عندما تأخذك نفسك من نفسك إلى نفسك .. وتعود إلى الحياة مرة أخرى ..فلابد أن تقف وتسأل نفسك هل كنتُ ميتًا؟.. ربما .. لأنك تشعر بأن ما مضى من العمر لا يُحسب من العمر ..لأنه مدى بدون حب حقيقى ولا حياة تعطيك بلا حدود ولا حواجز وأن القادم المجهول عمره هو عمرك الحقيقى .. هنا تتصارع فيك نفسك الأولى مع نفسك الثانية للحظة وتتعالى الأصوات .. تأخذك أحاسيس إلى حيث لم تذهب قبلا .. يقتلك الألمُ بوخز القلب ..يصرعك الدمع بسيل منهمر فتشعر كأنك الغريق فى يم الحزن المظلم العميق .. تتساقط رغما عنك خلاياك وتتهاوى تقيلة ثقيلة ثقل الأيام الحزينة، تصارع سؤالا يقذف فجأة إلى الخاطر تسأله وأنتَ على يقين بالإجابة ..وتأتى الأجابة مترددةٌ خجلةٌ فزعةٌ .. رغم التردد والخجل يعلو بها صوت الصمت : نعمتصمتُ أنت .. تأخذك نفسك مرة أخرى إلى ثالثة داخلك ..هى الأحاسيس حين تكون مرة كوردة حمراء ومرة كسكين يذبح الوجد ذبحا فينزف نفسه على مدار الساعة فلا الوجد مات وانتهت الحياة ولا النزيفُ توقف وبدأت الحياة عليلة ..ربماحائرًا تظل .. تائهًا تبقى .. حتى إن ظننت أن لا ملجأ من هذا العذاب إلا عذاب أخر مميت ..يطل عليك القمر من كبد السماء مبتسمًا..يهمس فى أذنك بكلمات : لا تحزن وكيف تحزن؟! والله معك .. آلا تعلم أن ربك ليس بظلام للعبيد وأنه رؤوف رحيم؟!ترتعش داخلك وتسرى القشعريرة فى أوصالك .. تنظر فى الفراغ ولاترى شيئا ..حين يكون الحزن بسيطا تنظر للفراغ ولا ترى شيئا وحين يكون شديدا تنظر فى الفراغ وترى كل شئ فالحزن يسمو بك .. إن كنت من أصحاب البصيرة فترى بقلبك لا بعينيك ..لكنك فى كلتا الحالتين تصبح العاجز المشلول الفير قادر على الحركة وكل مايتمناه سجدة لله الواحد الأحد هنا تجد قلب الحبيب ملجأ.. وروحه سكنا ..يده ممدودة لكَ على مصراعيها .. وصوته يهمس فى أذنك أبدا لن أترككَ.. وأبدا لن أتنازلَ عنك .. وأبدا لن أتركك ترحل· يقول : أكتب بنزف قلبينا ..ما بيننا أكبر وأعمق وأسمى خيال هو فوق الخيال وحقيقة هى عين الحقيقة .. وبين الخيال والحقيقة عالم أخر صنعناه رغم كل شئ· أرى ما بيننا أكبر من أى كلمات تكتب .. لو أنتِ أمامى حبيبى ما نطقت حرفًا واحدًا ولدفنت رأسى فى يديكَ كى أستريح .. الشعور بالأمان كنز لايضاهيه كنز ..ليتهم يعلمونما أعظم الحب..حين تلتقى نفسان..فيصبحا نفسا واحدة .. تشعر فى لحظة ذاب فيها ألمٌ كجبل .. أن الحياة الصعبة الصعبة قد أصبحت يسيرة يسيرة .. هل تستوى الحياة بدون رفيق ترى الحياة فى عينيه والدنيا فى قلبه والجمال فى وجوده والبهاء فى حضوره والنور فى روحه وتسير معه الطريق سعيدا به وسعيدا بك .. تسبح معه فى عالم غير العالم ودنيا غير الدنيا ..ذائبا فى وجدانه .. ذائبا هو فى وجدك ..واحدًا تصبحان رغم البعد والبعاد .. رغم الألم الإعصارى الذى كاد يكنس أمامه كل شعور يتغلب الحب العظيم على الألم العظيم ..لا إعصار ألم يفوز فى قلب محب .. ولابركان غضب يحرق قلب عاشق .. إنه عالم بلا مقاييس معروفة .. الإنتحار فيه حياة والموت بعث فيهالحب تضحية عظيمة يصحو له العاشق من الفجر .. إن نام .. ليلتقى حبيبه.. النوم فى عالم الحب خسارة لا تغتفر .. وهل تأتى اللحظة التى ذهبتيذهب الألم ويبقى الحبُ مجروحًا ربما .. لكنه الجرح الذى سوف تداويه الأيام يقينالأنه الحب الذى لا غنى عنه .. فالحب قدر .. من قال غير ذلك كذب .. ولا مفر من قدر إلا إلى قدر..هكذا تصير الأمور هكذا ترانى لا أطلب مفرًا .. لكنك ربما تسمعنى حبيبى أردد ما اسمعتنى منذ قليل حين تغنيت برائعة سيدة الشرق ..دليلى حتار وحيرنى...ويااااريتك حلم فى جفونى .. أنام وألقاك وأعيش وياك .. وأخر طيف أشوفه أنتَياليتك حبيبى أول وأخر طيف أشوفه أنتَ...فياحبيبة العمر لكَ العمر.. كل العمر..ولى لحظات يجود علىّ بها الزمان لكنها لحظات تساوى كل العمر