كلما مرت السنون تبقى 30 يونيو ذكرى لا تنسى، ليس لأنها ثورة، فتاريخ مصر زاخر بالثورات الشعبية التى تستحق الاحتفال بها لكن تبقى ثورة لها قيمة خاصة..فهي لم تكن ثورة لتغيير نظام أو الاعتراض على ظلم أو استبداد، وإنما كانت ثورة إنقاذ وطن، حماية هوية، دفاع عن شعب بكامله ، فقد أزاحت "الغمة الإخوانية" ودمرت مؤامراتهم على دولة يمتد تاريخها لسبعة آلاف عام ولهذا تستحق أن تتوقف عندها كل عام لندرس تفاصيلها وكيف نستفيد منها كي نبني مصر ونحميها . موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى تحقيقاً حول مكتسبات وتحديات ثورة 30 يونيو فى ذكراها الثانية التى تتزامن هذا العام مع استشهاد النائب العام على يد الإرهاب الأسود والجماعات الإرهابية التى لا تريد لمصر التقدم والاستقرار دولاب العمل يتجه للتنمية اللواء أسامة الطويل مساعد وزير الداخلية الأسبق صرح للموقع بأن استشهاد النائب العام المستشار الجليل هشام بركات في ذكرى ثورة الشعب هو عمل خسيس وجبان لكن هذا لن يثني القضاء المصري الشامخ عن نظر قضايا "الاخوان " والحكم فيها وأن رجال الدولة مصرين على إستكمال المسيرة لتقدم ورفعة الوطن. واستدرك اللواء أسامة الطويل،قائلا :على الرغم من أن حادث النائب العام هو حادث جلل لكن الوطن يضحى من آجله كل الشرفاء، فبعد 30 يونيو دولاب الدولة يسير في اتجاه التنمية لأن الدولة تؤمن أن التنمية الإقتصادية من أولويات مكافحة الإرهاب ومع ذلك الدولة تحارب الإرهاب الذي مس كل أنحاء العالم حالياً بالمواجهة الأمنية وتقوم الدولة أيضاً بالتنمية الثقافية والإجتماعية لكن ما يؤخذ على المواطن المصري الآن هو استعجال النتائج، فالتنمية تحتاج إلى استثمار وهذا يتطلب وقتا حتى يشعر المواطن بالانتعاش الإقتصادي. وقال الدكتور سعيد اللاوندي رئيس تحرير موقع هوامش وخبير العلاقات السياسية والدولية بالأهرام إن حادث اغتيال النائب العام يؤكد مثنى وثلاث ورباع أن منهج الجماعة الإرهابية هو الإغتيال منذ مقتل النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في القرن الماضي وهذه ليست المرة الأولى حيث قتلت هذه الجماعة الإرهابية ثلاثة من خيرة شباب القضاة في العريش ،فهم في حالة عداء مع الشعب المصري وليس النظام السياسي الحالي. وأضاف اللاوندي أن السلطة القضائية القاعدة والواقفة لن ترهبهم هذه الأعمال الخسيسة ولن تؤثر العمليات الإرهابية على أحكامهم في المستقبل خاصة وأنها تعتمد على القانون والقرائن والأدلة. مصر تتصدر المشهد عربياً وإقليمياً وأوضح اللاوندى أنه بعد عامين من ثورة يونيو ،مصر عادت من جديد كما اعتدنا عليها..فمصر أصبحت تتصدر المشهد عربياً وإقليمياً حيث صارت محط أنظار العالم بعد انتخاب الرئيس وأصبحت علاقاتها الخليجية جيدة بشكل غير مسبوق وبتنسيق تام وكامل بين مصر وعدد من الدول الخليجية. كما أصبحت العلاقات المصرية الإفريقية رائعة بعد فترة توتر خاصة مع الجانب الأثيوبي الذي يمتلك أكثر من 85% من مياه النيل وأصبحت علاقتنا بها الآن علاقات تعتمد على التعاون المشترك والشراكة بين البلدين. حلول غير تقليدية لأزمة البطالة وحول ما لم يتحقق حتى الآن من أهداف ثورة يونيو ،قال د.