زمان وإحنا لسه صغيرين كان كل طموحنا أحلام وآمال صغيره لعبه بسيطه نتسلى بيها أى حاجه حلوه تسكتنا لو بكينا أو صرخنا حتى لو كان بكانا صراخ وعويل فى الحال نتبسم بالشفايف كأن ضحكتنا ملازمه شفايفنا من يومين حدوته يحكيها الجد أو الجده فى الحال نغمض عنينا كأن النوم مزارناش من ليلتين براءة اطفال أحلامهم صغيره قلوبها بيضا ملايكه فى صورة بنى آدمين براعم زهور فى بستان الحياه عبيرها فواح وعطرها جميل سنه إتنين تلاته أربعه يعدوا بينا نكبر زى الاغصان لما بتزهر ترعرع الزهور وتكبر تبقى فوق الأغصان ورود بكل الألوان جميلة الشكل والمظهر تخلى للبستان بهجه تفرح القلب الحزين إللى عمره خمسه وإللى عمره ست سنين ودى كانت أيام الربيع ودخلنا المدراس كنا فرحانين حاجه جديده علينا مريله وشنطه فيها قلم وكراسه وشراب إبيض وجزمه حاجات بسيطه بس ليها بهجه وفرحه لما يجى الليل علينا كنا نحلم إمتى نصحى من الصبح بدرى فى الشوارع فرشات بتمرح نازلين من بيوتنا فرحانين دخلنا حوش المدرسه شويه رن الجرس وقفونا طوابير أول حاجه علموهالنا النظام تانى حاجه قالولنا صفا إنتباه تالت حاجه تحية العلم تعظيم سلام وحفظونا نشيد الله أكبر الله أكبر الله أكبر فوق كيد المعتدى وبلادى بلادى لكى حبى وفؤادى وأناشيد وطنيه كتير كبرونا وإحنا لسه صغيرين حمسونا قبل الآوان زى ما تولع النار ف الفتيل ودخلونا الفصول وعلمونا ألف به وحساب وجغرافيا وتاريخ طويل سنه ورا سنه وصلنا سنه ساته وبعديها الإعداديه والثانويه ودخلنا الكليه وإتخرجنا دكاتره ومهندسين أساتذه مدرسين محامى وكيل نيابه أديب صحفى كاتب صنايعى محاسب عسكرى ظابط ومهن كتير طموح كبير بعد ده كله نزلنا لدنيا الواقع الأليم وإبتدت حياة الرجوله ما بين حيطه كبيره وسد سادد الدنيا علينا حاجبين عن عنينا نور الشمس لما خلوا نهارنا ليل وإحنا كنا بنذاكر الدروس وكل واحد نفسه فاكر هياخد الشهاده ويبقى حاجه كبيره يعنى كله كان بيحلم وكانت الأحلام تاخدنا لدنيا جميله وظيفه محترمه وماهيه كبيره وبيت صغير مع عروسه جميله ولما خلصنا ونجحنا قولنا خلاص كده إرتاحنا من السهر طول الليل فى الدفاتر ووجع العين والإمتحانات وظهور النتيجه خلاص حطينا رجلينا على أول السلم ودرجه ورا درجه نبقى حاجه كبيره أتارى السلم درجه عالى ميطلعهاش غير الأعالى إللى معاه واسطه وإللى يقدر يدفع الفيزيتا يعنى عايز تتوظف يبقى لازم تدفع فلوس كتيره وماتت الأحلام فينا ناس إختارت القهوه وناس هجت على بره وناس دخلت المصحه بأمراض خطيره إللى رضى بالإهانه وإشتغل أى شغلانه شيال ديلفرى وإللى ينضف الشوارع وإللى نصبوا عليه أخدوا فلوسه أخدوا التحويشه فلوس كانت لجهاز العروسه فلوس كانت أمهاتهم محوشاها تنفع فى أوقات المتاهه أو كانت نفسها فى عمره أو تحج الحجه الكبيره ولما ركبوهم السفينه فى عرض البحر غرقوهم طموح الشباب ضاع مع البطاله ورعرعت البطاله بدرجه كيره إحنا إتعلمنا ليه علشان نسكن البيوت ولا علشان نموت ياه على الأحلام لما تبقى أكوام تراب ورمال موجة بحر تجرفها أو عواصف هوا تدريها حفظتونا الأناشيد القوميه رددناه بحماس كنا بنكتم الأنفاس من الدموع الغزيره وقولولنا أهم ما فى الحياه الشرف والأمانه إنت المستقبل إنت الخميره وزرعوا فينا الأحلام وقطفوها قبل الآوان وسبونا غرقانين فى الأحلام عايشين بالأوهام تايهين محتارين مابين إللى إتعلمناه ومابين الواقع المر الأليم