كعادتهم مازال رجال القوات المسلحة على عهدهم :"نموت نموت وتحيا مصر".. شعارهم الذي رفعوه وهم يشيعون جثامين زملائهم الذين طالهم رصاص الغدر. فرجال الجيش أقسموا أنهم لن يعودوا لبيوتهم قبل أن يثأروا لشهدائهم ،وعد التزموا به أمام قائدهم العام بمن فيهم المصابون بمستشفى المعادي العسكري الذين أعلنوها صراحة سنخرج من المستشفى على الميدان كي نحمي مصر من الإرهاب.. والسؤال هنا ما هي كلمة السر في هذا الصمود؟. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net التقى عدداً من الخبراء العسكريين والإستراتيجيين لمعرفة تفاصيل ما حدث وكيف يمكن منع تكرار مثل هذه العمليات الإرهابية خاصة بعد إعلان حالة الطوارىء فى مناطق بشمال سيناء وإتخاذ قرارات حاسمة مثل تحويل المعتدى على المنشآت للنيابة العسكرية ؟. محاولة تدمير بعد نجاحات مبهرة فى البداية، قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكري والإستراتيجي إن العملية الإرهابية بالشيخ زويد لها أهداف سياسية خبيثة ، فالهدف منها تدمير مصر بالكامل وإسقاط النظام الحالي وبالتالي إسقاط الدولة المصرية لأنها حققت نجاحات مبهرة خلال أشهر معدودة وهو ما جعل هذه الدول المدعمة للإرهاب تشعر بالجنون-على حد تعبيره – لأنهم يريدون مصر كالعراق وليبيا والسودان ... الخ. وأكد سويلم أن مصر مازالت الهدف والجائزة الكبرى لهذه الدول لذا يبذلون الكثير من أجل تفكيكها وجعل الشعب يتصارع مع بعضه ، وبالتالي نسقط في يد الدول الكبرى وخاصة أمريكا حتى تحكم وكانت الوسيلة هم الإخوان الإرهابيون وحركة 6 إبريل لكن مصر أسقطت هذا المخطط بفضل الجيش المصري العظيم لذا الضرب جاء للقوات المسلحة لأنها أعادت الدولة المصرية والجيش هو من حافظ على أمن المواطن وهو من أمن الإنتخابات الرئاسية والدستور وسيؤمن بفضل الله الإنتخابات البرلمانية ،فالعدو الأساسي بالنسبة لهم هو (الجيش المصري العظيم). عملية إرهابية بشعة وقال اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا : بالتأكيد هذه عملية بشعة وخسيسة بكل المقاييس ،نحتسب جنودنا عند الله من الشهداء وسوف تأخذ القوات المسلحة بمشيئة الله الثأر لهؤلاء الأبطال الشهداء البواسل. وحول كيفية منع تكرار مثل هذه العمليات الإرهابية، قال خلف: ليس هناك دولة تستطيع منع تكرار مثل هذا العمل الجبان هذا يتطلب عملا طويلا وشاقا لأن على سبيل المثال أمريكا نفسها لم تستطع حتى الآن منعه برغم إمكانياتها الهائلة حيث يوجد بها إرهاب حتى اليوم لكن يجب علينا أن نتكاتف جميعاً أفرادا ومؤسسات وإعلاما، لأن علينا دورا مهما خلال الفترة المقبلة فيجب أن نسير في محاور متعددة ولا نعتمدعلى الدولة فقط أيضاً المسجد والكنيسة والبيت عليهم نفس الأهمية من التوعية وهذه هي المشاركة المجتمعية المتكاملة بعيدة المدى. وأضاف خلف "لاشك أن الدولة المصرية لديها معلومات بكل خيوط هذه المؤامرة على الوطن وهذا ظهر جلياً في كلمة السيد الرئيس للأمة وأكد على إصرار مصر على النجاح برغم ما يحاك بها من مؤامرات داخلية وخارجية ،فطالب الشعب بألا يخاف لأننا في مرحلة عودة هيبة ومؤسسات الدولة فطالبنا بالاتحاد جميعاً حتى نعبر بمصر إلى بر الامان والحمد لله الجميع لديه ثقة كاملة في قيادتنا وفي جيشنا وهنكمل المشوار ومش هنخاف". الحادث ورائه دعم خارجى ويرى السيد مدحت الشريف خبير الشئون السياسية والأمنية أن هذا الحادث لا شك تدعمه أجهزة مخابرات أجنبية هي من قامت بالتخطيط والتمويل وتوفير المعدات اللازمة من خلال عملائها بالداخل والخارج وخاصة داخل قطاع غزة وفي سيناء. الشريف أكد على أهمية دور الإعلام في المرحلة الراهنة ولابد أن يركز على كيفية مكافحة الإرهاب وأن يبرز استخدام المحاكم العسكرية في مكافحة الإرهاب . أيضاً يجب أن يؤكد الإعلام أن الهدف من مثل هذه العمليات التى تحدثها الجماعات الإرهابية هو الوقيعة بين الإدارة السياسية والقوات المسلحة والشرطة وإثارة الجماهير على بعضها وهو الهدف من مثل هذه العمليات، فيجب تفعيل دور المواطن في منظومة مكافحة الإرهاب. وحول انعكاس ذلك على المؤتمر الإقتصادي الذي سوف تستضيفه مصر في فبراير المقبل قال الشريف: الموضوع مرهون بالإجراءات التى ستتخذ لمواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية، فهذه