السفير الاسرائيلى السابق " يورى سافير Uri Savir " و مؤسس مركزبيريز للسلام فى اسرائيل، كتب مقال يتسائل فيه : هل مصداقية و سمعة اسرائيل تتراجع ؟! و يقول فيه ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي كانوا دائما ما ينظرون الى الاحتلال الاسرائيلي باعتباره شرا مؤقتا، ولكن الآن ينظرون الى توسيع المستوطنات باعتبارها ضررا بالغا بعملية السلام لا يقل عما اسماه بالإرهاب الفلسطيني.. و يحذر الدبلوماسى الاسرائيلى ، من انه و لطالما لا تستطيع إسرائيل التعامل مع لفظ " حدود عام 1967′′ فانها تسارع و تعجل بتحولها لتصبح صورة من نظام الفصل العنصري الذى كان قائما فى جنوب أفريقيا . و ينقل عن مصدر إسرائيلي كبير في وزارة الخارجية المشتركة طلب عدم نشر اسمه بان هناك قلق متزايد ازاء العزلة الدولية لإسرائيل: "لم يسبق لي ان شهدت مثل هذا السيل من الانتقادات على سياسات إسرائيل كما هو الحال في الفترة التي تلت حرب 1967′′. في الواقع، اصبحت إسرائيل تحت خط النار دبلوماسيا، و كانت أكبر قنبلة قد جاءت لها من البيت الأبيض مباشرة بعد آخر زيارة لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" إلى العاصمة الأميركية، بسب مدى التوسع الاستيطاني في القدس في حي "جفعات هماتوس Givat Hamatos " – الواقع جنوب مدينة القدسالمحتلة – . و لقد تفاقم الخلاف على اتهامات نتنياهو الصريحة لها بان الولاياتالمتحدة لا تعيش وفقا لقيمها المعلنة ، و جاء رد فعل البيت الأبيض على لسان المتحدث "جوش ارنست" قائلا : "إنها القيم الأميركية التي أدت بنا إلى تمويل نظام القبة الحديدية" ليصفع لفظيا رئيس الوزراء الاسرائيلى في وجهه. وربما تكون هذه هى أدنى نقطة في سوء العلاقة بين المكتب البيضاوي وإسرائيل منذ إعادة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر تقييم السياسة عام 1975. و يقول السفير " يورى سافير" ، اما عن الموقف الأوروبي ، فهو أسوأ من ذلك، بقدر ما هو مقلق لإسرائيل. فقد أعلنت السويد بالفعل أنها سوف تعترف بالدولة الفلسطينية.وأعقب هذا الإعلان التصويت في البرلمان البريطاني خول نقس الموضوع ، و ربما غدا سيكون هناك أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي سيحذون حذوهما، سواء من خلال الحكومات أو عبرتصويت برلماني. . ان كل هذا النقد هو أحد أعراض تغيير أكثر عمقا في الموقف تجاه إسرائيل، مع تداعيات سياسية ربما قد تكون حادة في المستقبل. المجتمع الدولي الصديق لإسرائيل (وهما الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي) محبطان من القيادة والسياسات فى إسرائيل. وهذا لم يعد خلاف تكتيكي على عملية السلام ، بل تغير فى وجهات نظر الحكومات الغربية بشأن ما هيه إسرائيل أو ماهيتها التى أصبحت عليها .. فلسنوات، كانت إسرائيل امرا مثيرا لإعجاب الغرب لولادتها الدرامية ، مع البراعة العسكرية والتكنولوجية، وديمقراطيتها رغم الحرب ، وإنسانيتها بعد المحرقة. كل هذا جري تغيره ، ليحل محله تدريجيا ، صورة إسرائيل باعتبارها القوة الاستعمارية مع النزعات العنصرية والممارسات الدينية مع قدرا كبيرا من جنون العظمة وكراهية الأجانب. كذلك لم تعد إسرائيل هي أيضا العنصر الضعيف بالنزاع؛ فهى ببساطة قوية جدا. والأهم من ذلك، كان الاحتلال