إشادة برلمانية وحزبية بكلمة السيسي في ذكرى تحرير سيناء.. حددت ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية.. ويؤكدون : رفض مخطط التهجير ..والقوات المسلحة جاهزة لحماية الأمن القومى    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    على مدار 3 أيام، ثبات سعر اليوان الصيني في البنك المركزي    أسعار اللحوم اليوم 26-4-2024 بعد انخفاضها بمحال الجزارة    الذهب يتجه عالمياً لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    لمناقشة إصلاح العدالة الجنائية، هاريس تستضيف كيم كارداشيان في البيت الأبيض    طيران الاحتلال يشن غارات على حزب الله في كفرشوبا    الطلاب المؤيدون ل غزة يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومبيا الأمريكية|شاهد    فرنسا تهدد بعقوبات ضد المستوطنين المذنبين بارتكاب عنف في الضفة الغربية    عودة نيدفيد.. مصراوي يكشف تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة مازيمبي الكونغولي    «شرف ليا ولكن».. رمضان صبحي يكشف موقفه من الانضمام للأهلي أو الزمالك في الصيف (فيديو)    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 4- 2024 والقنوات الناقلة    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 27 أبريل 2024 | إنفوجراف    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    مبادرة مقاطعة الأسماك: التجار حاولوا لي ذراع المواطنين فقرر الأهالي المقاطعة    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    الإنترنت المظلم، قصة ال"دارك ويب" في جريمة طفل شبرا وسر رصد ملايين الجنيهات لقتله    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخاوف من انتشار السلفيين وتهديدهم للمجتمع.. واتهامات للإخوان بمحاولة اغتيال مبارك سبع مرات
نشر في الزمان المصري يوم 27 - 04 - 2011

القاهرة - 'القدس العربي'- الزمان المصرى : حسنين كروم :
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس عن بدء محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق مع عدد من مساعديه امام محكمة الجنايات بتهمة قتل المتظاهرين وقيام أهالي قنا بفض اعتصامهم على قضبان السكة الحديد، والسماح بإعادة تسيير القطارات، بعد
------------------------------------------------------------------------
صدور تجميد قرار تعيين لواء الشرطة عماد ميخائيل ثلاثة أشهر وتكليف سكرتير عام المحافظة بأعمال المحافظ، وقيام عدد من أنصار الرئيس السابق محمد حسني مبارك، بمظاهرة أمام التليفزيون تأييدا له والمطالبة بعدم محاكمته، وأمامهم مظاهرة أخرى مضادة، واحتفالات شم النسيم، واكتشاف عدم وجود أي إثار في المئة حقيبة التي كان رجل الأعمال الهارب وصديق مبارك حاول تهريبها إلى السعودية، واستقبال الملك عبدالله ملك السعودية، رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف وتصريحاته التي نفى فيها وجود أزمة مع الإمارات، وإصدار المجلس العسكري بيانا نفى فيه وجود تدخل سعودي ومن الإمارات لعدم محاكمة مبارك، وبدء العد التنازلي لنقله من شرم الشيخ بعد ان قام كبير الأطباء الشرعيين الدكتور السباعي احمد السباعي بالكشف على مبارك، وإلى بعض مما عندنا:
وقائع الكشف الطبي على مبارك
نشرت 'الأهرام' تحقيقا لزميلينا احمد موسى وفاطمة الدسوقي جاء فيه: 'توجه مباشرة إلى المستشفى وبرفقته الدكتور إيهاب حامد استاذ الرعاية المركزة، والتقيا بالطبيب الخاص بالرئيس السابق والذي دخل على مبارك، وكان نائماً وأيقظه من نومه في العاشرة والنصف، وأبلغه أن كبير الأطباء الشرعيين ينتظره لكي يوقع الكشف عليه، وتم تجهيز الرئيس السابق وارتدى 'جلابية' بيضاء وفوقها 'روب' واستعان كبير الأطباء الشرعيين بطبيب ثان من مستشفى شرم الشيخ وهو الدكتور أحمد عاطف استاذ العناية المركزة، وقامت اللجنة الثلاثية بالكشف على مبارك وفحصت جميع جسمه وقياس ضغط الدم وعمل رسم للقلب وعمل تحليلا لسيولة الدم، وظلت عملية الكشف لمدة نصف ساعة، وكانت حالة مبارك النفسية في غاية السوء ولم يتحدث سوى مع طبيبه الخاص في أضيق الحدود.
رفع الدكتور السباعي احمد السباعي، تقريرا مفصلا وسلمه يوم الأحد امس الأول - إلى المستشار د. عبدالمجيد محمود تضمن معاينته لمستشفى طرة والكشف على مبارك وجاء فيه: 'ان الحالة الصحية كلها للرئيس السابق حسني مبارك مستقرة ومطمئنة، ويمكن نقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة، بشرط أن يكون تحت العلاج، لأنه يعاني مرض 'الارتجاف الأذيني' في القلب، وقد تنتابه هذه الحالة في أي لحظة، وإذا لم يتناول العلاج في نفس اللحظة، قد يتوقف القلب فجأة ويؤدي التوقف للوفاة.
