سوهاج – علي عبد الرحمن : الحاجة أم الاختراع .. فهي تدفع الانسان لأن يفعل المستحيل ليبتكر أي شئ يخرجه من محنته هذا ما حدث مع" راضي نجاح قلدس" من مركز طما بمحافظة سوهاج عندما كان طالبا بالصف الثاني الثانوي والذي كان يحلم أن يكون طبيبا لكن تفكيره الذي كان منصبا على الابحاث والاختراعات حال دون أن يحصل على مجموع الطب ودخل كلية التربية وكان عمه مريضا بالفشل الكلوي فبدأ راضي يدرس و يبحث عن أجهزة غسيل الكلى التقليدية ليبتكر ما هو أفضل منها ،وبالفعل إخترع جهازا للغسيل الكلوي لكنه لم يرى النور حتى الآن ، البداية كانت في صيف 1999 عندما كان راضي طالب بالصف الثاني الثانوي وكان عمه قد أصيب بمرض الفشل الكلوي ، بدأ يفكر في حل لأزمة عمه خاصة وأن جهاز غسيل الكلى المتاح باهظ الثمن وله من الاضرار الكثير ، يقول راضي أن والده كان مندوب صرف بوحدة الصحة بالقرية وعلاقته جيدة بالأطباء ومن خلاله بدأت أجالسهم وأستشيرهم في فكرة إختراع جهاز غسيل كلى بسيط وغير مكلف وليس له أضرار الجهاز التقليدي ورحبوا بالفكرة التي نالت إعجابهم . و شجعوني لأن أتقدم إلى أكاديمية البحث العلمي لتسجيل الاختراع ، نزل راضي على رغبة الاطباء وذهب لأكاديمية البحث العلمي وقدم الطلب مكتوبا بخط اليد وكان رد الاكاديمية بدرس في كيفية التقدم بطلب براءة الاختراع عن طريق كتابته على جهاز الكمبيوتر الذي كان نادرا أن يجده راضي بالقرية في ذلك الوقت ، ويقول راضي قدمت الأوراق مرة أخرى وتسجل طلب براءة إختراع برقم 383-4-1999 بإسم الكلي الإسموزية ، حضر راضي العديد من جلسات المناقشة بمكتب براءة الاختراع بالأكاديمية لكنهم كانوا يضعوا العراقيل أمامه في كل جلسة ، أضاف أنه بعد عام أرسلوني لفحص الاختراع وقالت له مسئولة المكتب أنها تتمنى سرعة تصنيع هذ الجهاز لأن زوجها مريض بالفشل الكلوي ،يفاجئ راضي بعد ذلك برفض طلبه في براءة الاختراع ، وقال راضي أن البعض نصحه بالسفر للخارج وعرض إختراعه لأن مكتب براءة الاختراع بمصر غير معترف به دوليا فهو مكتب محلي الغريب أنه رغم رفض طلب براءة الاختراع فقد توالت العروض المجزية على راضي للتنازل عن فكرته كان منها منحة دراسية بالخارج لكن والده رفض ذلك كما أنه تعرض ووالده لحملة تشويه لدرجة محاولة قتل أبي أكثر من مرة ونقله من عمله ، وعن فكرة الاختراع يقول راضي في البداية هناك طرقتبن للغسيل الكلوي لكل منها عيوبها فمريض الطريقة الاولى" التقليدية " لا يستطيع عمل أي مجهود ولو متوسط كما أنه يحتاج لكميات كبيرة من الدم غير أنه مكلف للغاية ، الطريقة الثانية أو ما تسمى بالغسيل الغشاء البريتونى و هي متبعة أكثر بدول أوربا فهي تضر بالغشاء البريتوني لجسم المريض والفكرة الجديدة تتلاشى هذه العيوب فهي تعتمد على الطريقة الإسموزسة في إنتقال المواد الخام من وسط إلى آخر وضخ الدم بكميات بسيطة مما يحول دون إحتمالية حدوث عملية التجلط التي يمكن أن يحدثها الجهاز التقليدي ويقول راضي أن الفكرة تتبلور في جهاز صغير الحجم يقوم بعملية الغسيل ثلاث مرات إسبوعيا في أي وقت وتحت أي ظروف كما يتيح للمريض ممارسة أي عمل أثناء عملية الغسيل ، ويستخدم الجهاز مواد مرنة وناعمة مما يسمح بمرور الدم دون أن يحدث به أي إضطرابات لكن راضي يندب حظه فحتى الان لم يسجل إختراعه ويقول أنه على إستعداد أن يتنازل عنه لأي شخص شرط أن ينفذه في مصر لخدمة مرضى الفشل الكلوي في مصر .