بعد رفع سعر الخبز، مسئول سابق بالتموين يوجه رسالة قوية لرئيس الوزراء    البنك الأهلي يطلق خدمة إضافة الحوالات الواردة من الخارج لعملاء المصارف لحظيا    مؤيدون لفلسطين يرشقون الشرطة الألمانية بالحجارة خلال تظاهرة في برلين (فيديو)    ناد أمريكي يغازل راموس ب 12 مليون يورو    بداءً من اليوم، فتح باب التظلمات على نتائج الشهادة الإعدادية بالوادي الجديد    تحرير 13 محضرًا تموينيًا في بلطيم بكفر الشيخ    القليوبية تنهى استعدادات امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    اليوم، ياسمين رئيس تحتفل بزفافها على رجل الأعمال أحمد عبد العزيز    بوليتيكو: الاتحاد الأوروبي يعتزم "معاقبة" رئيس الوزراء المجري بسبب أوكرانيا    إغلاق 3 مراكز دروس خصوصية في الإسكندرية.. والحي يصادر الشاشات والتكييف- صور    أمين الفتوى: من يذبح الأضاحي في الشوارع ملعون    581 طالبا بكلية التمريض جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية يؤدون امتحان مقرر أمراض الباطنة    السيسي يصدر قرارين جمهوريين جديدين اليوم.. تفاصيل    الإمارات تدعو لضرورة إيجاد أفق لسلام عادل وشامل فى منطقة الشرق الأوسط    كوريا الشمالية تُطلق وابلا من الصواريخ البالستية القصيرة المدى    إعلام إسرائيلي: 10% من المطلوبين للخدمة العسكرية يدّعون الإصابة بأمراض عقلية    لافروف: اتفاق زيادة التعاون الدفاعى مع الصين ليس موجها ضد أى دول أخرى    نقابة الأطباء البيطريين: لا مساس بإعانات الأعضاء    كهربا: أنا أفضل من مرموش وتريزيجيه    شوقي غريب: رمضان صبحي يستحق المساندة في الأزمة الحالية    اليوم.. النطق بالحكم على حسين الشحات في واقعة محمد الشيبي    أسعار الذهب فى مصر اليوم الخميس 30 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد في مصر بداية تعاملات اليوم الخميس 30 مايو 2024    17.5 مليار جنيه إجمالي إيرادات المصرية للاتصالات خلال الربع الأول من 2024    المدارس تواصل تسليم طلاب الثانوية العامة 2024 أرقام الجلوس    «بسبب صورة على الهاتف».. فتاة تقفز من الطابق الثامن بالمرج    وفاه إحدى السيدتين ضحايا حادث تصادم الفنان عباس أبو الحسن    الاستماع لأقوال شهود عيان لكشف ملابسات مصرع طفل فى العياط    التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    اليوم.. حفل افتتاح الدورة 24 من مهرجان روتردام للفيلم العربي    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 30 مايو 2024: مكاسب مالية ل«الأسد» وأخبار سارة ل«الحمل»    مصر تُشارك في الاجتماع الأول للمؤسسة الأفريقية للتعلم مدى الحياة في المغرب    «المستقلين الجدد»: تكريم «القاهرة الإخبارية» يؤكد جدارتها وتميّزها    إندونيسى يكتشف زواجه من رجل بعد زفافه ب12 يوما وقصة حب لمدة عام.. صور    جامعة القاهرة تكرم 36 عالمًا بجوائز التميز لعام 2023    نائب وزير الإسكان يستقبل رئيس الاتحاد الأفريقي لمقاولي التشييد ومسؤولي «مشروعات الإسكان» بليبيا    اعرف شروط ومواصفات الأضحية السليمة من أكبر سوق مواشى بسوهاج    الناس اللى بتضحى بجمل.. اعرف المواصفات والعمر المناسب للأضحية.. فيديو    «الصحة»: افتتاح وتطوير 20 قسما للعلاج الطبيعي في المستشفيات والوحدات الطبية    نصائح هامة عند شراء النظارات الشمسية في فصل الصيف    4 حالات اختناق وسط جحيم مخزن بلاستيك بالبدرشين (صور)    مسؤولون باكستانيون: حرس الحدود الإيراني يطلق النار ويقتل 4 باكستانيين جنوب غربي البلاد    أحمد خالد صالح ينضم لفيلم الست مع مني زكي: دوري مفاجأة للجمهور    سعر الذهب يواصل انخفاضه عالميا.. ماذا ينتظر المعدن الأصفر في الأشهر المقبلة؟    