رئيس جامعة عين شمس يتفقد سير الامتحانات بكليات الآداب والحقوق والعلوم    دعوة خبراء أجانب للمشاركة في أعمال المؤتمر العام السادس ل«الصحفيين»    افتتاح المقر الرئيسي لبنك أبوظبي التجاري مصر بالقاهرة الجديدة    نقيب الفلاحين يكشف أسباب انخفاض سعر البصل    نائب: بدء حوار مجتمعي بشأن قانون الإيجار القديم بعد وصوله للبرلمان (فيديو)    رويترز عن التلفزيون الإيراني: فرق الإنقاذ عثرت على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة    بايدن يشجب الأزمة الإنسانية في غزة ويؤكد العمل على مدار الساعة لإيصال المساعدات    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    إنريكي يحرم مبابي من المشاركة الأخيرة بالدوري الفرنسي    رئيس اللجنة البارالمبية: نشكر لجنة الساق الواحدة لمجهوداتهم في كأس الأمم الأفريقية    مدينتي تطلق الحدث الرياضي "Fly over Madinaty" لهواة القفز بالمظلات    دورات تدريبية وشهادات مزورة.. كواليس مداهمة أكاديمية وهمية بالإسكندرية    بالبوستر الرسمي.. محمد إمام يشوق جمهوره لفيلم "اللعب مع العيال"    التليفزيون الإيرانى يعلن الاتصال بأحد ركاب مروحية إبراهيم رئيسى وفرد من الطاقم    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    متحف «طه حسين».. تراث عميد الأدب العربي    أفلام مهرجان كان استحسان واستهجان.. كوبولا يثير انقسام النقاد في أحدث أعماله    داعية: القرآن أوضح الكثير من المعاملات ومنها في العلاقات الإنسانية وعمار المنازل    مستشار الرئيس للصحة يكشف آخر تطورات متحور كورونا الجديد    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    حزب الريادة: مصر كانت لها اليد العليا فى دعم أهالي غزة وإدخال المساعدات لهم    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    الرعاية الصحية: 5 ملايين مستفيد من التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الأولى    جامعة حلوان تنظم قوافل طبية توعوية بمناطق الإسكان الاجتماعي بمدينة 15 مايو    «نيويورك تايمز»: هجوم روسيا في منطقة خاركوف وضع أوكرانيا في موقف صعب    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    أبرزهم «اللبن الرائب».. 4 مشروبات لتبريد الجسم في ظل ارتفاع درجات الحرارة    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    دار الإفتاء توضح ما يقال من الذكر والدعاء في الحرّ الشديد.. تعرف عليه    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب المصرى نبيل عجوه يواصل كتابة سلسلة مقالاته فى أفلا يتدبرون ؟ حواء ام البشر عليها السلام ..الحلقة الثانية
نشر في الزمان المصري يوم 25 - 06 - 2020

انتهينا فى اللقاء الأول عند كيف وسوس ابليس عليه من الله ما يستحق لآدم وحواء فى الأكل من الشجرة التى نهاهما الله عن الأكل منها اختباراً لآدم وكيف غَرَرَ بهما وأكلا منها وكان الجزاءُ أن حكم اللهُ عليهما بالخروج من الجنة والنزول الى الأرض بعد أن تلقى من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. وهبط الى الارض ومعه ابليس اللعين وكان ما حدث مقصوداً لتحقيق الخلافة وعمارة الأرض وهبطا من الجنة وبدأ الكبدُ والمشقةُ والتعبُ والحربُ الضروس بين العدو الأول ابليس الرجيم وآدم عليه السلام.
