظلت اللاعب الرئيسي، والوكيل الحصري لأمريكا وأوروبا في سوريا، واستفادت من وجود «داعش» و«النصرة» لتحجيم الأكراد، والحصول على البترول، فضلًا عن اختراق التنظيمات الإرهابية باعتبار تركيا ممرًا، وأردوغان، كما يشير الكاتب، يلعب دورًا مزدوجًا، فهو حليف ل»داعش» من جهة، وشريك لأمريكا في ضرب «داعش» من جهة أخرى».
ما هي أولويات الحكومة؟
السؤال تجيب عليه سلمى حسين في «الشروق»: «المحاكم أولا ثم تنمية إقليم قناة السويس ثم الشرطة. تلك هي بالترتيب أهم ثلاث أولويات لدى الإنفاق الحكومي هذا العام. قد لا تكون تلك مشكلة في حد ذاتها. المشكلة هي أن الخطاب الحكومي الرسمي لا يقر بهذه الأولويات، وبالتالي لا نسمع مبرراته في اختيارها. فنحن لم نسمع من رئيس الوزراء أو أي من وزراء حكومته شيئا عن اختيار تلك القطاعات لاستقبال الزيادات الأكبر في الأموال المخصصة إليها من جيوب دافعي الضرائب «التي يقيسها معدل النمو الحقيقي في الإنفاق الحكومي». كما لم تشملها لا من قريب ولا من بعيد أي من الوثائق المعنية بالخطة والموازنة للعام المالي الحالي 2015 2016. للغرابة، كل تلك الوثائق تتحدث عن أولويات من نوع آخر. هذه هي عينة من الوثائق الحكومية الرسمية التي صدرت هذا العام، لشرح خطط التنمية والاستثمار والإنفاق الحكومي، التي صدر بعضها في شكل قوانين واجبة النفاذ على الحكومة: «يأتي مشروع الموازنة للعام المالي 2015 2016 استكمالا لتحقيق عدد من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، التي تسهم في رفع مستوى معيشة المواطنين وتحسين جودة حياتهم، من خلال إحداث تحول في منهجية إدارة الاقتصاد، وتحقيق الاستغلال الأمثل لموارد هذا الوطن، وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق العام، بما يحقق طفرة في مستوى الخدمات العامة الأساسية المقدمة للمواطنين وفي برامج الحماية الاجتماعية»، البيان المالي، يونيو/حزيران 2015. ويترتب على ذلك إحداث تحول جذري في المسار الاقتصادي للبلاد، متبعا لمنهج النمو الاحتوائي والعدالة الاجتماعية، الذي يرى أن ارتفاع معدل النمو لا يترجم تلقائيا في رفاهية الأفراد والمجتمع، بل يجب أن يكون مصاحبا معه إجراءات وسياسات تهدف إلى عدالة توزيع ثمار النمو على شرائح النمو المختلفة».
«الميه متفوتش على عطشان يا إثيوبيا»
توالت في الآونة الأخيرة تصريحات لمسؤولين سابقين وحاليين وإعلاميين متخصصين، تلَمِّح إلى أننا استُدرجنا للتوقيع على ميثاق إعلان النوايا بخديعة إثيوبية.. الأمر الذي دفع الكاتب محمد حلمي في «المصريون» إلى إعادة قراءة الإعلان، والخروج منه بانطباع وحيد بأن: «ما جاء فيه، كأنه صورة طبق الأصل مما يقدمه لك في النص التالي: ميثاق شرف إعلان النوايا حول سد النهضة: تعلن دول حوض النيل عن اتفاقها التاريخي حول مبادئ مشتركة لتجنب ما سيترتب عليه بناء سد النهضة.. ويطيب لنا أن نعلن عن الميثاق حتى لا يذبل الشجر وينشف ريق البشر ويزحف على جلودهم الجرب.. وقد اتفقنا نحن دول الحوض على أن من يحرم جاره من المياه يحرم من عينه وعافيته، وكذا من يحاول الاستيلاء على حصة غيره من دول الحوض، يتكسر حوضه ما يلاقي اللي يداويه ونحن إذ نقترب من الوصول إلى نقطة الوئام التام.. نؤكد اتفاقنا وتطابق رؤانا حول عدة حقائق لا يمكن أن نتزحزح قيد أنملة عن القناعة بها والعمل من أجل تعزيزها والارتقاء بها.. ليس من أجلنا فقط وإنما من أجل الأجيال القادمة.. وهذه الحقائق هي: 1 الميَّة ما تفوتش على عطشان. 2 الميَّة بتروي العطشان وتطَفِّي نار الجربان. 3 اللي يرشنا بالميَّة نرشه بالتوكسافين. 4 سوف يظل النشيد الرسمي لدول الحوض «النهر بيضحك ليه وانا نازلة ادَّلَّع املا القُلَل».