وأضاف التقرير: أن مستشفى سجن ليمان طرة غير مجهز لاستقبال أي حالة حرجة سواء كان الرئيس السابق أو غيره.
وقال التقرير: إن مستشفى سجن مزرعة طرة مهيأ لاستقبال الرئيس السابق لكنه بحاجة إلى بعض التجهيزات من الأدوات الطبية، وتجهيزه لا يحتاج وقتا طويلا لأن الأجهزة المطلوبة والمعدات يمكن توفيرها.
وعلمت 'الأهرام' أن السيدة قرينته، كانت ترافق الرئيس السابق داخل الغرفة في أثناء توقيع الكشف الطبي عليه، إلا أنها كانت تجلس في صالون الغرفة، وبينها وبين زوجها ستارة وظهرت عليها علامات الضيق بمجرد أن شاهدت كبير الأطباء الشرعيين إلا أنها لم تتحدث إليه، وبعد انتهاء اللجنة من مهمتها تركت الرئيس السابق وهو يردد عبارة 'ربنا كبير'!!'.
تحذير من نقل مبارك
لسجن طرة كي لا يقتل هناك
لكن زميلنا وصديقنا في 'الوفد'، محمد أمين، صرخ أمس في 'المصري اليوم' محذرا من نقل مبارك الى سجن طرة حتى لا يتم اغتياله بسهولة هناك، ومما قاله في تحذيره الذي أضاف إليه بعضا من السخرية من مبارك والمشاتة فيه: 'لا بد أن نعرف لماذا تأخر تنفيذ القرار حتى الآن؟ السبب ليس لأن الرئيس يبكي، أو يمسك في رجل السرير ويقول، هتحبسوني ليه؟ وإنما لأن المستشفى الذي ينتظره لا يصلح لاستقباله، واعتقد أن النقل الى المركز الطبي العالمي من السهل تأمينه فيما لو تم نقله إلى مستشفى السجن ثم يتعرض مبارك بعد ذلك للتصفية، وهناك همس كبير في هذا الشأن ولا يصح أن تحدث التصفية، ثم تتأثر سمعة مصر، لا نقول هذا تعاطفا ولا تحضيرا لقرار، اتركوه تحت حراسة القوات المسلحة'.
بدوية سيناء التي زارت الرئيس بالمستشفى
أما 'الأخبار' فقد نشرت امس حديثا مع أم ماجد السيدة البدوية التي نشر من قبل ان مبارك استدعاها لقراءة كفه وإخباره بطالعه، وأجرى الحديث معها في شرم الشيخ زملاؤنا أحمد أبو رية، ومخلص عبدالحي، وعلي الشافعي، وروت لهم القصة الحقيقية لما حدث معها، وأكدت انها ابنة الشيخ بريك عود شيخ مشايخ جنوب سيناء وعضو مجلس شعب سابق، قالت: 'ورثت حب العمل العام وخدمة الناس في منطقتي كما انني لي نشاط اجتماعي من خلال احتلالي منصب أمينة المرأة في شرم الشيخ بالحزب الوطني المنحل وكذلك عضوة المجلس المحلي للمدينة، واعتدت منذ فترة طويلة أن أذهب بصفة مستمرة للمستشفى لتقديم المساعدة لمن لا يستطيع وأصبحت معروفة للجميع هناك وفي ذات يوم ذهبت الى هناك وعلمت ان الرئيس السابق موجود في المستشفى فأخبرت أحد المسؤولين رغبتي في زيارته، ومعرفة حالته مثلما فعل كل الموجودين في ذلك اليوم حيث تم السماح لعدد كبير من العاملين بزيارته لمدة دقيقة وإلقاء التحية عليه وتوقعت ان يرفض المسؤولون إلا انهم قالوا دعينا نستأذن أولا وبعد دقائق عادوا لي وطلبوا مني الصعود معهم إلى طابقه، وعندما صعدت طلبوا مني الانتظار أمام الغرفة دقيقة واحدة، حيث كانت طرقات الدور الموجود فيها بها العديد من المجموعات من المسؤولين بالمستشفى وحراسة وأناس كثيرين وطلبوا مني الدخول، توقفت لحظة قبل ان انظر إليه وأنا أحدث نفسي بداخلي هل أتت اللحظة التي سارى فيها هذا الرجل وجها لوجه، وأنا أشاهده طوال عمري في التليفزيون فقط، وهل ستأتي تلك اللحظة التي ستسلم فيها يداي على سيدة مصر الأولى على مدار ثلاثين عاما لم أشاهدها فيها مرة واحدة ودب في شعور خفي بالسعادة إلا أنها تبخرت عندما فتحت عيني على منظر الرئيس وهو ممدد على فراش المرض، ودخلت في حالة بكاء هستيري وأنا أسلم عليه لدرجة أنه حدثني بكلمات خافتة اعتقد انه كان يسأل فيها عن شخصيتي إلا أنني لم أجاوبه حيث صدمني هذا الموقف الإنساني أشد صدمة، وكل ما تمكنت من قوله له ألف سلامة عليك لأجد زوجته تقف وتقترب مني وتصافحني قائلة متشكرين جدا على هذه الروح الطيبة، وخرجت على الفور فقد كان واضحا على الرئيس السابق الاعياء الشديد، وكان هناك عدد كبير من الضيوف يريدون إلقاء التحية عليه، أكدت انها تؤيد ثورة 25 يناير وفخورة بها لأنها استطاعت ان تسقط نظاما ظالما لم يحصد المواطنون من ورائه سوى الظلم والاستبداد، وأن ما يحدث الآن لأركان النظام من محاكمات هو دليل قاطع على فسادهم'.