عاجل:- قوات الاحتلال تقتحم مدن الضفة الغربية    علاج أول مريض سكري باستخدام الخلايا في سابقة فريدة علميا    السل الرئوي.. الأعراض والمخاطر والعلاج والوقاية    خالد أبو بكر يهاجم "المحافظين": "التشكيك بموقف مصر لو اتساب هتبقى زيطة"    هل تجوز الصدقة على الخالة؟ محمد الجندي يجيب    خالد مرتجي: إمام عاشور من أفضل صفقات الأهلي    تريزيجيه يتحدث عن مصيره بعد اعتزال كرة القدم    ميدو يطالب مجلس إدارة الزمالك بالرد على بيان بيراميدز    بيبو: التجديد ل معلول؟ كل مسؤولي الأهلي في إجازة    وزير الصحة يبحث مع سكرتير الدولة الروسي تعزيز التعاون في مجال تصنيع الدواء والمعدات الطبية    مع زيادة سعر الرغيف 4 أضعاف .. مواطنون: لصوص الانقلاب خلوا أكل العيش مر    أحمد عبد العزيز يكتب // الإدارة ب"العَكْنَنَة"!    بعد مراسم مماثلة ل"عبدالله رمضان" .. جنازة شعبية لشهيد رفح إسلام عبدالرزاق رغم نفي المتحدث العسكري    الإفتاء توضح حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف رغبة بعض الورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سبتمبر "أيلول الأسود" .. شهر الأحزان
نشر في الزمان المصري يوم 22 - 09 - 2014


أيلول الأسود..صفحة سوداء فى تاريخ العرب
فجيعة "عبد الناصر" فى انفصال الوحدة وفجيعة الأمة فى وفاة "عبد الناصر"
إعدام محمد كريم وعمر المختار ووفاة احمد عرابى ورحيل محمود نور الدين ورفيقه خالد عبد الناصر
اتفاقية العار واعتقالات سبتمبر ومذبحة صبرا وشاتيلا
ملف : أحمد أمين
لم يسطر فى التاريخ الحديث فى مصر والعالم العربى أحداثاً حزينة كما سطرت فى شهر سبتمبر فقد احتل شهر أيلول الأسود -ايلول هو الشهر التاسع من شهور السنة الميلادية حسب الأسماء السريانية المستعملة فى الشرق العربى – مكانة متقدمة فى الحزن فى مصر والعالم العربى حتى دأب البعض على تسميته بأيلول الحزين أو سبتمبر الأسود ؛نظرا لتراكم الأحداث الجسام الكبرى التى وقعت فيه بداية من إعدام محمد كريم وعمر المختار ووفاة عرابي مروراً بانفصال الوحدة المصريه السورية وفجيعة العالم العربي بفقد عبد الناصر وصولاً لمذبحة صبرا وشاتيلا ووفاة البطل محمود نور الدين ؛ثم رحيل رفيق دربه خالد جمال عبد الناصر .
محمد كريم..حاكم الإسكندرية
أعدمه الفرنسيس
استيقظ المصريون في صبيحة اليوم السادس من سبتمبر لعام 1798م – 1213ه على تجهيز ساحة ميدان الرميله بميدان القلعة وذلك لتنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الزعيم الوطني محمد كريم حاكم الإسكندرية بأمر من نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر . وذلك بعد رفض كريم دفع الفدية المقدرة 30 ألف ريال حيث قال ( إذا كان مقدراً على ان أموت فلن يعصمني من الموت أن ادفع الفدية ، وإذا كان مقدراً على أن أعيش فعلام ادفعه ؟
محمد كريم ..حاكم الإسكندرية..أعدمه الفرنسيس
اعدم محمد كريم ليخلد ذكره بصفحات مضيئة في تاريخنا الحديث وليضرب المثل في المقاومة والتفاني والتضحية .