اللاوندي إن ملف البطالة يحتاج لجهود مضنية ومكثفة من الدولة حيث أكد الرئيس السيسي أن العمل هو النجاح الحقيقي، فعلى الحكومة ايجاد حلول غير تقليدية لحل أزمة البطالة التى تؤرق كل بيت ،كما أن ملف الإرهاب مازال يحتاج لجهود كبيرة خاصة بعد إغتيال المستشار هشام بركات اليوم ،فعودة الأمن بلاشك سوف نجني ثمارها سياحياً وتنموياً واقتصادياً. وذكر مجدي دربالة مدير مدير تحرير أخبار اليوم والمشرف على صفحات البنوك والتمويل أن البورصة المصرية ثأثرت اليوم باغتيال رمز القضاء المصري النائب العام حيث بلغت الخسائر 4 مليارات جنيه تقريباً ولكنه توقع أن ترتفع البورصة المصرية لوضعها الطبيعي سريعاً خاصة أن العمليات الإرهابية تجتاح العالم بأكمله ورغم محاولات الجماعة الإرهابية لزعزعة الإستقرار وبث الخوف في نفوس المستثمرين قبل الحادث الأهم في تاريخ مصر وهو افتتاح قناة السويس في بداية أغسطس إلا أن مصر تسير بخطة حثيثة لاصلاحات في كافة القطاعات سواء على المجال السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي. تحويل الذكرى لأعمال تخريب أما بالنسبة لذكرى ثورة 30 يونيو ، فقال دربالة إن هناك دعوات للجماعة الإرهابية لتحويل ذكرى الثورة إلى أعمال تخريب وهذا ما دفع القوة السياسية التى شاركت في الثورة إلى تعليق أي مشاركة لها في ذكرى فاعليات 30 يونيو. ويرى دربالة أن ما تحقق من اهداف الثورة يشمل الكثير من بنود خارطة الطريق ومنها إقرار دستور جديد وانتخاب رئيس جمهورية ونحن بصدد الإستحقاق الأخير وهو انتخاب مجلس نيابي قبل نهاية هذا العام الذي شهد تجسيد لإصلاحات اقتصادية واضحة برزت خلال مؤتمر مصر المستقبل في شرم الشيخ الذي أكد أن مصر تسيير بخطوات حثيثة لأحداث طفرة اقتصادية هائلة في المنطقة. إفساد الاحتفال بثورة يونيو ومن جانبة يرى الدكتور عصام النظامي عضو اللجنة التنسيقية لثورة 30 يونيو وعضو المجلس الإستشاري السابق أنه فى ذكرى احتفال 30 يونيو هذا العام وفي ظل التجهيز لإحتفالية إفتتاح قناة السويس أراد الإرهاب الأسود أن يفسد على الشعب المصري فرحته بعد أن فقدت هذه الجماعة الإرهابية شعبيتها في الشارع المصري فطالت يد الإرهاب الشهيد هشام البركات النائب العام في محاولة لإثناء الشعب المصري عن مسيرته ولكن ما حدث اليوم كان دفعة قوية للمزيد من التلاحم بين أفراد الشعب المصري خلف القيادة السياسية في محاربة الإرهاب وكأنها منحة إلهية أراد المولى عز وجل أن ينال المستشار هشام بركات الشهادة صائماً في نهار رمضان وأراد الله عز وجل أن يزداد هذا الشعب ترابطا وتلاحما في مواجهة الإرهاب. و أكد أحمد أيوب مدير تحرير مجلة المصور أن حادث إغتيال النائب العام الهدف منه هوافساد احتفال المصريين بذكرى 30 يونيو وسبق الحادث بأيام قليلة تهديد العناصر الإرهابية بأن هذه الذكرى ستكون ذكرى إغتيالات. وأضاف أن اغتيال النائب العام جزء من هذا السيناريو الذي كان يجب على الأمن أن يلتفت إليه جيداً لكن يبدو أن المجموعات الإرهابية استطاعت إختراق الحراسة الأمنية وخط سير النائب العام وتمكنت من تنفيذ العملية. مرحلة جديدة من محاولات الإغتيال ويرى أحمد أيوب أن هذه العملية مؤشر خطير على بداية مرحلة جديدة من محاولات الإغتيال لشخصيات هامة ومسئولة وخاصة الشخصيات القضائية لإرهابها وبالتالي المطلوب مزيد من التكثيف الأمني ومراجعة خطط التأمين ليس فقط الخاصة بالشخصيات العامة والهيئات وإنما المناطق الحيوية أيضاً. وأعتبر أيوب أن الرسالة المهمة من هذا الحادث موجهة للخارج ،فالقضاء الذي تتم مهاجمته من قبل منظمات تدعي أنها حقوقية تدافع عن الجماعة الإرهابية هو نفسه القضاء الذي يستهدف رجاله من هذه الجماعة في محاولات اغتيال خسيسة ،منها ما حدث من أسابيع قليلة واستشهد فيها ثلاثة من أعضاء النيابة والآن محاولة جديدة لإستهداف النائب العام ويبدو أنها لن تكون الأخيرة التى تستهدف بها الجماعة الإرهابية قضاة مصر.