لم أستطع أن أتمالك نفسى كثيرا.. أو أن أكتم غيظى من تصرفاته أكثر من ذلك.. فرغم صغر سنه وهو الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام إلا أنه طفل عنيد ولا يسمع الكلام وشقاوته ليس له حدود.. لذا أضطر لمعاقبته والقيام بضربه كثيرا حتى يسمع كلامى رغم أنى لا أريد هذا النوع من التربية وأندم طوال الليل للجوء إلى ضرب طفلى الصغير بل أظل أبكى من قسوتى عليه ولكن سلوكه المشاغب في اليوم التالى يضطرنى إلى ضربه مرة أخرى… الخ لا للعقاب البدنى: قررت أن أتصل بطبيبة نفسية أعرفها.. ورويت لها مشكلتى مع طفلى فوجدتها تتنهد تنهيدة طويلة ثم سكتت قليلا.. فسألتها مابكِ؟ فردت قائلة "أنا مش عارفة أمهات الزمان دى مالها رغم ثقافتكم وتعليمكم إلا أنكم لسه بتتبعوا أسلوب الضرب في تربية الطفل الأسلوب اللى بيدمر نفسيته أكتر ما بيدمر جسمه.. " ثم أضافت قائلة "لا تتخيلى كم الأمهات اللى جاتلى الأسبوع ده بأطفالها اللى اتأثرو نفسيا بسبب الضرب والعقاب البدنى.. وبقول للمرة المليون لا لضرب الأطفال لا للعقاب البدنى اللى بيدمر أجيال من الشباب والبنات.. فيه ستين طريقة تانية للعقاب غير العقاب البدنى.. كل واحد وكل واحدة تسأل نفسها ضربت ابنها كام مرة النهاردة؟
الشمعة هي الحل وبالصدفة كتبت إحدى زميلاتى بوست تقول فيه "أنا بموت ياجماعة كل يوم بليل ومش عارفه أعمل ايه ساعدونى.. أولادى أشقيه اوى وبضطر إنى أعقابهم زى عقاب أمهاتنا زمان انى احرقهم بالشمعه وأنهار بعدها وكل يوم أقول مش هاضطربهم تانى ومافيش فايدة عدم سماعنهم الكلام بيضطرنى لكده "فرغم تعليمها العالى وعملها المرموق إلا أنها تلجأ لهذا النوع من التربية وهوا المعاقبة بالضرب
العند.. اللامبالاة.. الغضب تعلق الاستشارية الأسرية والتربوية بمؤسسة UCB CANADA إسراء حجى على مشكلة ضرب الأطفال قائلة: تتكرر شكوى الأمهات كل يوم من الأبناء ما بين عدم الطاعة، العنف وضرب الآخرين، اللامبالاة، العناد، الغضب، العصبية وبين كل تلك الشكوى تتظاهر الأم بأنها مثالية وإن كل ذلك يحدث من الابن ولا تعرف سببه وتريد أن تعرف الحل.
التكنولجيا السبب وتتابع حجى قائلة: أسألتها مابكِ وني في أمرييعقب بأنه جزاء مخالفة جسيمةفريق لكنها لا ترقى للخيانة الصريحة)خلصنا جامعة".القسم في القسم الذي تستر علتتعدد أسباب الكثير من مشكلات الجيل الحالى نتيجة للطفرة التي حدثت بالأجهزة الإلكترونية ووسائل الإعلام وتعدد القنوات الفضائية إضافة إلى وجود الإنترنت وإلى جانب ذلك عدم وجود علاقات اجتماعية بين الناس كما في السابق وبالرغم من كل ذلك تبقى المشكلات السابقة نتيجة لسبب متوارث من قديم الزمان وهو العقاب بالضرب. وكما في السابق تلجأ الكثير من الأمهات للضرب بالرغم من ثقافتها أو مستواها العلمى فهى تربت على أن التربية تعنى التأديب بالضرب تجاه أي موقف سلبى يقوم به الابن وتأبى الاتجاه لأى عقوبة أخرى بل تصر على أن الضرب أساس في العقوبة ولا تتخلى عنه وتريد وسيلة أخرى معه لحل المشكلة.
تناقض في الأسلوب: وتختتم الاستشارية التربوية إسراء حجى حديثها قائلة: الكثير من الأمثلة السابقة من الأمهات موجودة في مجتمعنا ولكن يمكن ألا تكون واضحة، أتعجب كيف لبعض هؤلاء الأمهات أن تكون على قدر من الثقافة ولا تعرف سلبيات استخدام العقاب بالضرب على أبنائها والتي تظهر في شكل مشكلات أخرى ومن بينها اضطرابات الكلام والتلعثم، واضطرابات في النوم، العناد، فرط الحركة (والتي تعتقدها الكثير من الأمهات شقاوة أطفال)، والتسلط. وقد تؤثر أحيانا أخرى على الجانب النفسى سواء كان طفلا أو مراهقا وتظهر في الخوف والذي يصاحبه في بعض الأحيان تبول لا إرادى، وكراهية من حوله نتيجة الحرمان العاطفى إلى جانب العديد من المشكلات النفسية.
خطوات بديلة للعقاب: ويتضح من الصورة السابقة أن الأم هي سبب قوى في إصرارها على استخدام الضرب بل واعتبارها أنها الوسيلة الأولى والأهم في إصلاح الأبناء بالرغم من أنها في غنى عن حدوث أي من المشكلات السابقة لأبنائها إذا اتبعت الخطوات الآتية في العقاب: 1- إغلاق التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية التي يفضّل اللعب بها ( كالآيباد أو التالبلت، أو الكمبيوتر أو الموبايل). 2- حرمانه من الأشياء المفضلة لديه (رحلة بالمدرسة، حلويات يحب تناولها باستمرار). 3- حرمانه من الذهاب لأحد الأصدقاء.