بقلم د. عبدالبارى خطاب ذكرني كتابات الشاعر الرقيق محمد الرمادي سواء الشعرية أو النثرية بدرس مبهر في العلوم بالمدرسة الإعدادية , فحين تطرق الشوكة الرنانة تصدر عنها أنغام , ونتيجة لترددها تبدأ باقي الشوك الرنانة في محيطها بترديد نفس النغمة تلقائيا . فمن يقرأ للرمادي يشعر بترددات كتاباته علي أوتار القلب مباشرة , استجابة لتلك الشحنة الوجدانية التي يقول هو " أنه كتبها , أو ربما هي كتبته " . هذا الكتاب " الحب الذي كتبته " , يصنفه الكاتب بخواطر إنسانية , وإن كنت لا أميل إلي تصنيف الأعمال الإبداعية تحت قوالب نقدية جامدة , حيث أن النص السردي الإبداعي قد تطور في الفترة الأخيرة بقفزات هائلة , فامتزجت القصيدة بالقصة , فيما يعرف بالقصة القصيدة , أو القصيدة القصة . وفى هذا السياق نجد أن الصورة قد أصبحت جزأ من النص السردي , وكذلك دخلت الموسيقى كعنصر آخر يمتزج مع السرد والصورة , وذلك بفضل نشر الأعمال الإبداعية علي الإنترنت وتطور تقنياته ..... يهدي محمد الرمادي كتابه " الحب الذي كتبته " إلي " الحورية بنت النور التي حطت علي قلبي في غفلة من الزمن فبدأت معها الحياة " . وهو بهذا الإهداء يحيل القارئ إلي آفاق جديدة في الكتابة , تتعامل مع الوجدان مباشرة , في حميمية رائعة ما بين الكاتب والقارئ . وفي مقدمة الكتاب يمزج الكاتب ما بين كتابه السابق " الحب الذي كتبني " وهذا الكتاب " الحب الذي كتبته " وكأنه يوضح للقارئ سلفا أنهما نصا واحدا , بل يجعل القارئ مشاركا له حين يقول " فإن أعجبتك فقد كتبتك " , وهي مقولة عميقة وذكية من الكاتب , حيث أن القارئ يعيد في وجدانه كتابة النص السردي الذي يعجب به . تتنوع حكايات الكتاب في رشاقة مابين الوجداني , الواقعي , الوطني والفلسفي بلغة سهلة وسلسة التداعي , وتتميز في أغلبها بالتشويق وخفة الظل , في تناص أحيانا مع كتابات عبد الله النديم , بيرم التونسي ومحمود السعدني , وهو تناص محمود , فالكاتب بطبيعته المرحة يسبح بمهارة في هذا التيار الإبداعي , مع الحفاظ علي سماته الإبداعية المتميزة . لقد سعدت بقراءة هذا الكتاب , سعادتي بمعرفتي بالكاتب الشاعر الرقيق محمد نجيب الرمادي