بقلم محمد غالية فى الآونة الأخيرة أصبح متنفس الكثير فى قراءاتهم هو الشعر العامي ، والمقالات الساخرة ، لتقل بصورة ملحوظة المقالات الاجتماعية والسياسية والتحليلية ، ولتتحول كافة الموضوعات الى السخرية منها وفقط سواء بالشعر العامى أو المقالات الساخرة ، فى البداية أنا من أكثر المتابعين لهذين اللونين وأحترم بشده كافة الكتابات واعرف جيدا دور الكتابة الساخرة فى مجتمعاتنا ، ولكنى ناقم على اختفاء الكتابات التحليلية الجادة والتى أصبحت عبئا على الكثير بعد أن فروا منها ، أو دخل فيها من جعلوها عبئا أكبر على الناس ، فزادوها صعوبة على القارئ وأثقلوه بهم ما يكتبوه وهم ما يطرح من قضايا ؟، لذا أصبح المتنفس الوحيد هو الكتابة الساخرة حيث يجد الجميع ضالته بين خفة العرض وسهولته وبين متابعة القضية ، ولكن أصبح الكاتب كعارض على خشبة المسرح فى مسرحية كوميدية يعرض قضيته ليضحك الجميع ثم يعودوا وكأن شىء لم يكن ، لن أدعى بان الكتابات التحليلية التى تبنى على معلومات دقيقة ونظرة عميقة تحل المشاكل والأزمات ولكن على الأقل هو لون يستحق أن يبقى أكثر وأن يهتم به أكثر وأن يعود الشباب لمتابعته من جديد ، وأن لا تتحول الكتابة إلى وجبات سريعة (تيك أواى) ، فنبحث عن الشعراء ممن يجيدون الإلقاء والساخرين ممن يجيدون رسم البسمة على شفاهنا ، متناسيين ما يتم أدب الكتابة ما بدأه السابقين من بلاغة الكتابة وروعة البيان ، فهذا لم يتضح سوا فى الكتابات التحليلية الجادة الناقضة وفقط . دعوة للتأمل فى الكتابات الحالية .