بقلم داليا كامل " من عصور جميله مضت كان هناك مسرحية للفنان الراحل فؤاد المهندس اسمها السكرتير الفني كان يقوم فيها بدور مدرس جغرافيا بمدرسة ابتدائيه ويقول للتلاميذ أن الارض بتلف فيأتيه ولي أمرغير متعلم يعمل كبائع سمك ويعاتبه على ذلك قائلا.. ازاي الارض.. بتلف؟ يعني افتح دكانى الصبح في روض الفرج وادور عليها العصر ألاقيه في.. باب الشعريه ؟! لكن المدرس الغلبان يصر على أن.. الارض بتلف، ويرد على بائع السمك قائلا.. لو ما كانتش الارض بتلف، ييجي منين تعاقب الليل.. النهار؟! الناظر يتدخل فى الحوار يطالب المدرس بأن يتراجع عن رأيه في ان الارض بتلف، فيرفض.. فيفصله، فلا يملك هذا الإنسان ذو المبادئ والمربى الفاضل و الغلبان أيضاً إلا أن يقول وهو يغادر المدرسة الارض بتلف و.. رزقنا على.. الله!! ايييه دنيا دواره ........و اظاهر إن الدنيا دواره بالفعل لكن أن ينقلب الحال هكذا و يصبح الناظر هوذاته من يُنتهك قدسيته و يُضرب بالشبشب ! قف للمعلم وفيه تبجيلا ًكاد المعلم أن يكون رسولا ....والناظر هو معلم أيضاً ينظم و يدير المدرسه و المعلمين و الحصص و المواعيد وله الحق فى ممارسه كافه سُلطاته .... لكن, فى خبر غايه فى الغرابه تم نشره بإحدى الصحف المصريه بتاريخ 28 سبتمبر 2010 نصه: في واقعة غريبة قررت ربة منزل بشبرا الخيمة معاقبة ناظر المدرسة التي التحق بها نجلها لرفضه السماح لنجلها بدخول المدرسة لتأخره عن مواعيد الحضور فانهالت علي رأسه بالشبشب أمام الطلبة والمدرسين فتحرر ضدها محضر وأحيلت للنيابة التي تولت التحقيق معها بتهمة التعدي علي موظف عام بالضرب والسب أثناء تأدية عمله. انتهى نص الخبر.. فى عهود مضت كنا نقول ان المعلم الفلانى عندما كان يدخل الفصل لاتسمع دبة النمله .. وبالإجماع ينال المعلمون كل الإحترام و التقدير بل و الهيبه أما الآن أصبح ( بعض و ليس كل ) المعلمون يسعون عن طريق طرق مختلفه سواء بعدم ايفاء الدرس شرحاً أو التودد للطلاب لإستقطاب اكبرعدد منهم للدروس الخصوصيه .. فسقطت هيبتهم و عُكست الأدوار و هل يمكن للطالب ان يحقق تقدماً وتفوقاً مع وجود مثل هذه العلاقة التى ينقصها أهم شئ ألا وهو احترام المعلم والذى هو مثلا أعلى وقدوه للطلاب ؟ من المذنب في هذا التردى ؟ المدرس المظلوم الذي إذا اعتمد على راتبه لن يجد العيش (الحاف) لاطعام اهل بيته؟ أم اولياء الامور الذين شجعوا ابنائهم على التطاول على معلميهم دون ردع ؟ أم هو إحساس الطلاب بالمراره من ردائه التعليم الحكومى و المرافق بالمدارس أم مشاكل أباء الطلاب الماديه و انعكاسها على نفسيه الطلاب مما يراه من انكسار فى عين أبويه من شده ضغوط العيش و احساسهم بالعجز أمام توفير العيش الكريم لهم.... أم كل ما سبق ذكره مجتمعا؟ يقول أرسطو في المعلم : « إن من يربي الأولاد بجودة ومهارة أحق بالإكرام من الذين ينجبونهم » و رائع ما تحدث به الدكتور طه حسين: " إنه ينبغي أن نطالب بالكرامة والطمأنينة للذين نأمنهم على إذاعة العلم والمعرفة في أبناء الشعب كما نطالب بالكرامة والطمأنينة للذين نأمنهم على تحقيق العدل بين الناس ." حينئذٍ نطالب المعلم بعطاء أكثر وأن يخلص لمهمته ويفصح لتلاميذه ويحتمل في سبيل ذلك المشقة والجهد والعناء .. و كما قال فؤاد المهندس فى مسرحيه السكرتير الفنى الارض بتلف و.. رزقنا على.. الله!! ايييه دنيا دواره