اللحم المكشوف يجذب المزيد من الجائعين
مازالت الحرب على قرار رئيس جامعة القاهرة تشعل المزيد من المعارك الصحافية، فبينما تقدمت 63 استاذة ومعيدة باللجوء للقضاء من أجل الحصول على حكم يجمد قرار الدكتورجابر نصار، تتعالى الأصوات التي تندد بالتعنت الذي تتعرض له المنقبات، من جانبها قالت فوزية خليل مرشحة «حزب النور» على قائمة غرب الدلتا، إنه توجد دعوات مناهضة للنقاب داخل مصر، مضيفة «إنني أرى أن ارتداء النقاب حرية مطلقة لمن تختاره، كما هي حرية من تختار السفور، وهذه الحرية يضمنها الدستور للجميع». وقالت في تصريحات ل«اليوم السابع»: «كما أن النقاب وإن شكل ضررا للبعض كما يدعون فإن السفور يشكل ضررا بليغا، حيث يفسد التربية التي ينشأ عليها الأبناء بالبيت»، مضيفة «النقاب ليس عادة دخيلة على مصر من الخليج، بل هو الزي الرسمي لملايين المصريات البدويات منذ آلاف السنين». وأضافت «القول بأن النقاب يجلب التحرش هو قلب للحقائق، وما يرتضيه العقل والمنطق، حيث أن الجائع يجذبه اللحم المكشوف ورائحته النفاذة».
تعمير سيناء يقضي على الإرهاب
ومن البشائر التي أسعدت الكثيرين، ومن بينهم جلال عارف في «الأخبار»، البدء في إنشاء أول شركة للاستثمار الوطني في سيناء برأسمال سيبلغ 11 مليار جنيه، ويرى الكاتب أن الدولة تتحرك من منطلق الثقة في القضاء على عصابات الإرهاب الأسود واستئصالها من جذورها، مع الإدراك بأن معركتنا الأساسية ستكون في تعمير سيناء، وفي خلق البيئة التي تزرع الخير لا الإرهاب، والتي تعوضنا عن سنوات طويلة من إهمال وتقصير في حق مصر وفي حق سيناء الحبيبة. كما أن التركيز على الإنتاج، خاصة في الصناعة لتوفير أكبر عدد من فرص العمل، ولخلق قاعدة صناعية تتواصل مع مشروعات منطقة قناة السويس وتتكامل معها. ويشير الكاتب إلى أن العمل يجري في إطار التنمية الشاملة، حيث يتم تطوير ميناء العريش، وفي الوقت نفسه يجري استكمال مشروع زراعة ما يقرب من 400 ألف فدان، الذي تعطل لسنوات عديدة، وأصبح مقررا أن يكون العام المقبل 2016 هو عام الانتهاء من كل مشروعات البنية الأساسية المطلوبة له، وبدء استزراع ما يقرب من نصف هذه المساحة في المرحلة الأولى.
ويؤكد عارف أننا أمام استثمار «وطني» سيشارك فيه جهاز الخدمة الوطنية في القوات المسلحة مع غيره من المؤسسات، وهو ما يعبر عن التزام الدولة بمتطلبات التنمية في هذه البقعة العزيزة من أرض الوطن، مع الحفاظ على أمن سيناء واستقرار أوضاعها، وقطع الطريق على مؤامرات شهدنا فصولا منها أبطلناها والحمد لله قبل أن تكتمل. ويبقى أن نقدم في هذه الشركة أو غيرها من مشروعات التنمية المقبلة «خاصة في سيناء» نموذجا في المشاركة الشعبية التي لا تستهدف فقط الإسهام المالي، ولكن تستهدف أن تكون التنمية «خاصة في سيناء» جزءا من نضال الشعب».