* إبليسُ عدوُّ لآدم ولزوجه ولذريته الى يوم الدين لأنه من المنظرين
طُرِدَ إبليسُ من صُفوف الملائكة شر طرده قال فأخرج منها مذءوماً مدحورا .. لأن حقيقته بانت من أول امتحان فقد كان طاووس الملائكة ولكنه أمن مكر الله وتسلل الى قلبه الكبر والغرور وذلك لما نظر الله الى قلبه عندما أرسله على رأس وفد من الملائكة لتطهير الارض من الجن لاستقبال الخليفة الجديد فوجد أنه قد غُرَ وتَكبرَ وأمنَ مكرَ اللهِ فكانت نهايتهُ الطرد من رحمهِ اللهِ. ولم يعد له مكاناً بين الملائكة ومن هنا بدأ الحقدُ والحسدُ والضغينةُ لآدم وزوجه حواء. وأصبح الشغل الشاغل لهذا العدو هو كيف يخدع آدم وحواء ويخرجهما من الجنه. وقال فى نفسه أنا أعرف كيف أخدعهما وأوسوس لهما وكيف أستميل قلبيهما الىَ وأدعوهما ليأكلا من الشجرة المحرمة. وعندها سيشقى آدم ويصبح شقياً مبتلى ويطرده ربه من الجنه. ثم نصب حبائله وشراكه الى آدم الضعيف الذى عهد اليه الله فنسى ولم يجد له عزما. فقال لهما هل رأيتما أشجار الجنة كلها. قالا نعم كلها جميعا وأكلنا من ثمارها . فقال ما فائدة ذلك وأنتما لم تأكلا من شجرة الخلد. انها شجرة الملك والحياة الدائمة الخالدة اذا أكلتما منها ستصبحان ملكين فى الجنة (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) الاعراف(22) . فقالت حواء لنأكل يا آدم من شجرة الخلد قال ان الله نهانا عنها لا لا؛. كيف أعصى ربى. ودلاهما بغرور فقال ابليس هيا أدلكم عليها هى شجرة فى وسط الجنة. أنظرا كم هى جميلة؟ والى ثمارها كم هى شهية. انها تشبه شجرة القمح لكن ثمارها مختلفة تفاح وعنب وتين. كلا لماذا لا تأكلان وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين . وفى تلك اللحظة الرهيبة نسى آدم ربة ونسى الميثاق الذى أخذه عليه. ومدت حواء يدها وقطفت من ثمار الشجرة وأكلت منها وأعطت آدم . وهكذا نجح ابليس فى خطته ولف حبال العصيان والطرد حول رقبة آدم وزوجه وراح يقهقه بصوت عالى شيطانى. للأسف لقد نجح فى اغواء آدم وحواء. وخرجا من الجنة. وهناك أقوال وأراء كثيرة أسمعها وأقرأها عن أن حواء هى سبب خروج البشر من الجنة؟ والمتبصر لكلام الله جل وعلا يجد أن الخطاب كان فيه لآدم ولم يكن لحواء فهى تابع وليست متبوع فمعروف أن أفعال وأعمال التابع تنسب للمتبوع؟. قال تعالى (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿115﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ﴿116﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴿117﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ﴿118﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴿119﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ﴿120﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴿121﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴿122﴾ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) اذاً الآيات تنص صراحة على أن العهد كان لآدم فنسى العهد وعصى ثم الوسوسة كانت لمن لآدم لا لحواء كما ذكرت الآيات أن الشطان وسوس الى آدم فمن الواضح أن حواء لم تكن سبباً ولكن كانت شريكة لآدم بالتبعية بما أنه صاحب القوامة والأمر والنهى على المرأة فانه يعد المسئول الأول والسؤال : أين دور حواء ؟ هل كان لها دور سوى مشاركة آدم في الأكل من الشجرة؟ الى الذين يقولون أن الشطان وسوس لحواء . هل جاء ذلك فى الآيات أو الأثر؟ أنا لا اقول ذلك لأدفع عن حواء لا ولكن تصديق الذى بين يدى من آيات الله وكلامه. أنتهى أن سبب الخروج هو آدم لأن العهد كان اليه والقوامة كانت معه لكنه نسى وضعف ولم يكن لديه القوة والعزم زل آدم فزلت حواء ويزل الرجال فتزل النساء هذا ما فهمته من الذكر الحكيم. فان كنت على صواب فمن الله و شرف لا أدعية وان جانبنى الصواب فمنى ومن الشيطان. والواضح أن الموضوع أكبر من أقوال أو أراء فهناك أناس يتحدثون حديث المسلمين وهم لا يملكون من الاسلام من شىء لا فتيل ولا قطمير فى نواة
. و لقد أساء العديد من المسلمين فهم العديد من النصوص .فمنهم من يصور المرأة بأنها شيطان وأنها سلاح يستخدمه الشيطان لإغواء الخلق وانها فتنة تمشى على الارض. زعموا ظلماً وعدوناً وبهتاناً.