لفلسطين ، ينظر له من قبل على انه شر مؤقت، والآن ينظر له على انه "طبيعة ثانية" لإسرائيل. و يعتبر التوسع الاستيطاني بالنسبة لمعظم العواصم الأوروبية ، ضرر بعملية السلام لا يقل عن ضرر الإرهاب الفلسطيني. وفي الوقت الذى يحارب فيه المجتمع الدولي تنظيم " داعش" ، تتوقع كلا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ان تعمل اسرائيل على مناشدة و خطب ود الراى العام للجمهور العربي من خلال السياسات المعتدلة ازاء القضية الفلسطينية. و ترى واشنطن و بروكسل ان السياسات العقائدية الاسرائيلية المتبعة مع القضية الفلسطينية تضعف التحالف الدولى ضد " داعش" من وجهة نظرهم. و ليس ادل على هذا من تصريح مصدر رفيع المستوى بالخارجية الفرنسية ، بان هناك أصوات تتردد لصالح اتخاذ اجراءات أكثر صرامة ضد إسرائيل، مثل مقاطعة منتجات المستوطنات أو حتى فرض عقوبات على الشركات الإسرائيلية الأخرى بمناطق ما وراء الخط الأخضر. ان "نتنياهو" ووزير خارجيته" أفيجدور ليبرمان" يميلان إلى التهوين من المخاطر التي تواجه إسرائيل بشان عزلتها ويتهمان العالم بالنفاق وازدواجية المعايير بدلا من العمل على تغيير السياسات. أنهما يعولان على واشنطن لإنقاذ إسرائيل مرة بعد مرة أخرى. و إن لم يكن هذا عبر إدارة باراك أوباما، هناك دائما الجمهوريين ولجنة العمل العام الامريكية الاسرائيلية " ايباك AIPAC" اعتمادا على نهج ان اى انتقاد هو معاد للسامية. و يختتم الدبلوماسى الاسرائيلى " يورى سافير" مقاله بالتاكيد على ان هذا الوضع خطير بالنسبة لبلد يعتمد على مكانته في الاسرة الدولية . فضلا عن كون إسرائيل تعتمد استراتيجيا على الولاياتالمتحدة وعلى تجارتها مع الاتحاد الأوروبي. و وفقا لكلماته " انت كبلد صغير في عالم معولم، فاما ان تكون داخله أو خارجه، أما ان تكون كوريا الجنوبية اوكوريا الشمالية". لقد فتُحت أبواب منحدر زلق نحو المقاطعة والعقوبات ، مع انهيار عملية السلام ، والاعلان عن بناء حوالي 14 الف وحدة سكنية في الضفة الغربية ، خلال المحادثات التى كانت دائرة مع وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" فى الفترة من أغسطس 2013 إلى أبريل 2014. و يقول وزير الاقتصاد والتجارة "نفتالي بينيت " ان هناك حديث في أوروبا عن ‘إسرائيل الجديدة'، وان إسرائيل لم تكن بمثل هذه العزلة الدولية منذ حرب 1967 .. وقالت مصادر في فريق مفاوضات السلام الامريكي "أن كيري قلق للغاية حول الطريقة التي ينُظر بها إلي إسرائيل في جميع أنحاء العالم" . . و تأمل هذه المصادر في أن تقبل الحكومة الإسرائيلية بعد امتهاء الانتخابات الامريكية النصفية فى 4 نوفمبر المقبل ما سبق واقترحه "كيري" على "نتنياهو" خلال آخر زيارة له لواشنطن ، و هو : استئناف مفاوضات السلام على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي وتوفير التدابير الأمنية لإسرائيل. و هو الذى من شانه ، وعلى أقل تقدير، ان يؤخر النشاط الفلسطيني الأحادي الجانب فى سبيل الاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة. . على الجانب الاخر ، وفي اروقه عملية صنع القرار في إسرائيل، هناك أمل هادئ بأنه بعد 4 نوفمبر سيصبح "أوباما" كبطة العرجاء مع سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ.