...اعبر المز لقان يوميا انتبه إلي زيه الجميل وشارته والاضاءات الفسفورية علي جوانب صدره ممسكا بيده عصاته المضيئة, دوما يبتسم تعبر السيارات يمينا ويسار في انتظام, لم يكن يشاكسه غير عربات الكارو تأتي يسارا ويمينا عكس السير يندفع بعض منها عابرا المز لقان من منتصفة من حارة القادمين ا لي البلد إلي حارة الخارجين في" بنها" التي تحتوي علي خمس مزلقانات وتسعه كباري وثلاثة أنفاق تضطرب بها حركه المرور لأقل سبب ,بدأ من هذا المزلقان الذي يعبر إلي شارع سعد زغلول الواقف شامخا في ميدانه الجميل,فتتلبك الحركة المرورية حيث لا يوجد أرضيه مستوية فتتعثر عجلاتها. لكنه سريعا ما يتقدم معنفا العربجي ويوبخه ويدفع معه العربة كي تعبر من علي قضبان السكة الحديدية . القي عليه السلام واعبر من جواره لم يك يعبا بي أبدا لا يلفت نظره غير السيارات بحركتها كان إذا دق جرس المز لقان يندفع إلي الجنزير واضعا حلقته الحد يديه في القائم اليمين ليوقف القادمين ويتجه للاخري ليضعها ولا يعبا بصوت أبواق السيارات التي تنبهه للانتظار , من حوادث سابقه يسرع ولا يهتم فقد تأخر صديقه عبدا لستار في وضع السلسلة واندفعت سيارة نقل كبير ه لتعبر ولحقها القطار السريع فتناثرت اشلاءا . كان حريصا حرصا لا يجلوه حرص يقف دوما منتبها طوال ساعات الصباح حتى ميعاد مغادره المكان وتسليم الوردية .كان يدهشني التزامه الحديدي بالزى وهندامه ونظافة جلده و مظهره الذي نبأني انه تأنق كثيرا كي يخرج من منزله .تغيب أياما طويلة فعرجت فضولا اسأل عنه .تقدمت منه وهو يرفع جسده بعد انحنائه خفيفة لالتقاط عمله معدنية صفراء لامعه .ألقاها سائق النقل علي الأرض بجانبه. ..هو عم ........فين ؟ أه... الرقيب عبدا لشهيد !! أترقي مسك مز لقان قليوب . تراجعت مندهشا من أمامه, جيب سترته منتفخ بالعملات المعدنية ورائحة عفنه تنبعث ملابسه, ولم افهم العبارة التي قالها معقبا علي , ولا أبعاد الكلام لدرجه أني ظللت أراجع تقاسيم وجهه وهو يرد وانتبهت لضحكه صفراء علت وجهه وأنا أغادر منصرفا .