فيها عشنا وفيها ولدنا ومرت منّا الأعوام. ومن عام يليه أخر نراقبها ونشاهدها عاما فعام. ونقف على أتلال أمال تمنتها قلوبنا وسكنت الزحام. وتبكى العين فى وحدة زمن قاسى وتقول أه منها الأيام. وتخّط بريشتك حلم حياتك فهل تدرك كل الأحلام. وتعيش العمر كله تبحث ولا تئن ولا تعلن الإستسلام. قدر يقودك نحو ما تمنيت وأه من قدر بنهايته ظلام. فيا من تهيم فى دنيتك ونسيت أن لكل قلب غرام. أقبل ولا تسل عمّا مضى وعش قدرك وشيّد كل حطام. فأنت وأنا مسافرين دائما فى ليالى نست المنام. وأه منها الأيام عندما تهدم وتسكنك أشواقا لها ألام. كم منّا عاش عمرا وفيه لم يئن لأى استسلام. وها هو الزمان يداهمنا ونعيش فيه ولا لأى أعلام. محبرتي لا تجفّ كون دموعها سقاية من هم عظام. ونبضاتي لا تنتهى كونى ولدت فى قوم هم الكرام. ودونت من أناملي رحيق زهور أحزنتها الأيام. ووقفت فى ليلى ووحدتي وسكنت غربتى بلا وئام. ورأيت من الناس ما لم تراهم عين ولم تصفهم أقلام. ولم يكن من رأيتهم مجرد قلائل بل كانوا بالأرقام. فكم من كلمات حب دونت بصفحنا فكانت أرق كلام. أه منك يا عمرى ألم تعلمني يوما أن أكون الحسام. لا أهاب غد ولا أخاف من حاضر وأن أعبر بسلام. واليوم سجين أنا فى براثن الشطئان بلا إهتمام. بات درب الحياه سرابا منه الهروب وفيه الأوهام. قدر يقودك لقدر وأه منها الدنيا عندما تعاند الأحلام. تئن فى صمتك فالصمت لغه لا يعييها أى أحد همّام. وتقف وفى عينيك بحورا عميقه فيها تطوى الأثام. فعشت وسأعيش أقولها فى صمت قلبى أه منها الأيام. وأه منك يا عمرى ويا قدرى فقد سكبت بدموعى ألام. وبت وحيدا فى صمت الليل أناجى فلليل دوما سلام. ولدعوات قلوبنا ربا عظيما وعدنا بأن لا يغفل أو ينام.