ولد كريم في حي الانفوشي بالإسكندرية عمل في بداية حياته وزاناً وبسبب نبوغه وكفاءته تدرج حتى تقلد أمر الديوان والجمارك بثغر الإسكندرية ثم أصبح حاكماً لها .قاوم هو ورجاله من الصيادين والعاملين والأهالي الأسطول الفرنسي بقيادة نابليون حتى تهدمت حصون الإسكندرية بفعل الضربات المدفعية للحملة ولم يسلم ولكنه قاد المقاومة الشعبية في حرب شوارع ذاق منها الفرنسيون الويل ، وبعد وقوعه في الأسر حاول نابليون استمالته فأفرج عنه ورد إليه سيفه ولكنه أبداً لم يهادن فأخذ في تدريب الفدائيين والمجاهدين في الصحراء حتى يقوموا بشن الغارات على الفرنسيين في الإسكندرية ودمنهور حتى قبض عليه الجنرال كليبر وأرسله إلى نابليون بالقاهرة حتى يرى فيه رأيه فحوكم محاكمة صورية وقضي بإعدامه بتهمة (التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية) .
أحمد عرابي : ( الزعيم المفترى عليه )
عرابي الذي توفي مغبوناً في بلده بعد أن تطاول عليه الرعاع والمأجورين محملينه أسباب احتلال مصر من الإنجليز .
الزعيم أحمد عرابى..المفترى عليه
في اليوم ال 21 من سبتمبر 1911م لقى عرابي ربه عن عمر يناهز السبعين عاماً تاركاً ورائه أحداثاً جساما كان هو بطلها وفارسها الأوحد ، وتمر السنون حتى تسقط الدولة العلوية بثورة الثالث والعشرين من يوليو ليكتب التاريخ الحقيقي ويرد الاعتبار إلى أحمد عرابي ابن الفلاحين كزعيم وطني حر قاد انتفاضة المصريين وحمل مطالب الأمة إلى الخديوي توفيق في يوم مجيد وهو التاسع من سبتمبر 1981م ليزأر بمقولته الشهيرة ( لقد خلقنا الله أحراراً ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً والله الذي لا إله إلا هو لن نستعبد ولن نورث بعد اليوم ) ، فيتآمر الخديوي مع الإنجليز ضده ويكتشف عرابي المؤامرة ويخوض معركة باسلة كادت أن تكلل بالنجاح لولا الخيانة فيقبض عليه وينفى مع رفاقه إلى جزيرة سيلان ويحتل الإنجليز مصر ويعود من المنفى ليموت وحيداً وتبدأ مصر مرحلة جديدة من الكفاح .
عمر المختار: لا نستسلم .. ننتصر أو نموت!
ربما لم يشتهر أحد في العالم العربي والإسلامي في العصر الحديث كما اشتهر عمر المختار، وربما لم تشتهر مقولة أكثر من مقولته التي قالها وهو على حبل المشنقة "نحنُ لا نستسلم ننتصر أو نموت". وكطبيعة هذه الفترة التي عاش فيها عمر المختار من القرن السابق كانت الطرق الصوفية في أفريقيا ذات سلطة معنوية كبيرة ومقابل هذه السلطة المعنوية حشدت الحركة السنوسية قواتها لمواجهة الاستعمار الفرنسي في تشاد. كانَ عمر المختار أحد أعمدة الحركة السنوسية فحارب في تشاد ضد المستعمر الفرنسي.
المناضل..عمر المختار..شيخ المجاهدين
ما إن دخل المستعمر الإيطالي إلى ليبيا، موطن المختار، حتى حشدت الحركة السنوسية قواتها في ليبيا وتحت قيادة العثمانيين. لكنَّ معاهدة لوزان قضت بخروج العثمانيين من ليبيا ونشب قتال بين العثمانيين والمقاومين لكنّ تدخل عمر المختار حال دون تفاقم الأمر. بالجملة أحمد الشريف السنوسي كان هو القائد، لكنّ عمر المختار كان القائد الفعلي للمعارك مع الطليان.
ومنذ دخول الطليان إلى ليبيا عام 1911 وحتى القبض عليه عام 1931 كان عمر المختار على الجبهة، بدأ الجهاد وهو في سن 53 وأعدم وهو في الثالثة والسبعين. بعد أحد المعارك عثروا على حصان المختار مقتولًا فاستحث جيش الاستعمار البحث عنه خصوصًا أنه فوق السبعين ما يعني صعوبة الهرب، حتى وقع في الأسر.