وهذه دسائس حقد و مكر في الاسلام لتشويه صورته بتشويه صورة المرأة و طمس المكارم التي كرمها الاسلام بها , ناسين أن أول من نصر الاسلام امرأة , وان أول من استشهد في الاسلام امرأة .
ولو أدرك هؤلاء أنهم بهذه التصورات يقدحون في الله سبحانه و تعالى , فما خلق الله شيئا معيبا خُلُقا أو خَلقا , وما خلق الله شيئا ليكون عالة على الغير … فيا سبحانك اللهم نعوذ بك من شر ما وقع فيه غيرنا ونسألك أن تردنا اليك رداً جميلاً
حين خرجت حواء من الجنة عرفت أنها ودعت السلام، وفى الأرض كانت مع زوجها آدم عليه السلام يواجهان الشقاء...يواجهان الصراع مع الحياة، فقد كان عليهما أن يشقيا ليأكلا. كانا يأكلان فى الجنة رغداً، فأًهبطا الى غير رغدِ من طعام وشرابِ.
وفى الأرض عَلَمَ آدم صنعهَ الحديدِ، وأمره بالحرث فحرث الأرض، وزرع ثم سقى، حتى إذا آن حصاده حصده، ثم دله، ثم ذراه، ثم طحنه، وبعد ذلك جاءت مهمة حواء. عجنت، ثم خبزت حتى أكلا. وتابع آدم وحواء رحلة المشقة فغزلت حواء الصوف، ونسج آدم لنفسه جبة، ولحواء درعا وخمارا فلبسا ذلك (أرسل الله لآدم وحواء يعلمهما ما يلبسان ويستتران به).
ولعل آدم وحواء فهما من مشقة الوصول الى الغذاء من حراثه وبذر وعلاج وسقى وإزالة العرى وغير ذلك من الأسباب الشاقة المؤلمة – أنهما قد جاءا إلى الأرض ليصلحاها ويزرعاها، ويبنياها، ثم ينجبا نسلاً يستعمرون الارض ويعمرونها أكثر مما عمراها.
حواء ورحلة العبادة وعمارة الأرض بالمشاركة مع آدم يد بيد وذراع بذراع
قامت حواء تساعد آدم فى بناء الكعبة باشارة الهية علوية، قامت تساعده فى بناء أول بيت وضع فى الأرض للعبادة وخصص لها، وجعله مباركاً للعالمين، وليس هذا الشرف لمكان آخر فى الارض سوى البيت الحرام.
كانت حواء تنقل التراب، وتبنى مع آدم فيه، وتقوم بمساعدته فى امور إشادته. وفى بناء حواء وآدم الكعبة دليل من دلائل النبوة. وللبيهقى رحمة الله – اذ أخرج بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضى الله عنهما – قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: (بعث الله جبريل عليه السلام – الى آدم وحواء، فقال لهما: إبنيا لى بناء، فخط لهما جبريل – عليه السلام – فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى أجاب الماء، نودى من تحته: حسبك يا آدم. فلما بنياه أوحى الله تعالى اليه أن يطوف به، وقيل له أنت أول الناس، وهذا أول بيت، ثم تناسخت القرون حتى حجة نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع ابراهيم القواعد منه).
