لم يعد الاهتمام بالجمال والبشرة قاصرا على المرأة فحسب، بل ان الرجل العصري اصبح يولي اهتماما كبيرا لمظهره والعناية ببشرته وشراء مواد التجميل من كريمات وغيرها، التي تنتج من اجل الرجال بشكل خاص. وقد اظهرت ابحاث التسوق ان مبيعات منتجات التجميل الخاصة بالرجل حققت ارتفاعا كبيرا، وان نسبة شراء المنتجات التي تصلح للجنسين زاد شراؤها من قبل الرجال ايضا. فقد اوضح استطلاع لشركة ابحاث التسوق «انفورميشن ريسورسنز»، ان الرجال يشترون الى جانب منتجات الحلاقة ومزيلات رائحة العرق وجل الاستحمام، منتجات العناية بالوجه والكريمات التي تستخدم لاخفاء آثار تقدم العمر ومنتجات العناية بالشعر بالاضافة الى الكريمات التي تستخدم لتسمير أو تلوين البشرة. واكدت ابحاث السوق ان مبيعات منتجات التجميل الخاصة بالرجل، حققت بشكل عام ارتفاعا كبيرا في المانيا، وبين استطلاع آخر اجري في سبع مدن صينية ان اكثر من ثلث الرجال ينفقون اموالا لشراء منتجات التجميل كل شهر، اما في هولندا فقد كشفت دراسة ان الرجال يقضون وقتا اطول من النساء امام المرآة. هذا الاهتمام المتزايد من الرجال بالوسامة والتجميل والعناية بالبشرة ليس قاصرا على الرجال الغربيين، فقد اصبحنا نقرأ ونشاهد اعلانات الصالونات الرجالية عن خدمات تنظيف البشرة والسنفرة والعناية بالاظافر، بشكل اصبح ينافس الصالونات النسائية، بل ان بعض البائعات في مراكز التجميل حدثنني عن اقبال متزايد من الرجال على شراء مستحضرات بتركيبة بشرة الرجل سواء لتقشير البشرة أو ترطيبها، أو حتى كريمات مضادة للتجاعيد أو كريمات لتلوين الجسم والوجه باللون البرونزي وغيرها. البعض اصبح يعتبر هذا العصر هو عصر تجميل الرجل، وهذا يعكس ثقافة جديدة ونمطا حديثا لاهتمام الرجل بوسامته ومظهره. لكن هناك رأي آخر يعتبر هذا الاهتمام سلوكا غير سوي وتنعيما لرجولة الرجل التي يجب ان تبقى خشنة. ومن مؤيدي هذا الرأي جاسم العبيد الذي اجاب عندما سألته عن الكريمات التي يستخدمها للعناية ببشرته: لا يمكن ان نتحدث عن الرجولة اذا تحدثنا عن الكريمات، فهي للنساء فقط، واعتقد ان اتجاه الشباب اليوم لاستخدامها سببه الرفاهية الزائدة وكثرة الفلوس. الشيء التجميلي الوحيد الذي افعله هو صبغ شاربي، اما الامور الاخرى التي ارى الرجال والشباب يقومون بها في الصالون، مثل تنظيف البشرة أو عمل باديكير للاظافر، فهي لا تعجبني أو ترضيني.