ما إن أعلنت الحكومة المصرية في الثامن من مايو 2014 عن قرارها بالبدء في العودة لتطبيق نظام التوقيت الصيفي إعتبارا من منتصف ليلة الخميس/الجمعة الموافق 15 مايو ، وبعد غياب 3 سنوات ، حتى إنطلقت حلقات من الجدل بين مؤيد ومعارض لهذا التوقيت وكل من الطرفين له حجته في الترحيب أو الرفض لهذا القرار. رجال الصناعة وخبراء الطاقة رجال الإقتصاد ياتون على رأس الفريق المؤيد للتوقيت الصيفي لما له من فوائد كبيرة في توفير الطاقة وتحقيق أقصى إستفادة من ضوء النهار الطبيعي وتخفيف إستهلاك الوقود المستخدم في توليد الكهرباء مما يخفف بدوره من أعباء الميزانية المصرية . ويقولون ايضا أنه يخفف من فاتورة استهلاك المواطنين للكهرباء في منازلهم بما يقلل من أعبائهم هم أيضا بسبب التقليل من إعتمادهم على الضوء الصناعي نهارا ويزيد من العمر الإفتراضي للمصابيح الكهربائية . بينما يرى المعارضون أن هذا التغيير لايقلل كثيرا من استهلاك الكهرباء ويؤدي لبعض الإضطرابات البيولوجية للإنسان نتيجة لتغيير مواعيد النوم والإستيقاظ غير أن الكثير من الأطباء لايرون في هذا التغيير ضررا فالإنسان الذي يسافر من دولة إلى أخرى تختلف في توقيتها الطبيعي يتعرض لمثل هذا التغيير ولا يحتاج الجسم للتأقلم عليه لأكثر من 72 ساعة فقط في الآحوال التي يزيد فيها فارق التوقيت عن ساعتين. أما فارق الساعة فلا يحتاج لأكثر من 24 ساعة للتأقلم بل أن الكثيرين ربما لايتأثرون نهائيا بهذا التغيير. ولعل أكثر المعارضين للتوقيت الصيفي هم أصحاب المقاهي ودور الملاهي الذي يهمهم إطالة فترة الليل ، حيث يزداد روادهم بعد غروب الشمس. علما بأن تبكير ساعات العمل يؤدي برواد المقاهي ودور الملاهي للعودة إلى منازلهم مبكرا. تاريخ التوقيت الصيفي وتعريفه التوقيت الصيفي هو تغيير التوقيت الرسمي في بلاد أو محافظات لمدة عدة أشهر من كل سنة. ويتم إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع, حيث تقدم عقارب الساعة ب60دقيقة. أما الرجوع إلى التوقيت العادي, أي التوقيت الشتوي, فيتم في موسم الخريف. الهدف من تقديم ساعة للتوقيت الرسمي هو تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى لكي يتم أكثرها أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجيا من بداية الربيع حتى ذروة الصيف, وتتقلص بعد ذلك حتى ذروة الشتاء. وبهذا يتم تقليص استخدام الأنوار الكهربائية الصناعية لمدة 60 دقيقة يوميا مما يحقق وفرا كبيرا في استخدام الوقود ووسائل إنتاج الطاقة الأخرى . ظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلصها في الخريف والشتاء نابعة عن ميل محور دوران الكرة الأرضية بنسبة 23.4 درجة مقارنة بسطح مساره حول الشمس. كان الرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في1884, ولكن لم تبدو الفكرة جدية إلا في بداية القرن ال20, حيث طرحه من جديد البريطاني ويليام ويلت الذي بذل جهودا في ترويجها. انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في 1909 ورفضه. تحققت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى حيث أجبرت الظروف البلدان المتقاتلة على ايجاد وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة. كانت ألمانيا أول دولة تعلن التوقيت الصيفي وتابعتها بريطانيا بعد وقت قليل. البلدان التي تستعمل التوقيت الصيفي *مصر من الجمعة الأخيرة في إبريل حتى الجمعة الأخيرة في سبتمبر.. وقد تم وقف العمل بنظام التوقيت الصيفي في أعقاب ثورة يناير 2011 . لكن في ظل أزمة الوقود والكهراباء التي تعاني منها مصر قررت الحكومة العودة لتطبيق التوقيت الصيفي إعتبارا من ليلة الخميس 15 مايو 2014/الجمعة 16 مايو 2014 مع إيقاف مؤقت للعمل به في شهر رمضان المعظم الذي يبدأ يوم 28 أو 29 يونيو 2014. *سوريا والعراق من 1 إبريل حتى 1 أكتوبر. *الأردن الجمعة الأولى من شهر إبريل. *لبنان من الأحد الأخير في مارس حتى الأحد الأخير في أكتوبر. *تونس يتم الإعلان عن الموعد في مارس ويكون عادة في إبريل. ملاحظة – في 2006 و2007 تم ايقاف العمل بالتوقيت الصيفي مبكرا في كل من مصر وسورياوالأردن بسبب حلول شهر رمضان المعظم . *الاتحاد الأوروبي, روسيا, تركيا وأغلبية بلدان أوروبا الشرقية والقوقاز من الأحد الأخير في مارس حتى الأحد الأخير في أكتوبر. *الولاياتالمتحدة وكندا حتى 2006: من الأحد الأول في إبريل حتى الأحد الأخير في أكتوبر، واعتبارا من 2007: من الأحد الثاني في مارس حتى الأحد الأول في نوفمبر. *إسرائيل من الجمعة الأخيرة قبل 2 إبريل حتى الأحد الأخير قبل يوم الغفران في أوائل أكتوبر منذ 2005 *كوبا والبهاما من 9 مارس حتى 4 نوفمبر *شيلي من 11 مارس حتى 28 أكتوبر *البرازيل من 25 فبراير حتى 28 أكتوبر وتعد أكثر بلاد العالم التي تستخدم التوقيت الصيفي لأطول مدة في العام. *ناميبيا من 1 أبريل وحتى 7 سبتمبر *أستراليا و نيوزيلاند من 9 مارس حتى 21 أكتوبر أو 28 أكتوبر حسب كل ولاية *القطب الجنوبي من 11 مارس وحتى 14 أكتوبر *جزر فوكلاند من 15 أبريل وحتى 2 سبتمبر . هذا استعراض لتواريخ بدء وانتهاء العمل بالتوقيت الصيفي في نماذج مختلفة من دول العالم بقاراته الست . وبالإجمال هناك أكثر من 85 دولة في العالم تستخدم التوقيت الصيفي كأسلوب لتوفير الطاقة والاستفادة القصوى من ضوء النهار ويلاحظ أن كل الدول الصناعية تلجأ لهذا الأسلوب كسبيل من سبل توفير الطاقة الإجباري مما يوفر الوقود لتغذية الصناعة والتقدم . والأمر الغريب أن من بين الدول العربية التي تطول فيها ساعات سطوع الشمس لأكثر من 15 ساعة يوميا في الصيف ، لا نجد إلا 6 دول تلجأ لاستخدام التوقيت الصيفي وهي مصر والأردنوسوريا ولبنان والعراق وتونس وتتراوح فترة التوقيت الصيفي فيها من 4 شهور وحتى 6 شهور . بينما نجد أن دول أوروبا بالكامل تقريبا والولاياتالمتحدة تزيد فيها الفترة المستفاد فيها من ساعات النهار على مايقرب من 8 أشهر كاملة ، في حين تزيد الفترة الصيفية في البرازيل عن ال 8 أشهر . والأكثر غرابة أن الدول الغربيةوروسيا تستخدم التوقيت الصيفي في محطات الأبحاث التابعة لها في القطب الجنوبي الذي تقل فيه ساعات سطوع الشمس أو بالأحرى ساعات النهار عن أية منطقة بالعالم. ولعل المقارنة السابقة تكشف عن مدى إهدارنا كعرب لطاقتنا الشمسية المجانية والكهربائية باهظة التكاليف.