أم البشرية وكيف تعمر الأرض دون نسل أو ذرية
حواء هى أم النساء وأم الرجال على ظهر الارض ... وحواء أم كالأمهات الأخريات، تحمل وتضع حملها ...وهى اول زوجة فى تاريخ البشرية، وأول إمرأة تلد على ظهر الارض.
كانت حواء لا تحمل الا توأما، أنثى وذكرا، فولدت لآدم أربعين ولدا لصلبه من ذكر وأنثى فى عشرين بطنا. كانت حواء تلد فى البطن الواحد ابناً وبنتاً، وفى البطن الثانى ابناً وبنتاً، وكان يحل زواج إبن البطن الأول من بنت البطن الثانى. ووضعت حواء توأمين: قابيل واخته لوذا، وولدت هابيل وأخته اقليميا.
كبر الأبناء، وشب الاخوة فى رعاية والديهم، وبلغ الأبناء مبلغ الشباب، وأخذ قابيل وهابيل يضربان فى الأرض طلباً للرزق، وسعياً وراء متطلبات الحياة.
كان قابيل صاحب زرع وحرث، وكان هابيل صاحب ماشية غنم. وبعد فترة من الزمن، أحب كل من قابيل وهابيل أن تكون له زوجة ليسكن اليها، وافضيا بذلك الى والديهما، فرح الأبوان وأوحى الله عز وجل الى آدم ان يزوج قابيل من توأمه هابيل ويزوج هابيل من توأمه قابيل. وإمتثل آدم لأمر ربه، وأبلغ ولديه بما أمره الله تعالى، الا أن قابيل رفض ما قاله آدم لأنه اعتبر أن توأمه هابيل أقل جمالا من توأمته، وحسد أخاه هابيل على الزواج من شقيقته (لوذا) ولم يرض بالقسمة.
ولاحظ الأبوان ما إنطوت عليه نفس كل واحد من الولدين، فأحب آدم أن يقترح حلاً يرضى قابيل وهابيل معاً. فدعاهما أبوهما آدم وأمرهما أن يقدما قرباناً الى الله سبحانه، فمن قبل قربانه كان أحق بما أراد. وكان قربانهما أن يتقربا بقربان، ثم يلقيانه على وجه الارض حتى تأتى نار فتأكله، أو يبليه الدهر.
كان هابيل يتقرب الى الله عز وجل بخيار ما عنده من الغنم والنعم والمال. أما قابيل فكان يتقرب بشر ماله ونفاية الحنطة، فجاءت نار من السماء فكانت تأكل قربان هابيل ولا تقرب قربان قابيل، فغاظه ذلك وحسد أخاه هابيل حسدا أعمى، وعندئذ قال لأخيه هابيل: قبل قربانك ولم يتقبل قربانى، لأقتلنك او تعتزل أختى وتدعها.
قال هابيل: لا أفعل ولا أخالف أمر والدى.
فقال قابيل: (لأقتلنك)، (المائدة- 27).
فأجاب هابيل: (إنما يتقبل الله من المتقين)، (المائدة- 27).
وقال قابيل فى نفسه: لا أمشى فى الأرض ويقول إخوتى أن هابيل خير منك، وأراد قتل أخيه.
فقال هابيل لأخيه محاولا كسر حدة الشر الهائج المتوهج فى نفسه: ((لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك، إنى أخاف الله رب العالمين)) المائدة
ثم يضيف منذراً محذراً ((إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين)).
ولكن قابيل بعد هذا كله، اندفعت النفس الشريرة، فوقعت الجريمة ((فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فاصبح من الخاسرين)).خسر نفسه وأوردها موارد الهلاك والبؤر، خسر أخاه وفقد بذلك الناصر والرفيق، وخسر أباه وأمه إذ استنزل بذلك غضب الله عليه بسبب غضبهما، وخسر دنياه فما تهنأ للقاتل حياة، وخسر آخرته فباء بإثمه الأول وإثمه الأخير.