المنطقة ليست لها علاقة بالأنشطة الإقتصادية في مصر- يكفي أن لدينا اقتصادا محترما ومستقرا وأيضاً استقرار في البورصة المصرية بالإضافة إلى أن الفترة الماضية تؤكد الثقة في الاقتصاد الوطني والإجراءات التى اتخذت لكن يجب على الحكومة سرعة الإصلاح الإداري وإتخاذ الإجراءات العاجلة لتنشيط الإقتصاد والبعد عن الأيدي المرتعشة ويجب وضع الشخص المناسب بجد في المكان المناسب أي تولي من يصلح لأننا في مرحلة حرجة لا تتحمل التجربة. من جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد أيوب مدير تحرير مجلة المصور إن الجيش المصري يقوم على عقيدة ثابثة لم تتغير طوال تاريخه ،الله ثم الوطن ،فمنذ التحاقهم بالمؤسسة العسكرية يتعلمون قيمة التضحية من أجل الوطن وكل ضابط أو جندي مستعد للموت من أجل تراب مصر الأهم أن الجيش المصري، على عكس كثير من جيوش العالم ،الثابت في عقيدته أنه لا ينتمي لتيار ولا يخضع لحاكم إنما هو جيش وطني لمصر كلها وهذا هو سر قوتة طوال تاريخه وربما ما لا يعرفه كثيرون أن رجال القوات المسلحة في سيناء هم من جعلهم الله سبباً في حماية هذا الوطن، فهم الذين بصمودهم أفشلوا المخططات الأمريكية في المنطقة بسبب إصراراهم على حماية بلدهم ولكي نعرف قيمة هذا الجيش لابد أن ندرك أن كثيرا من المخططات الأمريكية في المنطقة الجزء الأساسي فيها هو تدمير الجيش المصري لأنه لو تحقق لهم ذلك لأصبح من السهل التحكم في المنطقة. وأكمل :كلمة السر في هذا الجيش ليس السلاح ولا التكنولوجيا ،فبرغم أننا نمتلك أحدث الأسلحة والتقنيات الجديدة إلا أنه تظل كلمة السر في قوة الجيش المصري هو (الفرد المقاتل) الذي أذهل العالم وكان سبباً في أن تطلب كثير من دول العالم المتقدمة عسكرياً الدخول والمشاركة في مناورات عسكرية مع مصر كي تستفيد من خبرة وبسالة هذا المقاتل وقدرته على استخدام الأسلحة بشكل ربما لا يحدث في كثير من جيوش العالم. التحدى شعار المستقبل ويقول اللواء فريد حجاج مدير مركز الدراسات الإستراتيجة بلندن إننا بكينا جميعاً على أولاد مصر ولكن يجب ألا نخاف وأن يكون شعارنا في المستقبل هو التحدي والتحدي هنا شعارللشعب والجيش والشرطة معاً وأيضاً يجب أن نغير سلوكنا السابق في التعامل مع هذه الجماعات الإرهابية حيث لابد من تكاتف الجميع من أجل التحدي لأنها كما قال السيد الرئيس معركة مصير وبقاء دولة بحجم ومكانة مصر. إجراءات جديدة وسليمة وحول الإجراءات التى اتخذت حتى الآن من قبل الدولة المصرية قال حجاج: أرى أن الإجراءات التى اتخذت سليمة وجديدة للتعامل مع الإرهاب والمقصود ليست سيناء فقط ولكن في جميع القطر المصري والأهم من ذلك تفعيل القوانين التى سوف تشرع أو تعدل لتنفيذها بكل دقة وبكل حزم ويكون شعارنا (العدل مع الحسم السريع). وعن إمكانية الإخلاء عدد من البيوت في سيناء قال: يجب أن يتم عمل نطاق أمني على الحدود المصرية وهذا يترك للحكومة حسب الأوضاع على الأرض بهدف غلق جميع الأنفاق غلقاً تاماً وأبدياً. تصعيد إرهابى ومعركة وجود أما اللواء حسين عبد الرازق الخبير العسكري، فيفسر ما حدث بأنه تصعيد من جانب الجماعات الإسلامية التى تسعى لهدم مصر وإسقاط النظام الذي انتخبه الشعب وهذا يتزامن مع عودة الدراسة بالجامعات. أيضاً هذه الجماعات ترى فيما يحدث في إتجاه بنغازي أن مصر تقف وراء معركة الجيش الليبي لتقويته ودعمه لقتال أنصار الشريعة ومن يتبعوهم من الجماعات الإرهابية وهم أرادوا تحويل إهتمام الجيش المصري من ناحية الشرق. ويستطرد أنه في إطار السياسة يريدون إفقاد الشعب المصري الثقة في قواته المسلحة بتوجيه كثير من الضربات الموجعة إلى النقاط المتمركزة وبالتالي تثار أسئلة كثيرة حول القوات المسلحة وكفائتها وبالتالي تخلق حالة من الفوضى بين أبناء الشعب الواحد وهذا هو الهدف المطلوب خلق حالة من البلبلة حتى يضطرب المشهد المصري. وتابع عبد الرازق بأن الرئيس حذر ودعا إلى تكاتف أبناء الشعب وهذا يؤكد أن مصر فى حالة حرب حقيقية وأن هناك حالة من التصعيد ضد مصر المرحلة المقبلة ورائها تدريب ودعم مالي خارجي يرتبط بالتنظيم الدولي للجماعة الإرهابية بعد أن أسقط الشعب المصري حكمهم في 30 يونيو 2013 وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس أننا في معركة وجود.