تقرير : محمود سلامة الرجل الآخر.. عنوان تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن المرشح للانتخابات الرئاسية حمدين صباحي، والذي وصفته فيه بأنه "سياسي لائق.. لكنه خاسر". واستهلت المجلة تقريرها بالقول إنه في بلد يتبنى سياسات ديمقراطية عادية، يقف حمدين صباحي كالمنافس الأوحد للمشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، لكن خسارة صباحي في هذه الانتخابات مؤكد. وألقت المجلة الضوء على تاريخ حمدين صباحي السياسي، لافتة إلى أنه لم يمارس يومًا نشاطه السياسي في ظل سياسات ديمقراطية عادية، فقبل ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام حسني مبارك، كان معارضو النظام يتم التضييق عليهم إلى أبعد حد. وأشارت "إيكونوميست" أيضًا إلى أن صباحي كان تم سجنه مرتين، الأولى في عام 1981 في ظل حملة عامة لاعتقال المعارضين، والثانية في تسعينيات القرن الماضي لوقوفه في صف الفلاحين الفقراء ضد إبطال إصلاحات في قوانين ملكية الأراضي. واعتبرت المجلة، أن صباحي يواجه الآن تحديًا بنفس حدة التحدي الذي كان يواجهه إبان فترة القمع السياسي في مرحلة ما قبل ثورة يناير، فمنافسه في الانتخابات المشير عبد الفتاح السيسي يعد بطلاً في نظر الكثير من المصريين لدوره في "الانقلاب" على الرئيس المعزول محمد مرسي، حسب قولها. وأوضحت أن السيسي لا يتمتع بتأييد شعبي وحسب، فهو يحظى بدعم المؤسسة العسكرية القوية، علاوة على الدعم الضمني من جانب الدولة العميقة المترامية الأطراف في مصر. ورأت المجلة أن عدم التكافؤ في المنافسة بين صباحي والسيسي تجلت من البداية عندما كان كل منهما يسلم توكيلات التأييد لترشحه إلى اللجنة العليا للانتخابات، قائلة إن صباحي عانى في سبيل تجميع التوكيلات البالغ عددها 28 ألفًا، بينما تمكن رجال السيسي من جمع أكثر من 200 ألف توكيل دون جهد أو عناء. والأكثر من ذلك، وفق المجلة، أن العقود الطويلة من الحكم الديكتاتوري في مصر، وما أعقب ذلك من سنوات الاضطراب في مرحلة ما بعد ثورة يناير، تسبب في جعل المصريين خائفين من السياسة بصفة عامة، ويتطلعون فقط لرجل قوي يحكم البلاد. وإضافة إلى كل ما سبق، فإن الناخبين الذين لا يشاركون غيرهم في رؤية السيسي كمنقذ للبلاد، أغلبهم سيختار مقاطعة الانتخابات الرئاسية بدلاً من التصويت لصباحي