المختار مع المجاهدين
قامت محاولة محاكمة صورية لكنّ الرجل فاجأهم بأنه لا يرى نفسه مخطئًا ويؤكد أنه قبض عليه وفي يده السلاح، ليس هذا فحسب بل إنه أيضًا كان قائد القوات الليبية وأن العمليات ضد المستعمر كانت تخرج من تحت يديه وتدبيره أو بقيادته. أعدم المختار ليظلّ أسطورة للنضال والتحرر وصوفيًا كبيرًا.
عبد الكريم الخطابي: مؤسس جمهورية الرِّيف
كانت المغرب مقسمة من حيث الحماية ما بين فرنسا وإسبانيا، وكانت منطقة الريف التي كان أبو الخطابي أحد أبرز قادتها باعتباره زعيمًا لأحد أكبر قبائلها تحت الحماية الأسبانية. كان محمَّد الذي يعرف بمولاي موحمد قد حفظ القرآن الكريم على يد والده ثمَّ أتم دراسته بمدارس فاس وجامعة القرويين حتى أصبحَ قاضيًا في المغرب، وتحت الضغط الأسباني على ملك المغرب أعلن الخطابي مُجرِمًا وعُزل عن منصبه كقاضٍ.
بدأ عبدالكريم الخطابي بعد وفاة والده مرحلة أخرى من مراحل حياته، والتي ستكون من أهم المراحل في تاريخ المغرب، حيث سيتحول إلى أحد رموز النضال ضد المستعمر. بعد توحيد القبائل أسس جمهورية الريف عام 1921 بدستور وبرلمان على النظام الحديث! لكنّ عُمر هذه الدولة لم يزد على ستّ سنوات. فقد اجتمع الاستعماران الفرنسي والأسباني للإيقاع بمولاي موحمد.كبدت المقاومة بقيادة الخطابي الاستعمار مبالغ طائلة، وعددًا كبيرًا جدًا من الأرواح والمعدات العسكرية. جردت فرنسا وإسبانيا حملة كبيرة تمثلت في 400 ألف جندي للقضاء على الأمير الخطابي. واستعمل الاستعمار في مواجهته مع جنود الأمير السلاح الكيماوي. سريعًا ما حاول الأمير تجنب الخسائر التي سيجرها على المواطنين العزلّ والنساء والأطفال فقرر تسليم نفسه للاستعمار كأسير حرب، فكان ذلك ونفي إلى جزيرة ريونيون ثمّ إلى فرنسا وفي طريقه مرّ على بور سعيد فطلب اللجوء السياسي فرحب به الملك فاروق. توفي الأمير بمصر عام 1963 ودفن في مقابر شهداء القوات المسلحة
عبد الكريم الخطابى..رئيس جمهورية الريف
الأمير عبد القادر الجزائري: رجلٌ جمع ما لا يُجمع!
إذا حاولنا وصف الرجل أو إعطاءه بعض الأوصاف فإنه سيجمع بين شتى الحقول المعرفية والعسكرية والسياسية. بدأَ الرجل مسيرته السياسية وهو في الرابعة والعشرين عندما بويع كأمير وقائد دولة بعد انضواء العديد من القبائل تحت لوائه في الجزائر، فبدأ تكوين جيش نظامي حديث واتخذ عدة خطوات تقشفية للنهوض في الاقتصاد، كان هذا عام 1832.
بدأ الاحتلال الفرنسي يواجه الأمير عبد القادر، فرأت أن تعقد معه اتفاقية وأن تعترف بدولته لكنّ فرنسا عادت وأخلت بالاتفاقية فأعلن الأمير الجهاد وخاض عدة معارك كان على رأس الجيش فيها، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمته "المعسكر" وحرقها لكنه استجمع قواه وأحرز عدة انتصارات، فعادت فرنسا لتعقد معه اتفاقية ثم نقضتها من جديد بعد استجماع قواها فشنت هجومًا وحشيًا كان السبب في إنهاء دولة الأمير.