لم يحدث ان شاهد المصريون حجم
ونوعيات أشخاص وفساد وبلطجة مثل هذا القدر
ونبدأ بتوالي ردود الأفعال على الرئيس السابق وأسرته وأركان نظامه، فكلما تشعبت التحقيقات معهم، وسحبت أشخاصا آخرين، في قضايا قتل المتظاهرين، والسرقة واستغلال النفوذ والإثراء غير المشروع، كما ازداد حقد الناس عليهم، وكراهيتهم لهم، فلم يحدث ان شاهد المصريون أو قرأوا في تاريخهم عن حجم ونوعيات أشخاص وفساد وبلطجة على مثل هذا القدر، اللهم إلا في عهود المماليك المتأخرة أو المتحطمة، لمن يقرأ التاريخ، أما الغالبية الساحقة التي لم تقرأ تاريخ بلادها، فانها تتخبط كل يوم من المفاجأة والذهول من هذه النوعيات التي حكمتها وتعاونت معهم، وطبلت لهم، ولهذا تزداد المطالب بضرورة القصاص منهم وعدم تمكينهم من الإفلات بما سرق، أو بممارسة القتل ضد الشهداء، ولهذا لم يحدث أن قرأنا عن حملات كراهية وسخرية ضد نظام أو رئيس سقط أو ذهب، مثلما نقرأ عن مبارك وأسرته ورجاله ونظامه، دون أن يتجرأ أحد للدفاع عنهم، أو إذا ظهر مرة سرعان ما يختبىء، ولا يعود للمحاولة مرة أخرى، رغم انه لا يتعرض للفصل من العمل أو الاعتقال إنما يجد نفسه محاطاً بالكراهية، والسبب كما قلنا من قبل، ان الشعوب تغفر في بعض الأحيان لقادتها أخطاء سياسية أو تنقسم حولها، لكنها لا تغفر لها أبدا، قيامها بالسرقة أو بتمكين أحد من سرقة أموالها وثرواتها، وهذا ما يفسر طوفان الكراهية والاحتقار الشعبي العارم، ولدرجة الاعتقاد أن ما يحدث لهؤلاء الناس، إنما هو عقاب ربك لهم في الدنيا.
المقبرة الفارهة التي شيدها مبارك لاسرته
أما في الآخرة، فيا ويلهم وسواد ليلهم، وإلى شيء من هذه التفسيرات المفرحة والمريحة للنفس إلى أن نسترد أموالنا منهم، ففي 'وفد' الأربعاء صاح زميلنا أحمد أبو زيد في مبارك لعله يسمعه وهو في شرم الشيخ: 'كان يظن أنه لا زوال لملكه، وأن ما يعيشه هو وأولاده وأسرته من ملك ورياسة وعز وسطوة وجبروت محال أن يزول، فسوف يتوارث أولاده حكم مصر، وسوف يظل فرعون الأب عزيزا كريما حياً أو ميتاً.
ولقد بدا ظنه بنفسه واضحاً في المقبرة التي شيدها لعائلته، وهي مقبرة فاقت في رفاهيتها مقابر فراعنة مصر عبر العصور، مقبرة ليست في مقابر الغفير أو مصر القديمة فهل يدفن الفرعون وعائلته وسط الرعاع من الفقراء والمساكين، ولا يهنأ بالراحة والهدوء وهو ميت، مع تكالب وتصارع ملايين الأحياء من المصريين على المقابر بحثاً عن مأوى بعد أن عجزوا عن الحصول على غرفة آدمية بعيدا عن المقابر، إنها مقبرة في مصر الجديدة بجوار كلية البنات تحتوي على العديد من وسائل الرفاهية التي لا تتلاءم مع البساطة التي ينبغي أن تتوافر في المقابر، لم يكلف إنشاؤها كثيرا من المال، فالتكلفة مبلغ بسيط جدا لا يمثل شيئاً بالنسبة لمئات المليارات التي نهبها مبارك وأسرته من أموال الشعب المصري 15 مليون جنيه، تكفي فقط لتجهيز وتزويج ألف شاب من شباب مصر الذين يعانون قسوة العنوسة والبؤس والحرمان، لا أريد أن أتأله على الله وأقول ما سيقابله مبارك في هذه المقبرة الفخمة عندما يموت ويدفن فيها إن كانت الدولة سوف تسمح بدفنه بها، فهذا أمر يعلمه الله، تأخرت ثورتنا الشعبية كثيرا، ويجب علينا أن نصحو بعد اليوم، وكفانا فراعين، وليذهب مبارك وعصابته بذلهم وعارهم، ويكفيهم حسابهم العادل أمام ملك الملوك الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء والذي تعرف موازينه الذرة ومثقال الذرة'.
