بقلم رمضان الحلواني الشرطة فى خدمة الشعب .... الشرطة فى خدمة سيادة القانون .... الشرطة والشعب فى خدمة الوطن ... هذه مراحل تطوير شعار وزارة الداخلية المصرية .. أولا الشرطة فى خدمة الشعب (( كيف للشرطة أن تكون فى خدمة هذا الشعب الحقير)) فتحول الشعار الى الشرطة فى خدمة سيادة القانون (( أيه الفرق .. القانون لا يفرق ما بين مواطن حقير وأصحاب النفوذ )) فتحول الشعار الى الشرطة والشعب فى خدمة الوطن (( آه هو ده .. شعار مطاط ممكن نمرمغ به كرامة هذا الشعب الحقير )) هذه هى مراحل تطوير هذا الشعار .... ما جعلنى أكتب فى هذا الموضوع وما أثار حفيظتى هو ما حدث أمامى فى هذا الاسبوع من تجاوزات لضباط الشرطة وكيفية التعامل مع افراد الشعب المسكين وكذلك مع أصحاب النفوذ والسلطة .. الحدث الاول ... سائق تاكسى يحتك بسائق دراجة بخارية .. وتحدث مشاجرة قام على أثرها طعن سائق الدراجة البخارية لسائق التاكسى بمطواه وفر هاربا ... قام معاون المباحث ( ضابط الشرطة ) بمداهمة منزل سائق الدراجة البخارية للقبض عليه .. لم يجد بالمنزل غير سيدة مسنة هى والدة سائق الدراجة .. فحاول أقتيادها الى قسم الشرطة بدلا من أبنها .. السيدة المسنة البسيطة إنهارت من الطريقة الارهابية لضابط الشرطة فلم يقدر على حملها هو ومن معه .. فأخذ جواز سفرها التى جهزته للذهاب الى الاراضى الحجازية لتأدية فريضة الحج التى كانت تحلم بها من أعوام كثيرة حتى أتت لها الفرصة للسفر فى ثانى يوم حدوث هذه المشكلة .. تلاشت أحلام السيدة المسنة فى السفر الى بيت الله الحرام ما بين وليدها الهارب وبطش ضابط الشرطة الذى قبض على جواز سفرها بدلا من القبض على وليدها الهارب (( مبررا بذلك عجزه عن القبض على الهارب )) تدخل أولاد الحلال لتلحق السيدة العجوز البسيطة التى كل أملها زيارة بيت الله الحرام لأحضار جواز السفر دون جدوى رغم كل التوسلات لضابط الشرطة .. حتى ظهر رجل ذو سلطة ونفوذ وأحضر لها جواز السفر بكل سهولة ويسر (( الشرطة فى خدمة أصحاب النفوذ ) وذهبت السيدة الى الاراضى الحجازية بعد تدخل صاحب النفوذ (( يظهر عايز يدخل الانتخابات )) ..الى متى يظل جهاز الشرطة المصرية جهاز وجد لترويع المواطنين الآمنين فى منازلهم .. الحدث الثانى ... عميد شرطة يقف أمام مجلس الدولة هو وطاقمه المكثف فى هذا المكان بسبب الاعلان عن قائمة المرشحين للحزب الوطنى لمجلس الشعب فى أمانة الحزب الوطنى بالجيزه ... عميد الشرطة حب يعمل شغل بدل وقفته على الفاضى .. قام بسحب رخص السيارات على الفاضى والمليان فوجد ضالته فى توسل أصحاب الرخص دون جدوى حتى وجد سيارة تقف صف ثانى فطلب الرخص من السائق ورفض السائق بحجة انه ينتظر سيادة المستشار .. صمم عميد الشرطة على سحب الرخص من السائق فقام السائق بطلب المستشار الذى جاء على الفور وحدثت مشادة حامية بينه وبين العميد أنتهت الى طلب الونش لرفع السيارة عندها تجمهر عدد كبير من المحامين وأتضح بعد ذلك أن سيادة المستشار عضو مجلس نقابة المحامين وبعد تدخل السيد نقيب المحامين المتواجد فى نفس اللحظة والذى قال باللفظ لعميد الشرطة .. أترك السيارة وبلاش تكبر الموضوع علشان أنت مش قد كده .. أمتثل عميد الشرطة لتهديد سيادة النقيب وترك السيارة وصب جام غضبه على باقى المواطنين البسطاء الذين ليس لهم نفوذ أو سلطان .. الى متى تظل صورة رجل الشرطة هى صورة البلطجى المفترى الذى لايستطيع أحد الرد فى حضرته أو النطق بما لايكون على هواه والى متى سيظل رجل الشرطة خادم لأصحاب النفوذ والسلطة .. مع الأسف اصبحت هذه هى الحقيقة بحيث تحولت الشرطة من محافظ على أمن و أمان المواطنيين الى و سيلة للأرهاب و البلطجة و أصبحت هى الذراع الحديدية التى تضرب بها الحكومة أيضاً كل من تسول له نفسه الاعتراض على أوامر سيد قراره .