ما أن قلت له أننا فى نعم كثيرة تستوجب التحدث بها حتى انفجر فى قائلا : انت مش عايش معانا 00! أنت مش شايف الاسعار00! أنت مش حاسس بالخنقة اللى أنا فيها ،العيال قاعده مش لاقيه شغل ، فقط هات هات 000! انت علشان باشا مش حاسس بينا 000! بصراحة ((انفجر)) الرجل وكأنه كان فى انتظارى 000! فايقنت أنه يعيش ( الضنك النفسى) قبل (الضنك المعيشى) ففقد (السلام النفسى)00! توقفت لحظة التقط النفس وافكر 000 فعاود الانفجار قائلا : ورايح حضرتك تنشر صورة على نهر النيل فرحان قوى 000! ومن قبل كده صورة لابنك علشان قبل ب 000! ثم قال : يا استاذ راعى مشاعرنا 000!؟ فايقنت أنه بات يعيش ( حالة سخط) مستديم لما يحياه من غفلة ، أودت به إلى عدم رؤية ، نعم أصيب (بطمس بصيرة ) 000!!!؟؟؟ اجتهدت أن اشاركه المشاعر جسديا ، ومستمعا له بانفعال ظاهرى ، منتظرا ان تأتينى الفرصة للرد 0000!!! وبالفعل فقد هبط من الانفعال والكلام ، لاسيما أن الحالة الغضبية لابد أن تنتهى بانكساره 000!!! فقلت له : اننى أتفهم ما تقول وبالفعل الغلاء مر، وبطالة الأبناء أمر 0000 فابتسم 000! لا اعرف سر ابتسامته 000!؟ فواصلت القول قائلا له : ما هى آخر مرة ضحكت فيها 00؟! قال : ضحك ايه يا استاذ ، أنا لا أعرف ذلك 000!!!؟ فايقنت أنه يعيش (اليأس)000! قلت له : ماذا تعمل؟ قال : فى الصباح موظف بإدارة الشباب وفى المساء بائع بماركت 000! قلت له: هل نمت يوما دون طعام ؟ قال : لا قلت له : هل صليت الفجر اليوم ؟ قال : لا 00وانا مقصرفى أداء الفرائض00 قلت : هل تزور امك و ابوك ؟ قال : لا 000فانا لا اجد وقت 000! قلت : ما رأيك فى اننى سأعطيك الآن ثلاثة مليون جنيه مقابل أن آخذ (عينيك ) هل توافق ؟؟؟! قال : طبعا لا 00! قلت : سآخذ منك رجليك ويديك مقابل عشرة ملايين هل توافق 00؟! قال : طبعا لا ولا بملايين الدنيا كلها 00! قلت : ألم تنظر لتلك النعم التى حباك الله بها 0000 ألم تنظر لنعمة الحياة التى تعيشها ، وتهب لك كل يوم بعد نومك 000! وتقول فور استيقاظك من نومك : الحمد لله الذى احيانى بعد ما اماتنى وإليه النشور 000 ألا تشكر المنعم على ما اعطاك من نعم عديدة منظورة وغير منظورة 00 قال بابتسامة : { الحمد لله } قلت له : لماذا لاتفرح بنعم الله عليك 00!؟ قال : كيف ذلك ؟ قلت : بشكر الله (المنعم) بلسان وقلب ذاكر 000 لقد استوقفنى مشهد قال الله تعالى فيه لموسى (عليه السلام) (( ياموسى اشكرنى حق الشكر )) قال : يارب ومن يقدر على ذلك ؟ قال : (( إذا رأيت النعمة منى فقد شكرتنى حق الشكر )) فهلا نظرنا نعم الله علينا وفرحنا بها قائلين : [ الحمد لله ] مثلى ومثلك سواسية 0000!!!؟ قال : بلاش مجاملة ياباشا 000؟! قلت: صدقنى ، فقط العطايا مختلفة ، فأنت مثلا ( بتنام وتشخر ) 00! ضحك وقال : فعلا قلت (الباشا ) : لايعرف طريق النوم !!!؟ قال : فهمت ياباشا 000 اوعى (تبص على نومى) 00! الحمد لله ، أنها نعمة عظيمة ،،، قلت له : إذن ياصاحبى الغالى لما الشكوى وانت فى نعم كثيرة ، ولكن غفلتك وسخطك ، جعلك لاتراها ، بل اوصلك إلى حياة الضنك وذاك المرارة والسواد الذى تحياه ، بل أصبحت طاقة سلبية لمن حولك 000! فقط ياصاح (ابذل )ما عليك و (ثق)فى أن الله تعالى سيعطيك ما تحيا به ، واعلم أن العطاء والمنع للعبد اختبار ، وفى كلاهما امتحان ، فإذا كان ظنك حسن بالله ، وثقتك به وحده ، فابشر فأنت حتما (فائز) فى الدارين ، نعم سترى عندها النعم وستفرح بها باطنا وظاهرا ليقينك أن ذلك من باب الشكر 0؛ من باب التحدث بالنعم 0؛ فهلا فهمنا 000 وانتبهنا00000 إلى حقيقة ما نحن عليه000 ورأيناه ببصيرة ولسان مؤمن قائلين : {الحمد لله على كل حال } باعتبار ذلك حق الشكر000!؟