لا، لا، ان من يعانون المرض والبطالة والعنوسة في الدنيا، سينعمون بالجنة ومباهجها، فما حاجتهم بالدنيا وهي زائلة؟
القاضي الكبير ينظر اول
قضية لفرعون مصر الحديث
ولم يعجب كلامي هذا زميلنا في 'الوفد' محمد الشرايدي، ولذلك صاح قائلا في نفس العدد: 'الله يكون في عون القاضي الكبير الذي سوف ينظر في القضية الأولى لفرعون مصر المفساد الأعظم، وأعتقد ان الحكم عليه لن يتأخر كثيراً وسوف يسجل بحروف من نور اسم من سيحفر حروف أول حكم على فرعون فاسد وأتمنى أن يكون هذا الحكم الرحلة الأولى لبدء عودة ما نهب من شرفنا، وأيضاً من ثروتنا المسروقة وإذا تم الحكم بأقسى عقوبة سوف تعود أموالنا وبسرعة حتى يسعى عمنا الديب الى طلب تخفيف الحكم، وعندها سوف تقول مصر كلمتها أما كبار السحرة الذين يقومون بخدمة ابني ولي نعمتهم، فلا يصدقون أنفسهم و'الكلابشات' تزين أيديهم، وتحولوا ما بين ليلة وضحاها من علية القوم إلى رواد أشهر مزرعة في مصر، بل تحول هامان ورفاقه إلى نخبة من الوعاظ وأصبح الشيطان يعظ وربما تنبت له ذقن! وعندما يعظ تتداعى عليه لعنة كل من فرضهم على الإعلام المصري، وكل من أفسد بهم صحفنا القومية وأجده في خطبة الجمعة ينادي على صنيعة يديه في كشوف الانتظار، وخاصة صاحب الرقم '9' ويؤكد ضرورة عدم اصطحاب أي طشة ملوخية معه لأن الحمامات صعب تنظيفها، ولكنه يطلب علبة البلح المباركة بعد التأكد من الغالي الهربان من دفع الضرائب لأن إدارة المزرعة جامدة قوي.
ويحاول سحرة فرعون تشغيل كل التعويذات التي تنقذهم من هول المصيبة وتنقذ معهم أولاد الفرعون، ولكن هيهات أن تنجح معهم ألاعيب السحرة الخايبة وأن هناك سحرة أقوى من كل سحرة فرعون، وظهروا على شاشات التليفزيون الليبي، وقاموا بإعداد التعويذات الضرورية للانتصار على أساطيل حلف الناتو وأمريكا ولم تسلم حتى دولة قطر من الأعمال والسحر الجامد حتى ينتصر عليهم القائد المظفر الذي يقود عملياته ضد الثوار وضد الحلفاء من فوق 'توتوك' هارب من مرور السلوم'.
مبارك وهامان والشيطان وصاحب طشة الملوخية
لا، لا، هذه سخرية في مقام الجد من السحرة، وطشة الملوخية وكرتونة البلح، ولمن لا يعلم، فإنه يقصد بالديب، المحامي فريد الديب الذي يترافع عن مبارك وهامان هو زكريا عزمي والشيطان يعظ ، يقصد به صديقنا صفوت الشريف، أما صاحب طشة الملوخية وعلبة البلح فيقصد به زميلنا ممتاز القط رئيس تحرير 'أخبار اليوم' السابق، ويذكره بالمقال الذي كتبه بدموعه حزنا على مبارك - عندما كان رئيساً - لأنه من كثرة انشغاله بهموم أبناء شعبه حرم نفسه من المتع التي يتمتعون بها، خاصة سماعهم طشة الملوخية في الطاسة وشم رائحتها وزوجته تعدها، وهو حرمان أشد من العذاب، وأما علبة البلح، فهي إشارة إلى خبر انفرد به ممتاز القط في أخبار اليوم عن أن وزير المالية الهارب، خفيف الظل الدكتور يوسف بطرس غالي، أصر على أن تحصل الجمارك الرسوم على كرتونة بلح مرسلة هدية من أحد أمراء السعودية إلى مبارك، رغم انه لم يطلبها واضطرت رئاسة الجمهورية إلى دفعها وهي صاغرة.