الأمير عبد القادر الجزائرى ..رجلٌ جمع ما لا يُجمع!
استسلم الأمير في ديسمبر 1847 للقوات الفرنسية ليتجنب تكبيد المدنيين خسائر لن يتحملوها، ثم سجن لمدة خمس سنوات في فرنسا وعاد بعدها إلى دمشق ليقوم بتدريس الفقه والتصوف. ترك الأمير عدة مؤلفات وديوان شعر، كما قام بنشر الطبعة الأولى الحديثة للفتوحات المكية لشيخ الصوفية الأكبر ابن عربي.
بوصيته دفن إلى جانب ابن عربي، وإذن نستطيع أن نطلق عليه أوصاف سياسي وعسكري وفقيه وشاعر وفيلسوف لاهوتي، كما يعتبره البعض وليًا من أولياء الله.
إنفصال الوحدة المصرية السورية
28 من سبتمبر 1961
البداية كانت من سوريا التي كانت ترقب الأحداث منذ قيام ثورة الثالث والعشرون من يوليو في مصر ، وكان تأميم القناة ومقاومة الأحلاف وكسر احتكار السلاح وبلورة الرؤية العربية لدى قادة الثورة في مصر كان لكل ذلك إضافة للأخطار التي كانت تحيط بسوريا ما جعل القيادة السورية تتطلع نحو الوحدة مع مصر .
بدأت المفاوضات عن طريق مجموعة من الضباط السوريين والتي كللت بقيام الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر وحصول الرئيس السوري شكري القوتلي على لقب ( المواطن العربي الأول) ، ظلت الوحدة قائمة ثلاث سنوات سعت خلالها الرجعية العربية المتمثلة في ممالك الخليج والاستعمار العالمي لهدم هذه الوحدة بكل الطرق والوسائل ، حتى قام بعض ضباط الجيش من السوريين بالانقلاب عليها في صبيحة الثامن والعشرين من سبتمبر وأوقف عبدالناصر التدخل العسكري لضرب الانقلاب وفرض الوحدة وقال مقولته الشهيرة (
عبد الناصر..ليس مهماً بقاء الوحدة ولكن المهم بقاء سوريا
) .
وفاة الزعيم جمال عبدالناصر:
28 من سبتمبر 1970م
27 من رجب 1390ه
من غرائب القدر وعجائبه أن يرحل عن عالمنا العربي الزعيم الذي وهب حياته لخدمة قضايا وطنه وأمته والإنسانية في الذكرى التاسعة لانفصال الوحدة المصرية السورية ( وهي أول وحدة في العصر الحديث).
سوريا التي كانت قطعة من قلب عبدالناصر ها هو قلبه يتوقف في يوم انفصالها ويوم وفاته من أحزن الأيام على الشعب العربي .
توفي البطل عن عمر يناهز 52 عاماً وهو في ساحة الجهاد يسابق الزمن ليوقف نزيف الدم العربي ويسهر الأيام والليالي ( ضارباً عرض الحائط بنصائح الأطباء ) في اجتماعات القمة العربية الطارئة التي دعا إليها ليوقف الاقتتال الدائ بين جيش الأردن والمقاومة الفلسطينية وينجح في حقن الدم العربي بتوقيع الأطراف على اتفاقاً يسمح بمقتضاه بخروج المقاومة بأفرادها وعتادها من الأردن إلى لبنان .
وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر
يرحل جمال عبد الناصر في السابع والعشرين من رجب في ذكرى الإسراء والمعراج مطمأناً على أمته ووطنه وجيشه الذي خاض به معركة الإستنئناف ببطولة ليس لها مثيل وأعد جيش العبور رحل بالجسد ولكنه ترك ورائه إرثاً هائلاً من الكرامة للمصريين والعرب أمم القناة وبنى السد العالي وترك مايزيد عن الألف مصنع ترك لهم حرية التعليم والعلاج واختيار من يمثلهم بدأً من شيخ القرية مروراً بأعضاء البرلمان الذي أنصف العمال والفلاحين وأعطاهم 50% من تكوينه غاب عبدالناصر بالجسد ولكنه أضحى موجوداً بالفكر والرؤية مات بعد أن جعل من مصر قائدةً لأمتها العربية ورمزاً لقارتها الأفريقية ورائدةً لعالمها الإسلامي .
