اعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013. يذكر ان الرئيس صالح ما لبث يحكم اليمن منذ 23 عاما، إذ جاء الى الحكم عام 1978. وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990، تولى صالح منصب رئيس اليمن الموحد. وقال الرئيس صالح في كلمة القاها في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء اطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب": "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لاعادة عقارب الساعة الى الوراء"، داعيا المعارضة الى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية.كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته. واعلن الرئيس اليمني عن تجميد التعديلات الدستورية الاخيرة وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم حتى يتم تصحيح السجل الانتخابي وهي النقاط التي كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الاشهر الماضية. كما دعا الرئيس اليمني المعارضة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب امام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة. كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي. وكان الحزب الحاكم ومنظمات شعبية مواليه له نظم مهرجانا جماهيريا بالعاصمة صنعاء بالتزامن مع خطاب الرئيس شارك فيه الآلاف مرددين شعارات تؤيد الرئيس وتندد باحتجاجات المعارضة. واضاف الرئيس صالح في كلمته: "أقوم بهذه التنازلات من اجل مصلحة البلاد، فمصلحة اليمن تأتي قبل المصالح الشخصية." وكانت القوى اليمنية المعارضة قد دعت الى تظاهرة كبرى اطلقت عليها "يوم الغضب" يوم غد الخميس، ينظر اليها كمقياس لارادة الشعب اليمني في التغيير. ودعا الرئيس اليمني المعارضة الى "تجميد كل التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات" التي تنوي تنظيمها ضد نظام حكمه. وكان الرئيس صالح قد قدم بعض التنازلات فعلا في الايام الماضية، عقب الانتفاضة التونسية التي اجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على الفرار، إذ قلص فترة الولاية الرئاسية وخفض ضريبة الدخل، وتعهد بزيادة رواتب الموظفين والعسكريين بحوالي 47 دولارا شهريا، وهي خطوة ليست بالصغيرة في بلد لا يتقاضى اربعون في المئة من سكانه اقل من دولارين في اليوم. وفي اول رد على تصريحات الرئيس صالح، قال محمد السعدي مساعد امين عام التجمع اليمني للاصلاح المعارض: "ننظر الى هذه المبادرة على انها تطور ايجابي، وننتطر الخطوات المقبلة." وفيما يخص تظاهرة "يوم الغضب" قال السعدي: "التظاهرات ستنطلق في موعدها وستكون منظمة وسلمية، لتمكين الشعب من ايصال صوته والتعبير عن تطلعاته