تشبيه مبارك بفرعون هو ظلم وتحقير لفرعون
ويبدو - والله أعلم - أن بين زملائنا من محرري 'الوفد'، وبين مبارك وأسرته ثأر قديم لا يريدون الكشف عنه، وكذلك مع 'الأخبار'، لأن الهجمات في الصحيفتين، لا مثيل لها، ففي 'وفد' الخميس قال صاحبنا عبدالفتاح مصطفى رمضان في الذين شبهوا مبارك بفرعون، واعتبر التشبيه ظلماً لجدنا فرعون موسى، وأوضح ذلك بالقول: 'يخطىء الكثيرون في وصفهم للرئيس المخلوع بأنه فرعون، وما كان لهم أن يقعوا في مثل هذا الخطأ لو وقفوا على سيرة فرعون في القرآن الكريم فأولى صفات فرعون أنه كان يخشى شعبه ولم يتدخل في القضاء، وآية ذلك أنه عندما قتل سيدنا موسى عليه السلام أحد الرعية خاف من فرعون وهجر الأرض الى غيرها رغم ان سيدنا موسى عليه السلام كان ابنه الوحيد بالتبني ورغم ذلك لم يشفع هذا لديه، كما لم يشفع عنده تربيته له وحرصه عليه، وهذه الواقعة المستقاة من القرآن تدل على أن فرعون كان يخشى شعبه، أما مبارك فقد أهدر آدمية شعب بأكمله من أجل توريث الحكم، وثاني هذه الفوارق أن فرعون كان يكره اليهود ويحب المصريين أما مبارك فكان يحب اليهود أكثر من المصريين لأن فرق قيمة الغاز يبلغ ثمانين مليار دولار وهذا الفرق يساوي جملة المبلغ المخصص في الميزانية لدعم المصريين وهو أمر لا يمكن تصوره أن يكون دعمه لإسرائيل البالغ سكانها ستة ملايين نفس قيمة دعمه للمصريين والبالغ سكانها خمسة وثمانين مليونا، والفرق الثالث أن فرعون كان يأخذ بالأسباب وقال لقومه ذروني أقتل موسى، وقال لهامان ابني لي صرحا لعلي أطلع على الأسباب.
أما مبارك فلا يعرف عن الأسباب شيئاً فلا مشيئة إلا الفرق الرابع أن فرعون كان يهتم بالرعية ويمد لها أسباب الحياة والرقي، أما مبارك فقد فرض حصارا على شعب غزة بأكمله وقطع معهم جميع أسباب التواصل حتى حرمهم من المأكل والمشرب ونسي أن مصر كانت مسؤولة عن قطاع غزة قبل الاحتلال.
ثم قام بعمل السد الفولاذي وكان هذا السد الفولاذي هو أول سد من نوعه في التاريخ لأنه خلاف السدود التي روي عنها في القرآن فقد تفرد مبارك في كل ما هو نقيضه وارتضى أن يكون تابعا ذليلا لإسرائيل لذلك ساق الله أثيوبيا لأن تبني بدلا من السد الفولاذي الذي حجب الغذاء عن غزة عشرة سدود من أصل سبعين سدا لمنع المياه عن مصر وقد حطم الله عرشه ليكون عبرة لغيره وليس مستغربا أن تعيد أثيوبيا حساباتها بعد رحيله لذلك قل فرعون أفضل من مبارك ولا تقل مثل مبارك أن مصيبة فرعون كان في إدعائه الإلوهية أما مبارك فإن مصيبته مع ربه وشعبه'.
الإخوان ومعارك السلفيين
وبالنسبة لإخواننا في التيار السلفي، فالمخاوف منهم في ازدياد، وتحركاتهم تتسارع على كل الجبهات، في مظاهرات قنا لرفض قرار تعيين المحافظ الجديد لواء الشرطة عماد ميخائيل، وان كان من الانصاف الإشارة إلى أن المعارضة اسبابها متعددة، منها خوف المسلمين من أن تكون المحافظة ضمن كوتة للأقباط في مناصب المحافظين، لأن المحافظ السابق كان قبطياً، وهو مجدي أيوب، ومن الكوتة المخصصة لضباط الشرطة، لأن مجدي كان لواء شرطة، والمحافظ الاسبق عادل لبيب كان لواء في مباحث أمن الدولة، لكنه نال - ولا يزال - شعبية هائلة لأنه قفز بالمحافظة من المجهول إلى الصدارة، ومنها ان عماد ميخائيل متهم بالتعامل بقسوة مع المتظاهرين في ثورة يناير من خلال منصبه كنائب لمدير الأمن، والأهم، أن الأقباط في المحافظة يعارضون تعيين محافظ قبطي، لأنه ينحاز دائماً ضدهم، خوفا من ان يتهمه المسلمون بالطائفية إذا انحاز لشيء يعتبر من حقوق الكنيسة، ولذلك كانوا يهاجمون مجدي أيوب باستمرار، وطالبوا بعزله خاصة بعد المذبحة التي حدثت في أعياد الميلاد امام كنيسة نجع حمادي، في يناير من العام الماضي.
لكن رغم تداخل كل هذه العوامل في بعضها البعض فان تحركات السلفيين فيها بارزة خاصة وأنه قد سبقتها حوادث لهم من قطع أن المدرس القبطي ومحاولة تطبيق الحدود واستيلاؤهم على عدد من المساجد التابعة لوزارة الأوقاف والخطابة فيها، وكذلك موقفهم من الاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور، وخطبة أحد قادتهم المشهورين وهو الشيخ محمد حسين يعقوب الذي وصف تصويت الأغلبية بنعم بأنها غزوة الصناديق، ثم اقترح على من لا تعجبهم النتيجة الهجرة إلى أمريكا أو كندا، وان كان لم يتعهد بتوفير التأشيرات وعقود العمل لهم في البلدين، ثم قال بعد أن تعرض الى حملات عنيفة، انه كان بيهزر، وهي أول مرة يقوم فيها خطيب جمعة بالهزار، وليته كان من النوع خفيف الظل.
