بقلم محمد غالية على أكتاف الثورة يتلاعب الجميع ، بداية من الإعلاميين والصحفيين والكتاب المتحولين ، ونهاية بالكوادر السياسية التى تتصنع دور البطولة على حساب سرد جرائم النظام البائد ، فعلى أكتاف الثورة ستبصر كافة التيارات تتحدث من إخوان وسلف وجماعة إسلامية وصوفية وعلمانيين ومسيحيين حتى أنك فى النهاية ستحتار فى تكشف من يعملون بحب وبإخلاص من أجل هذا البلد ، بالطبع أنا لا أتهم كل هذه الطوائف بالتلاعب ولكن دائما ما يتلاعب البعض فينسبون إلى الكل ، غير أن التجربة أثبتت أن فى مجتمع الإعلام والصحافة سقط الجميع بلا أدنى رحمة ، فلم يشفع لهم تحولهم عما فعلوه من مداهنة للنظام ، وللكن للأسف تعاطف الشعب المصرى كعادته فبين مذيع يذيع أنه كان يضغط عليه من أجهزة النظام السابق وبين مذيعة خرجت لتبكى بدمعتين حتى نسى الناس كل مافات وعادت الحياة إلى مجراها الطبيعى . إن الإعلام قوة جبارة لا يستهان بها فهو الذى يوجه عامة الناس إلى الوجهة الصحيحة وسواء حمل هذا الإعلام لون معين لتيار دينى أو سياسى فهو بالفعل يحرك الناس ويدفعهم دفعا إلى مايريدون هم ، لذا فلا مكان فيه غير للشرفاء . لقد اصبحت الثورة مرتعا لكل المتوسلين والأفاقين والنصابين ، ليتلاعبوا بعقول الناس باسم الثورة وباسم الدفاع عن الثورة والوطن ، مستخدمين كل الحيل الممكنة فى إيهام البسطاء بأنهم هم أهل الخبرة والعلم والفهم ، وأنهم هم من كانوا فى التحرير حاملين أرواحهم على أكتافهم وإن بحث فى سيرتهم ستجدهم لا يمتون للثورة بأى صلة ، بل مجرد متمسحين فيها . وعلى أكتاف الثورة يتلاعب البسطاء وصغار الموظفين باستغلال الأمر للبحث على استفادات مادية ومعنوية وامتيازات لأبنائهم وأسرهم ، وهم لا يدركون أنهم يشكلون عبئا على الثورة فتحولوا من مظلومين إلى متلاعبين على أكتاف الثورة ، وهم لا يدركون أن تسرعهم ربما تسبب فى قتل أحلامهم وسحقها سحقا . بل على أكتاف الثورة يتلاعب من شاركوا فى الثورة ، ليجعلوا الثورة حكرا عليهم وفقط ، ويقتصرونها على التحرير ، متناسيين من قاموا فى جميع محافظات مصر وأشهرهم السويس التى ظلت ثمانية عشر يوما تحت خط النار كما يقولون ، ولم أسمع أحد يتكلم عنها ، بل وجعلوا الثورة حكرا خاصا لهم محاولين الاستفادة منها بشتى الطرق ، والظهور فى الإعلام على أنهم الصناع الحقيقيين ، فتحولوا من أصحاب انجاز إلى مستغلى الانجاز .فكما يقولون الثورة يخطط لها المثقفون وينفذها المغامرون ويسرقها اللصوص .. إن أصحاب الثورة الحقيقيين الذين يعشقون تراب هذا البلد ، قد أنهوا مهمة التحرير ، فاحتفلوا ، ثم بدأوا فى العمل ، لأنهم يدركون جيدا أن هذا البلد لن ينصلح حاله إلا إذا عمل الجميع ، فهذه فترة هدوء لإعادة البناء ، وليقف الوطن على قدمه من جديد ، إنهم يدركون جيدا أنهم قبل أن يطلبوا حقوقهم عليهم أن يقوموا بواجباتهم ، وهم لا يزالون يشعرون بأنهم مقصرون فى حق هذا الوطن ، ولا زال امامهم مهمة عصيبة ، وهى إعادة البناء ، فمثل هؤلاء كلما قابلت واحدا منهم ، وددت لو قبلت قدميه ، فهؤلاء حقا من يعرفون معنى وقيمة الثورة ، والأهم أنهم يدركون معنى الوطن . يامعشر تجار الثورة ؛ موتوا بغيظكم ، فثورتنا الطاهرة لن يكملها سوا الشرفاء .