مباحثات كامب ديفيد
من 5 الى 17 سبتمبر 1978م
يوم أسود آخر من أيام أيلول وهو يوم خروج مصر السادات عن عالمها العربي وذهِابها منفردة عبر رئيسها إلى منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية ليخوض مفاوضات اتفاقية العار أو السلام كما سميت مع مناحم بيجن رئيس وزراء الصهاينة برعاية الرئيس الأمريكي كارتر .
السادات ومناحم بيجن..اتفاقية العار
استمرت المفاوضات من 5 حتى 17 سبتمبر وأسفرت عن توقيع وثيقتي بين مصر وما يسمى زيفاً دولة إسرائيل .
جدير بالذكر استقالة وزير الخارجة المصري آنذاك محمد إبراهيم كامل لعدم تحمله كم التفريط الذي قبله السادات ، كما أنها كانت أول اعتراف رسمي عربي من الدولة الكبرى بالكيان المغتصب في فلسطين .
و5 سبتمبر 1979م وفيه دنس أرض مصر وهوائها الخنزير الصهيوني مناحم بيجن الذي قدم لعقد قمة ثنائية مع الرئيس المصري أنور السادات .
اعتقالات سبتمبر الشهيرة
من 3 إلى 5 سبتمبر 1981م
قيام نظام السادات بأكبر حملة اعتقالات ضمت كافة الرموز الوطنية والقيادات السياسية والصحفية والدينية والطلابية بجميع انتمائها والذي بلغ عددهم 1530 معتقلا كان من أبرزهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل والبابا شنوده الثالث (الذي عزل من منصبه ونفي الى دير وادي النطرون)
اعتقالات السادات فى سبتمبر
وعمر التلمساني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إضافةً الى فتحي رضوان وزير الإرشاد الأسبق وفؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد الجديد وحمدين صباحي صاحب المواجهة الشهيرة مع السادات في لقائه باتحادات الطلبة ومن رجال الدين الداعية عبدالحميد كشك والشيخ أحمد المحلاوي.
مذبحة صبرا وشاتيلا
16 من سبتمبر 1982م
ارتكبت في هذا اليوم مذبحة مروعة من أبشع المذابح في التاريخ في حق أبنائنا
مذبحة صابرا وشاتيلا
الفلسطينيين اللاجئين في مخيمي صبرا وشاتيلا بلبنان ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني مدعوماً من قوات حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي استمرت المذبحة لثلاثة أيام متواصلة لم يفرقوا فيها بين طفل أو امرأة أو شيخ كلهم من المدنيين العزل هذه المجزرة التي هزت العالم كانت بقيادة ارئيل شارون ورافائيل ايتان والمدعو ايلي حبيقة المسئول الكتائبي قامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وأجهزت على من فيه وقاتلتهم جميعاً بدم بادر مستخدمة في ذلك الأسلحة البيضاء وكانت مهمة الجيش الصهيوني محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة حيث تجاوز عدد الشهداء ثلاثة ألاف شهيد .
وفاة مؤسس تنظيم ثورة مصر محمود نور الدين
16 من سبتمبر 1993م
هو ضابط مخابرات سابق في السفارة المصرية في لندن كان مختصاُ بمتابعة النشاط الصهيوني في بريطانيا وقدم نور الدين لبلده خدمات جليلة خاصةً خلال حرب أكتوبر 1973م ، ظل نور الدين يعمل بكفاءة حتى صدمته زيارة السادات للقدس عام 1977م فتقدم باستقالته من جهاز المخابرات المصرية وأصدر مع الكاتب الصحفي محمود السعدني مجلة تصدر من لندن سماها 23 يوليو لكنها سرعان ما توقفت لأسباب مادية، وفي العام 1983م عاد إلى مصر وقد اختمرت في رأسه فكرة العمل المسلح ضد الوجود الصهيوني على أرض مصر وكان هدفه الرئيسي مواجهة رجال الموساد من المتخفين تحت الغطاء الدبلوماسي ، فأسس تنظيم ثورة مصر واختار رفاقه بعنايةً وكانوا مزيجاً من المدنيين والعسكريين برعاية روحية خاصة من خالد نجل الزعيم جمال عبدالناصر وكان تنظيم ثورة مصر يشكل أعنف رد فعل شعبي على اتفاقيات العار وسياسة التطبيع مع العدو الصهيوني .