بروز السلفيين بقوة بعد الثورة
المهم، أن بروز السلفيين بدأ يفجر عددا من القضايا، مثل أسباب اشتغالهم فجأة بالسياسة بعد أن كانوا أحد أدوات النظام السابق ومن دعاة الابتعاد عن الشأن العام، ومثل من هم؟ هل هم جماعة واحدة أم جماعات تختلف فيما بينها، وبدأ المتابعون لشؤون الجماعات الدينية، يعلمون ان السلفيين غير الإخوان وهناك مدارس متعددة، بين السلفيين، وكنا قد عرضنا لبعضها في الأيام الماضية، واليوم يمدنا الشيخ الدكتور محمد يسري، الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمعلومات أخرى في حديثه الذي نشرته 'عقيدتي' وأجراه معه زميلنا جمال سالم، وقال فيه: 'التيار السلفي أربع فئات، الفئة الأولى جماعة منظمة ومرخص بها من قبل هذه الدولة على رأس هذه الجماعة المنظمة المرخصة من قبل هذه الدولة جماعة أنصار السنة المحمدية، ومنهم جماعات منظمة غير مرخصة كالجماعة الموجودة بالإسكندرية المسماة بالدعوة السلفية، وغيرها من الجماعات المنسوبة الى مشايخ أو متبوعين من أهل العلم وهؤلاء لهم تلاميذهم وجمهورهم ونشاطهم ويعملون بشكل جماعي منظم، وفي سائر المحافظات المصرية، مثل المجموعة الموجودة في البحيرة بقيادة الدكتور هشام عقدة ومن معه، وفي الإسكندرية أخ يقال له هشام مصطفى ومجموعة يعملون معه بشكل منظم ومثل المجموعة السلفية الموجودة في طنطا سامح منير وهشام منير وسامح قنديل مثل مجموعات كثيرة وكبيرة موجودة في القاهرة مثل الدكتور أسامة عبدالعظيم والمجموعة التي معه الدكتور محمد عبدالمقصود والجماعة التي معه، وهكذا أعداد كبيرة وكثيرة، وطوائف عديدة يقومون بهذا الدور الدعوي العلمي التعليمي في أماكن وفي محافظتهم وفي غيرها بحسب قدراتهم.
وعندنا جماعات سلفية منظمة وغير مرخصة من قبل الدولة والجمعية الشرعية جماعة منظمة تعتبر في قاعدتها الأولى وأصولها الأساسية سلفية تحتكم الى الكتاب والسنة،وليست منتسبة إلى فرقة كلامية، ولا الى طائفة مسلكية، وإن وجد فيهم من ينسب الى المتكلمين أو من ينسب إلى المتصوفين لكنها لا ترفع راية شيء من هذا وهذه الجمعية بفضل الله تعالى تملأ البلاد شرقا وغرباً وجهودها الخيرية كثيرة ومعروفة ومشهورة وعلى رأسها الدكتور محمد المختار المهدي وتوالى على رئاستها وقيادتها أعداد من هؤلاء العلماء الكبار المعروفين، إذن هناك مجموعات منظمة سلفية ومرخصة حكومياً وأخرى منظمة وغير مرخصة عندنا بعد ذلك مشايخ وهؤلاء المشايخ والعلماء لهم طلبتهم الذين يسمعون لهم ويأخذون عنهم ويتلقون منهم وإلى آخره ثم لدينا في النهاية بعد ذلك خطباء ينطلقون من القاعدة السلفية مثل الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبو إسحاق الحويني وهناك كثيرون جدا يتكلمون من هذه القاعدة السلفية التي تعني تجمع جموع المسلمين في هذه البلاد، هل نستطيع ان نقول ان الشيخ يعقوب ومحمد حسان وغير هؤلاء انهم خطباء للعامة يسمع لهم العامة؟ نعم نستطيع أن نقول ان الجموع الكثيرة تحتشد إذا خطبوا نعم فكل هذه الجماهير منظمة مع الشيخ محمد حسان في جماعة أو في كل كذا، هل الكل من مشرب واحد إنهم من عموم المصريين يرتضون هذا الخطاب ويحتفون به ويحتفلون بأسسه وقواعده وأصوله، هذا يدلك على ان التيار السلفي يمثل قاعدة الأمة وهذه القاعدة هي القاعدة الجماهيرية الغالبة، ثم إنني لا أخرج من هذه القاعدة حتى من ينتسبون إلى الإخوان المسلمين فإنهم ينتسبون إلى صحيح الكتاب والسنة أيضا، وينطلقون في أصولهم وقواعدهم من هذا المنطلق ايضا وعليه لا أستطيع أن أفصل حقيقة بين هذه القوة، وتلك. فهاتان قوتان مجتمعتان على نصرة الإسلام وعز المسلمين'.
