بقلم رمضان الحلواني فى قراءة متأنية لأسباب زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان للأراضى المصرية نجد أن هناك هدف أستراتيجى غير معلن يبرر زيارة اردوغان لمصر . الهدف المعلن لزيارته والتي أتت في مستهل جولة تشمل أيضا تونس وليبيا .. هو تعزيز التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين مصر وتركيا بغية استثمار الثقل السياسي والاستراتيجي للبلدين في المنطقة لتحقيق النمو والاستقرار .. حسبما جاء في بيان أردوغان لكل وسائل الاعلام . وعندما نعود بالذاكرة الى الوراء ونتذكر كل محاولات تركيا وسعيه الدخول الاتحاد الأوروبي .. وهو الأمر الذي مكّن حكومة أردوغان من إجراء التعديلات اللازمة على كافة الأصعدة تدريجيا وصولا إلى أمور حساسة مثل الحجاب وأئمة المساجد والدراسة الدينية وتجريم الزنا بحجّة أنّ انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يتطلب مزيدا من الحرية والديمقراطية والانفتاح والإصلاح .. وبعد أن أنجزت تركيا كل ماعليها للانضمام إلى أوروبا .. نجد الاتحاد الأوروبي مترددا بل يغلب الرفض على قراره بالإضافة إلى صدور توصيات كثيرة تحث أوروبا على رفض انضمام تركيا للأتحاد ..ويبدو من خلال المعطيات المتوفرة حتى الآن أن الاتّحاد الأوروبي وإن رفض تركيا ..فإنه لن يعلن هذا الرفض بطريقة مباشرة وعبر المسئولين الرسميين لاّن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى مضاعفات سلبية خطيرة خاصة وأنّ تركيا تملك الكثير من الأوراق التي تستطيع أن تستخدمها فيما بعد في حال رفضها وبدون مبررات .. أبرزها الموقعالاستراتيجي لتركيا ودورها الإقليمي وهويتها الإسلامية . لذلك ترغب تركيا فى تأسيس علاقات وطيدة مع المسئولين الجدد للربيع العربي أو بالمعنى الدبلوماسي محاولة حصول إدارة أردوغان على دور مهم في رسم خارطة منطقة الشرق الأوسط حيث أن حكومة أردوغان تسعى ومنذ فترة طويلة للحصول على دور متقدم .. كما تحاول أنقرة الاستفادة من فرصة الربيع العربي في ظل الأزمة السياسية المستحكمة والمفتعلة حاليا مع إسرائيل دون ضياع الوقت .. وبذلكتقوم تركيا بالضغط على الاتحاد الأوروبى بورقة اعلان الدولة الاسلامية والتىرغم قبول أستقالة قادة الجيش التركى إلا أنه لم يتم الاعلان عنها .. كما قامت تركيا بأفتعال الازمة السياسية مع أسرائيل للضغط على أمريكا وبريطانيا ليقوما بدورهما بالضغط على الاتحاد الأوروبىلقبول عضوية تركيا حفاظا على علاقة تركيا بحليفتهما اسرائيل .. وهذا وضح فى تصريح أردوغان بأنه ليس له أى عداوة بالشعب الاسرائيلى وأن كل عداوته مع القيادة الاسرائيلية فى اشارة منه أنه من الممكن عودة العلاقات الى وضعها السابق .. كما قام اردوغان بمغازلة الغرب بتصريحاته أنه يود أن يقول للمصريين الذين يرون أن الهدف من العلمانية نزع غطاء الدين عن الدولة أو أنها كافرة أنتم مخطئون لأن الهدف من تطبيقها فى تركيا مختلف وهو احترام كل الاديان حيث أن الدولة لا تجبر أحدا علىدين معين .. وأن العلمانية إذا طبقت ذلك المفهوم فإن المجتمع كله سيعيش بأمان وعلمانية تركيا تجعلها تحترم الشخص الملحد لأن فى النهاية تركيا دولة قانون ..وهذه رسالة واضحة للأتحاد الأوروبى .. إما قبول إنضمام تركيا للأتحاد كدولة علمانية أو إعلان الدولة الاسلامية وإنشاء تحالفات عربية وإسلامية لتكون بداية للخلافة الاسلامية وهذا ما لا يطيقه الغرب .