فيديو كيف تتلذذ بالصلاة..معنى الرحمن الرحيم الواقع - خيري منصور في أعظم سورة نقلنا الله من حمده على ربوبيته للعالمين إلى رحمته بالعالمين لماذا جاء بعد { الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ } قوله تعالى : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ?? يقول الشيخ بن عثمين رحمه الله : إن ربوبية الله عز وجل مبنية على الرحمة الواسعة للخلق لأنه تعالى لما قال رب العالمين ، كأنّ سائل يسأل : ما نوع هذه الربوبية ؟؟ هل هي ربوبية أخذ وانتقام أم ربوبية عطاء وإنعام ؟؟ فقال بعدها ربي : { الرحم...ن الرحيم } فما الفرق بينهما؟ الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة ولهذا جاء على وزن فعلان و فعلان في اللغة تدل على السعة . الرحيم : هو الذي يوصل الرحمة إلى عباده ولهذا جاءت على وزن فعيل الذي يدل على الفعل قال ابن القيم : ألا ترى أنهم يقولون غضبان للمتلئ غضباً ، وحيران لمن مُلئ بالحيرة؟ ولهذا ما قرن الله استوائه على العرش في كتابه الا وقرنه باسم الرحمن قال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } قال ابن القيم : فاستوى على العرش باسم الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها ، والرحمة محيطة بالخلق قد وسعتهم قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شئ ) فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات .. فلذلك وسعت رحمته كل شئ الرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فالأول للوصف والثاني للفعل فالرحمن دال على صفته ، والرحيم دال على رحمته بخلقه قال تعالى : { وّكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } ورحمة الله تكون فيما منعك ، كما تكون فيما منحك لأن الله أعلم بمصلحتك منك قال تعالى : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَئْياً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَئْياً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلُمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } لذلك قال بعضهم : المنع هو عين العطاء لماذا يلي { الرحمن الرحيم } قوله تعالى : { مالك يوم الدين } ؟؟ يقول الغرناطي : الله عز وجل يخاطب عباده بخطاب الرحمة والتلطف والاعتناء ، فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم : { عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ } ، فقدّم العفو على ما ظاهره العتاب لكي لا ينصدع قلب النبي صلى الله عليه وسلم .. فكذلك تلطف مع العباد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال { الرحمن الرحيم } { مالك يوم الدين } ربنا تعالى لا يخيب أحداً رجاه ولا يطرد أحداً من رحمته بل بعض الناس يطرد نفسه من رحمة الله ، يرى طريق الرحمة فلا يسلكه ويرى بعينه طريق العذاب فيسلكه فهو الذي طرد نفسه من رحمة الله قال تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُورًا } ولو لم يعلم العبد أن هذا الطريق هو طريق الطرد ما طرده الله قال تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } بداخل الفيديو مشهد جميل جداً يصور جزء من رحمة الله التي ألقاها في الحيوانات ( مقطع رائع بحق ) قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) أري الله أنك تريد رحمته ، فإن الله يحب أن يرى من عبده سعياً إليه يقول تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } لأن الله يريد أن يرحمك : { وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } فهل سنسعى إلى رحمة الله ونسلك سبيلها ونتعرض لها ؟؟