من ذا الذي يبكيكي؟ هل الذي بحنوهِ يفديكي ؟ فتشتكي الأنفاس من آهاتٍ ثائرة و من صدورٍ ضائقة و لكن بالإيمانِ عامرة يا جرحَ القصيد و الشوقَ المديد عيونكِ ما زالتْ ساهرة أطبقَ الخريفُ على ملامحك و رسمَ أوراقَهُ الجافة على ربيعِ مقلٍ ناظرة و اكتنفت الفؤاد حسرة تطوي بعد المسافة بلهفةٍ لصورةٍ مسافرة و حتى لو اطبقتْ الجفون بالأرقِ والأوراق و اعتلتْ الوجنات شحوبَ الليالي الحالكة ستبقى أضواءٌ باهرة تشعُ بومضاتٍ لترسمَ جهةَ الطريق وحدودَ المكان رُغمَ الظروف القاهرة و أنا بانتظارِ البهاء ليتجلى في دفاتري لأروي ظمأي منه في سطور بالحب عامرة و بطفحٍ على المحيى يرتسمُ بالبسمات تُجَلي أشجان اتقدت من أفكارٍ كانت زائرة ليعودَ النبضُ في القلب فينسابُ الدمُ سلسا في شريان الحياة فتنتعشُ القوى الخائرة