لم يكن هابيل – كما ورد فى الأخبار – ضعيفاً، بل كان رجلاً زاده الله بسطه فى العقل والجسم، وذكر ابن جرير عن عبد الله بن عمر قال: "وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط الى أخيه يده". وفى المسند أخرج الامام احمد بسنده عن بن مسعود قال: "لا تقتل نفس ظلماً الا كان على إبن آدم الأول كفل منها، لأنه كان اول من سن القتل".
وقف قابيل عاجزاً أمام أخيه المضرج فى دمه ولم يدر كيف يواريه، ((فبعث الله غرابا يبحث فى الارض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه))، (المائدة -31). ومن الظاهر فى هذه الآية الكريمة أن ندم قابيل لم يكن ندم توبة نصوح والا لقبل الله توبته، وإنما كان الندم الذى اعتصره من عدم جدوى فعلته، وما أعقب ذلك من تعب وشقاء وعناء وقلق.
أم القاتل والمقتول قابيل وهابيل وأول قتل فى الدنيا
وحزن آدم على إبنه هابيل حزنا شديدا دام اعواما كثيرة. وقال آدم عليه السلام: يا حواء مات إبنك .قالت وما الموت؟ قال لا يأكل, ولا يشرب, ولا يقوم, ولا يمشى, ولا يتكلم أبداً. فصاحت حواء قال آدم: عليك الرب وعلى بناتك، وانا وبنى منها براء.
ومضت الأيام وكبر آدم وحواء ... وكثر نسلهما فى الأرض، فكان آدم عليه السلام النبى الذى يدعوا أبناءه وأحفاده الى الله، ويحدثهم عن عظمة الخالق، وربما حكى لهم عن تغرير إبليس له ولزوجه حواء، وحذرهم منه ومن فتنته.
حواء والرحلة الاخيرة:
فى يوم من أيام الجمعة مات آدم عليه السلام وحزنت عليه حواء حزنا شديدا ... وعاشت بعده سنة، ثم ماتت ودفنت مع آدم عليه السلام. أما عن مكان وفاة حواء فلا تكاد المصادر تسعفنا بالخبر اليقين، ولكن بعض العلماء أشار الى أن وفاتها كانت فى الجزيرة العربية.
تلك هى حواء ام البشر ... وتلك حياتها فى الجنة، ثم تابعت حياتها على الأرض لتكمل ما رسمه القدر المقدر عليها وعلى آدم عليهما السلام. وفى الارض كانت حواء أم الامهات ... وقد كانت تقوم بكل ما تقوم به النساء من أعمال ... كانت حواء قد غزلت، ونسجت، وعجنت، وخبزت، وعملت أعمال النساء كلها، ثم علمت بناتها تلك الأمور لتستمر مسيرة البشرية الى ما شاء الله، الى ان يرث الله الارض ومن عليها . رضى الله عن أبينا آدم، ورضى عن أمنا حواء، وأسكنهما فسيح جنته. ارجوا أن أكون قد وفقت فى عرض سيرة عطرة لأمنا حواء وبيان عظمة المرأة وكيف أن الله قد أعطاها منزلةً ومكانةً ساميةً وكيف رفعها الاسلام وحافظ عليها وعلى حقوقها لكن ما أشاهده اليوم أن حواء حملت على عاتقها التقليد وبدأ يعمل الشيطان معها ويلعب بها ويفعل بها الأفاعيل فانهار المجتمع لأنها القلب لهذا المجتمع وبخاصة المسلم فيا حواء يا من كرمك الله وأعلى منزلتك عودى الى الله لينصلح حال البشر ودعى عنك شيطان الأنس والجن اللعين الذى يتربص بك منذ الخلق حتى الان ولا تكونى ممن قال فيهم أستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وتوبوا الى الله جميعاً ايها المسلمون والى لقاء قادم باذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.