عمر الظالم أقصر مما يتخيل
بداية المعارك ضد سياسة القمع التي ينتهجها النظام ضد معارضيه، في الوقت الذي يبدي ترحيبا يصل لحد الاستكانة والهوان ضد القوى الدولية بما فيها اسرائيل، يتولى المهمة يحيي حسن عمر في «الشعب»: «عندما رأيت رأس النظام وهو يحني قامته مبالغًا في الانحناء في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، محييًا من لم يحيوه،، قلت سبحان ربي ما أعظم حلمك بعد علمك، هذا الذي يحني قامته قبل هامته للأمم، يقتل أشراف مصر وأطهارها في الشوارع وفي السجون، ويستأسد على إخوانه في غزة ويفصل بينهم وبيننا بأخدود من الماء، فصاحب الأخدود الأول قتل المؤمنين بالنار، وصاحب الأخدود الثاني يريد قتلهم بالماء! يتابع الكاتب هذا الذي يحني قامته وهامته للأمم ويستأسد على مواطنيه وإخوانه، دعا في تلك الأيام إلى توسيع نطاق السلام مع إسرائيل، وكانت وكالة اسوشيتد برس قد نقلت يوم 27 سبتمبر/أيلول عن هذا الطاغوت تصريحات قال خلالها، وفق ترجمة الوكالة – الدولية المحترفة – إن السلام بين مصر واسرائيل ينبغي أن يتسع ليشمل دولًا عربية أخرى، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الترحيب الفوري بهذه التصريحات، غير أن هذا الاعلان بهذه الصيغة خلق وضعًا محرجا للرئاسة المصرية (حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية)، فسارع الناطق بلسان الرئاسة المصرية إلى تصحيح ما ورد في تصريحات الجنرال! تصريحات جنرال الموت، كما يشير الكاتب، تتطابق تمامًا مع أفعاله منذ أن ابتلينا بحكمه المجرم، فهو على أهله في مصر وغزة بين قتل وسجن وتشريد وحصار، وهو مع أعداء الأمة في سكينة ولين وهدوء وتذلل وعلاقات حميدة وموالاة وطيدة كللت بعودة السفير الإسرائيلي».
لهذه الأسباب مقاطعة الانتخابات البرلمانية واجب
ونتحول لحرب أخرى ضد النظام تتمثل في الدعوة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويفرد محمد شتا في «الشعب» الأسباب التي دفعته لهذه الدعوة حيث يرى أن رموز السلطة لم يحترموا الشعب المصري في أختياره لأول رئيس شرعي مدني في تاريخ مصر، وانقلبوا عليه ووضعوه في المعتقل، لكنه مازال الرئيس الشرعي. ولأن الشعب المصري انتخب اول برلمان شرعي ومنتخب، لكن السلطة صادرته باستخدام أذرعها المنتشرة في كافة المؤسسات، ولأن نظام مبارك عاد إلى حكم مصر بمؤامرة، وهذا النظام هو من علم العالم كيفية التزوير. ويواصل الكاتب ذكر الأسباب التي تدعوه لمقاطعة الانتخابات، ومن أبرزها أن النتيجة محسومة مسبقا والانتخابات مجرد مسرحية هزلية لتجميل وجه الانقلاب أمام العالم. ولأن الشعب قال كلمته في الاقتراعات وانقلب العسكر عليها.
ويتساءل شتا: أين العدالة الاجتماعية؟ ويزعم الكاتب أن إسرائيل تكن الحب والتقدير للنظام المصري وقياداته التي سعت لتجميل صورة اليهود الذين قتلوا 150 ألف مصري، ببث مسلسل «حارة اليهود» في الإعلام المصري في شهر رمضان المعظم، لتجميل صورة اليهود القذرة لدى المصريين وطالب الدول العربية بالاعتراف بإسرائيل وإعادة افتتاح السفارة الصهيونية في الذكرى الرابعة لاقتحامها، ورد الاعتبار لإسرائيل».