السلفيون يتصدرون مشاهد
الرعب على مسرح الدولة الدينية
لكن كان لزميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير 'الفجر' رأي آخر، إذ حذرنا من الاثنين، السلفيين والإخوان المسلمين، بقول عنهما وعن المصائب التي تنتظرنا على أياديهم: 'يتصدر السلفيون مشاهد الرعب على مسرح الدولة الدينية، لكننا، نعتقد أن الإخوان هم من يحركونهم من وراء الستار كي نستجير بهم، ونتحمس لهم، ونوليهم علينا، ليكشفوا بعد أن تسقط ثمرة الحكم في حجرهم عن وجههم الحقيقي، والتجربة ليست بعيدة عنا في غزة.
ونتحدى ان يكون الإخوان وعدوا بشيء ووفوا به، أو تحالفوا مع غيرهم واستمروا معهم، فتاريخهم كله مؤامرات ومناورات، لقد مد جمال عبدالناصر يده إليهم بعد ثورة يوليو وقرأ الفاتحة على قبر حسن البنا، وقدم المتهمون بقتله الى المحاكمة وأدخل عناصر منهم في لجنة الدستور، وأدخلهم الوزارة، لكنهم أرادوا السلطة وحدهم، فدبروا محاولة قتله، لكن الرصاصات التي أطلقت عليه في المنشية أصابت أنور السادات في المنصة، وكانت حياته جزاء إعادتهم للنور بعد عصور قضوها في عتمة السجون، وتكرر السيناريو مع مبارك في سبع محاولات اغتيال مقابل عشرات القضايا ومئات المعتقلين.
وسيتكرر السيناريو نفسه مع السلطة القائمة، ستكون خطط الاغتيال جاهزة لو لم يضعوا السلطة كاملة في جيوبهم، هذه حقيقة وليست نبوءة، لكن، ترى من سيكون الهدف القادم الذي يقلب السحر على الساحر من جديد؟'.
وفي الحقيقة، وبعيدا عن هدف الإخوان، العمل على وضع السلطة في جيوبهم أو محفظتهم، أيهما اكثر أمانا ضد السرقة، فان اتهام عادل لهم بأنهم الذين اغتالوا السادات،ودبروا سبع محاولات لاغتيال مبارك، غير حقيقية بالمرة، فلم تثبت على الحركة المحظورة سابقا، منذ عودتها الى العمل العلني عام 1974، أية اتهامات بحيازة أسلحة أو أعمال عنف، أو الاشتراك في اي عملية ارهابية، وكل الاتهامات الموجهة إليهم، ان من مارسوا الإرهاب خرجوا من عباءتهم، سواء جماعة المسلمين المسماة التكفير والهجرة، أو الجهاد والجماعة الإسلامية، هذا اتهام ظالم.
وهو بالمناسبة يفيد الإخوان، لانهم يستغلونه كدليل على بطلان الهجمات ضدهم، بينما من الممكن الإمساك بهم من جوانب أخرى لمن يحب أو يهوى مهاجمتهم.
البحث عن اسم جديد لجائزة مبارك
وإلى المعارك السريعة والخاطفة التي تتعلق بمبارك ورجاله ونظامه، ولا تزال جريدة 'الأخبار' الأكثر والأعنف هجوما، وهجماتها متنوعة، وبعضها محبب للنفس، بسبب خفة ظل المهاجمين، ففي عدد الجمعة فاجأنا زميلنا هشام مبارك، قائلا في بابه - احم، احم: 'كنت أترقب بلهفة نتائج البحث عن اسم جديد لجائزة مبارك، وبصراحة كنت أنوي الاستفادة من هذا التغيير في عمل نيولوك لأسمي، حيث لا يزال البعض يربط بيني وبين اسم الرئيس السابق، رغم اني أقسمت بأغلظ الايمان بأني ابن ناس.
فرحت جدا بالاسم الجديد للجائزة، جائزة النيل وعدت لزوجتي فرحا مبشرا قائلا: بلاها هشام مبارك أنا خلاص - بقيت هشام النيل، فضربت كفاً بكف وهي تقول:
- مفيش فايدة، هو التلوث وراك، وراك'.
وزير الإسكان ينضم الى وزارة علي بابا
ولم يكن زميله خفيف الظل الآخر، عبدالقادر محمد علي رأى زوجة هشام حتى قال في بابه - صباح النعناع وهو بجوار إحم، إحم: 'إذا كنت لا تعرف ماهو المليار، فمن واجبي أن أقول لك، أنه - بدون أي مبالغة، ألف مليون جنيه، وقد انضم وزير الإسكان الى وزارة علي بابا الميمونة منذ خمس سنوات وثروته مئة مليون جنيه، فكانت الوزارة وش السعد على فلوسه، دبت الحياة في ملايينه وأخذت تبيض وتفقس، تبيض وتفقس، بدلا من الكتاكيت، ملايين حتى صارت ثروته عشرة مليارات أي عشرة آلاف مليون جنيه، زمان كنا نعتقد بالخطأ ان الفلوس لا تبيض، ولكن حكومة علي بابا اثبتت انها حكومة مبروكة تأتي بالمعجزات، وأن فلوس وزرائها تبيض وتفقس دون ان يلمسها ديك'.
