جلس وحيدا علي كومه التراب ينتظر قدومها ,تبدو من بعيد كُتله كبيرة من السواد تكبُر وتكبُر , يستظل بالتوتة ,بجوار ترعه الفلفله, هدأ جسده من تعب الخوف الذي ألم به وهويتلقي خطابها إليه ,وجد من يفتقد عبيرها , بدأ وجهها المشْرق نورا يبهج من يراه,تُداري نصف وجهها بغطاء رأسها , مد يده يسلم عليها, تركت يدها لعناق يديه, لكنها تلفتت كثرا علي ما حولها,همس إليها لا تخافي نحن في ابعد مكان عن قريتنا . هَجرتْ القرية منذ سنوات خرجت مع أسرتها بعد أن صحت القرية ليلا علي صوت أبيها يصرخ في شوارع القرية يجري خلفه ثلاثة رجال كان عاريا لا يستر جسده شيء ,امسكوا به في شارع دير الناحية, لجأ إلي منزل الشيخ راغب مستجيرا من الموت وقف مطاردوه حول الباب حتى حضر أهل البلد. والشيخ يؤكد له انه لن يجعلهم يطالوه قبل أن نتأكد من الواقعة .عندما اجتمع الخلق وتجمهر النائمون ,جاء العمدة ملتحفا بردته العتيقة , ساخطا علي ما يحدث ,وموجها كلامه للمطاردين . كنتوا قتلتوه ابن الرفضي وخلصتونا منه. ,بدا التحقيق من طرف واحد, حكي الثلاثة روايتهم ,كيف سمعوا ضجة وجلبه بالمنزل المهجور المجاور لهم ,ولما خرجوا لمعاينه المكان وجدوا صالح بفاحشته داخل المنزل عاريا . هجمنا عليه لنمسكه هرب, فركضنا خلفه ,إلي أن دخل منزل الشيخ ,التفت إليه العمدة وحكم سريعا عليه, تخرج من هنا علي دارك تلم عيالك ومراتك وتخرج م البلد. ثمن بيتك والفدان أهُم واخْرَجْ من سيالته المبلغ فورا , أرتضي الجميع بالحكم , وهتف الجالسون. عدل يا عمده والله , الحمد لله انك هتطرد الفاجر ده من البلد, وكمان تغرم فلوس , والله مايستاهل إلا ذبحه" الرمة ده" , خرج في حراسه خفر القرية جمع أولاده وزوجته وذهب , كانت تبكي وهي تروي ما حدث لآبيها . ,طلبوا أبيها للسهر معهم, رتبها له العمدة وحاشيته . الفدان اللي حيلتنا علي الطريق طلع في المباني . ولما رفض أبي بيعه له , دبروا له التهمه دي وقلعوه هدومه غصب .بكت وهي تسرد ما حدث وبكي معها , تسلم منها عنوانهم في مستقرهم الجديد ,ودعها ورجع للقرية حمل إغراضه وودع أهله وعزم أن يستقر بجوارها .