البطلان محمود نور الدين وخالد جمال عبد الناصر
أول عمليات التنظيم جاءت في يونيو 1985م حيث تمكن أعضائه من اغتيال زيفي كيدار مسئول الأمن بالسفارة الصهيونية وفي أغسطس من نفس العام نجحت ثورة مصر في اغتيال ألبرت أتراكشي مسئول الموساد بالسفارة (هذا المجرم الذي كان يتلذذ بفقع أعين الأسرى المصريين ) كما قال عنه نور الدين في حوار صحفي فيما بعد توالت العمليات وتوسعت فقام التنظيم بمهاجمة سيارة تضم المشاركين في الجناح الصهيوني بمعرض القاهرة الدولي ثم توسعت الضربات لتشمل رجال المخابرات الأمريكية في القاهرة حيث هاجموا ثلاثة من العاملين بالسفارة الأمريكية في مايو 1987م ليصبح التنظيم ملاحقاً من أجهزة الأمن المصرية والصهيونية والأمريكية على حد سواء .
كانت الخيانة هي السبب الرئيسي في القبض عليهم فقد أرشد عنهم أحمد عصام شقيق نور الدين للأمريكان طمعاً في مكافأة بعد أن سلموه للأمن المصري حيث حوكم مع أعضاء التنظيم .
جدير بالذكر اتهام خالد نجل الزعيم جمال عبدالناصر بتمويل التنظيم وإمداده بالسلاح وهى التهمة التى بُرأ منها هو وأربعة آخرون بينما حكم على نورالدين ورفاقه بالحبس لمدة 25 عاما .
يموت محمود نورالدين بمحبسه بليمان طره بعد قضائه إحدى عشر عاما لتتحول جنازته إلى مظاهرة شعبية كبيرة تتعالى فيها الهتافات المنددة بالصهاينة والأمريكان وتحرق فيها أعلامهما برغم التواجد الامنى الكثيف.
وفاة خالد جمال عبد الناصر
15 سبتمبر 2011م
كأبيه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي وافته المنية في ذكرى سوريا الحبيبة إلى قلبه عن مصر .
يوارى الثرى خالد جمال عبدالناصر في اليوم السادس عشر من سبتمبر وهو يوم رحيل رفيق دربه في تنظيم ثورة مصر الشهيد محمود نورالدين ولكن بعد ثلاثة عشر عام .
ولد خالد عبد الناصر في 13 ديسمبر 1949م وحصل على بكالوريوس هندسة من جامعة القاهرة 1971م ثم حصل على ماجستير في الهندسة المدنية 1974م من نفس الجامعة ، وفي عام 1979م حصل على الدكتوراه في تخطيط النقل في جامعة لندن .ثم عمل أستاذاً بكلية الهندسة جامعة القاهرة 1986 حتى 2000م .
توفى يوم مولد والده ووفاة صديقه!!
كان خالد عبدالناصر على رأس المتهمين في تنظيم ثورة مصر فغادر إلى يوغسلافيا والتي كان رئيسها تيتو من أقرب أصدقاء أبيه حتى حكم له بالبراءة (قيل وقتها أن دولاً عربية تدخلت لدى مبارك لإخراجه من القضية مقابل عدم اشتغال العائلة بالسياسة).
جدير بالذكر وفاة والدته السيدة الفاضلة تحية كاظم وهو في يوغسلافيا وكان الهتاف الشهير في جنازتها ( رغم الحزن ورغم الأسى .. خالد راجع ياخد العزى ) أصيب خالد بوعكات صحية أجرى على أثرها عملية جراحية بلندن قبل وفاته بسنوات .
وتأتي ثورة يناير لتبث الأمل من جديد ويراها خالد ولكن المرض يعاوده ثانيةً ليجري جراحة أخرى في لندن ويدخل بعدها في غيبوبة يفيق منها ولكن إرادة الله نافذة ليرحل عن عمر يناهز 62 عاماً ، يرحل مطمئناً على أن الشعب المصري خرج من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ولن يفرط فيهما أبداً .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.