'يا أم الملاية لف، اسم الله، تقتل مية وألف'
أما زميلهما حازم الحديدي وفي بابه لمبة حمراء، فكانت معركته عن الملاية اللف وعبدالله، فذكرني بالأيام الخوالي في مولدي ونشأتي وشبابي في حي بولاق أبو العلا.
'زمان، وأنا صغير كنت اسمع أغنية تقول يا أم الملاية لف، اسم الله، تقتل مية وألف، عبدالله، ولم أفهم وقتها هل هذه أغنية أم موقعة حربية فما معنى ان تقتل الملاية المئات والآلاف، وما علاقة عبدالله بهذا الموضوع ولكن لما كبرت فهمت ان ام الملاية لف، كانت تلف الملاية حول جسدها لتحجب عن العيون تضاريس أنوثتها المتفجرة، حتى لا تفتك بمئات وآلاف الرجال، وفهمت ان عبدالله هو الرجل المحظوظ الذي تنوي ام ملاية لف ان تصوب نحوه فوهة أنوثتها لا ادري لماذا تذكرت هذه الأغنية الآن، ولا أدري لماذا استخدم الدكتور فتحي سرور الملاية وهو في طريقه الى النيابة، مع أن التحقيقات معه تجري بشأن موقعة الجمل وليس موقعة الملاية'.
والحقيقة ان حازم أخطأ في تفسير لف الملاية، ولو سألني قبلها لأفدته كثيرا، فكانت هناك طريقتان للف الملاية، الأولى تتعمد صاحبتها شدها حول وسطها بحيث تبرز مؤخرتها، خاصة ان النساء كن وقتها يتباهين بكبر المؤخرة، فإذا أضافت إليها الخلخال ورنته، فان لفت الانظار يكون أشد أثرا، والطريقة الثانية لا تشد صاحبتها الملاية حول وسطها حتى لا تظهر تضاريس جسدها، وهي هنا لا تلفت نظر عبدالله، أو جرجس.
الجاكيت الذي
اخفى صفوت الشريف
ومن الملفت والغريب انه في نفس العدد خاض زميله كرم سنارة، ست معارك سريعة كان من بينها اثنان عن نوع آخر من الملاية والزواج، إذ قال عن صديقنا صفوت الشريف وهو يخاطبه: 'صفوت الشريف، الجاكيت الذي أخفوك به عن المصورين ذكرني بحكاية الجمل، فهو الحيوان الوحيد الذي لا يعاشر ناقته إلا إذا وضعوا فوقها غطاء يسترها'.
ولا أعرف ما الذي يقصده بهذا التشبيه، الذي ذكرني ببيت شعر قال صاحبه عن حبيبته: وناقتها تحب بعيري
والفقرة الثانية عن الزواج والمعاشرة كانت قولة لرئيس الوزراء الاسبق: 'أحمد نظيف، أنت محظوظ، دخلت طرة لاند بعد مضي فترة طويلة على شهر العسل، كان هايبقى صعب ان عريسا جديدا يدخل بالزنزانة'.
ليست سوزان الوحيدة
التي حولت زوجها لدكتاتور
لكن أعجب المعارك في نفس العدد كانت لزميلتنا صفاء نوار، لأنها أثارت مشكلة عويصة بقولها: 'ليست سوزان مبارك هي المرأة، الوحيدة التي حولت زوجها الى ديكتاتور، فيبدو أن كل رئيس مخلوع وراءه امرأة مسيطرة، ما الضمان الذي وضعه الدستور لمنع زوجات الرؤساء القادمين من هدم المعبد على رؤوس أزواجهن، هل نختار رئيساً بلا زوجة أم نشترك أن تتفرغ لأعمال المنزل ورعاية الأولاد، أو نبتكر قسماً تؤديه زوجة الرئيس يلزمها بأن تحافظ مخلصة على النظام وتجعل ودنا من طين وودنا من عجين وأن تترك مستقبل أولادها لله'.
وهذه اختيارات صعبة، لأننا اشترطنا في الدستور أن يكون الرئيس أعزبا فقد يتزوج الشعب كما فعل الرئيس العراقي الاسبق عبدالكريم قاسم، الذي قال انه متزوج من الشعب.
المتحولون صحافيا
والمتحولون جنسيا
هذا وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة الإشارة الى كبشة من المعارك خاضها في اليوم السابق - الخميس - في 'الوفد' - زميلنا في 'الأهرام' أبو العباس محمد، وهي من نوع: 'المتحولون صحافيا والمتحولون جنسيا، الاثنان مثل الأفاعي يزحفون على بطونهم'.
- الآن بدأت تتحرر الصحافة القومية وتخلع نقاب السلطة، الآن بدأت توبة رؤساء تحريرها وإطلاق لحى الثورة.
- هذه الأيام إذا تصادف وسألت رئيس تحرير صحيفة، خاصة، ما هي أهم عيوب الثورة، لأجابك على الفور: كشف فضائح رجال الأعمال وعودة الجرأة للصحافة القومية.
- مساكين شباب الصحافيين، ما قبل 25 يناير فقد تعلموا أن رضاء جمال مبارك وصفوت الشريف = رئيس تحرير'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.