يوميات حاكم شعب بائس
كيف يبدو حال زعماء العالم الثالث.. السعيد الخميسي وضع هذا السيناريو في موقع «إخوان أون لاين»: «يبدأ السيد القائد الزعيم الملهم فترة حكمه الأولى في عالمنا الثالث المنكوب بالكوارث الطبيعة والصناعية، ليعلن في خطابه الأول لجماهير الشعب الكادحة، بأن الوطن يمر بفترة حرجة ومازال راقدا في غرفة العناية المركزة على اسطوانة تنفس صناعية، كأنما يصعد في السماء من هول الاختناق والتكدس والإفلاس، وأن البلاد محشورة في عنق الزجاجة لا تستطيع حتى أن تمدد قدميها ولا ترمش بعينيها، ويزيد قائلا إنه قد استلمها هكذا من سلفه غير المأسوف عليه الذي أذل العباد وأفقر البلاد.. وأشوفكم بعد الفاصل «خمس أو ست سنوات!» ثم ينتهي الفاصل الأول. ليبدأ سيادته كما يشير الكاتب، الفاصل الثاني، أي فترة حكمه الثانية، ليذكر مواطنيه أنه لم يكن يتوقع حجم الفساد المنتشر في البلاد، وأن الفساد وصل للركب، ومن الشعب من وصل الفساد لمنكبيه، ومنهم من وصل الفساد لأذنيه، ومنهم من أغرقه الفساد غرقا، ثم يتعهد أمام الشعب الذي لم ينتخبه من الأصل أنه سيبذل قصارى جهده لمحاربة أوكار الفساد وهدم أركانها واعتقال أعضائها، وأن ذلك قد يتطلب بعض الوقت وعلى الشعب أن يصبر. وأشوفكم بعد الفاصل...! «خمس أو ست سنوات»
ثم ينتهى الفاصل الثاني كما انتهى الفاصل الأول «عشر سنوات كاملة غير منقوصة»، وتبدأ فترة حكمه الثالثة فلا سيادته أخرج البلاد من عنق الزجاجة، بل ازداد جسم الوطن تمددا داخل الزجاجة فيشعر سيادته بالحرج أمام الشعب الذي بدأ يفهم أن هناك مؤامرة تحاك ضده، وأن القصة لا تعدو أكثر من تمثيلية كوميدية ساخرة من إخراج سيادته وتأليف وتلحين أجهزته».
يا نمنم.. نم!
منذ توليه منصب وزير الثقافة، والحرب لا تتوقف ضد حلمي النمنم وقد وصلت حتى ضفاف الصحف القومية وها هو إيهاب التفاهني يدلي بدلوه: «لا أدري السر وراء إقحام وزراء الثقافة في مصر أنفسهم في الدخول في قضايا لا تعنيهم، وقد عرفنا فاروق حسني وزير ثقافة عهد مبارك عندما أثار مشكلة حول رفضه للحجاب، ومن بعده جاء جابر عصفور ليعلن بكل غرابة أن العري فن راق. يتابع الكاتب، ثم جاء حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي ليفاجئنا برأي غريب هو الآخر عندما قال، إن مصر علمانية بطبعها ولا أعرف من أين جاء بهذا الرأي، ولا القصد منه وإن كانت بعض الأبواق حاولت التخفيف من صدمة هذا الرأي بأنه يعني أن العلمانية المقصودة هو أن الدولة تمنح الحقوق متساوية لجميع الطوائف، ولابد أن الوزير «نم نم» أنه يعرف أن مصر دولة إسلامية ودستورها ينص في مادته الأولى على أن القرآن هو المصدر الأول والرئيسي للتشريع، وأقول مصر دولة إسلامية وليست دولة دينية، وها نحن نعيش الآن في ظل دولة مدنية يظلها دستور يتمسك بالإسلام والقرآن كمصدر رئيسي للتشريع، ومعروف أن الإسلام يحفظ الحقوق لكل البشر، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ويحرم دماء كل الأطياف من دون تمييز فئة على أخرى، فالإسلام هو خلاصة الأديان التي نزلت من السماء لتنشر السماحة والمساواة والعدل ولكل فرد أن يعتنق ما يشاء من ديانة والكل سيعود إلى الله سبحانه وتعالى، وهو يفصل بالحق بين الناس يوم الحساب الأكبر، إذن فمصر لا تحتاح إلى علمانية النمنم ولن تكون علمانية مهما حاول هو أو غيره أن يفرض هذا الرأي».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.