على الرغم من الأضرار المعروفة للتدخين على الصحة، فإن أحدث التقارير الطبية الصادرة تشير إلى دور التدخين في حدوث أمراض لم تكن معروفة من قبل ولم تربط بالتدخين سابقاً، أعلنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية وتتخذ من ليون الفرنسية مقراً لها بأن علماءها قاموا بدراسة أكثر من خمسين دراسة طبية حول التدخين وآثاره الجانبية . قام بالدراسة أكثر من 29 خبيراً في اثنتي عشرة دولة ومن خلال التحليل المستفيض لهذه الدراسات أعلن العلماء أنهم توصلوا إلى نتائج قاطعة تشير إلى أن التدخين الإجباري أو ما يطلق عليه أحياناً التدخين السلبي وهو استنشاق غير المدخنين لدخان السجائر يؤدي إلى إصابتهم بالسرطان. وقد تبدو هذه النتائج مفزعة إذا ما عرفنا أن نحو 2.1 مليار شخص في العالم يتعاطون التدخين بصورة مختلفة سواء كانت للسجائر أو الغليون أو الشيشة أو حتى السيجار وغيرها من وسائل التدخين المختلفة . وتكمن الخطورة في أن الدخان الناتج عن التدخين يحتوي على أكثر من أربعة آلاف نوع من الكيماويات والغازات التي تحتوي إلى جانب كبير منها على غازات سامة من أبرزها وأخطرها غاز أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين, وقد أثبتت التجارب التي أجراها العلماء أن هذه الغازات السامة تدخل إلى جسم المستنشق للدخان وتؤثر فيه وتتفاعل معه مما يتسبب في إصابة الجسم بالسرطان على اختلاف أنواعه . ومن المعروف أن التدخين من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة في أوساط التدخين,وذلك من خلال الأمراض الكثيرة التي يسببها التدخين للجسم ومن أهمها سرطان الرئة الذي أظهرت الأبحاث العلمية أن التدخين مسئول عن نسبة 90% من الإصابة به,كذلك فإن للتدخين دوراً أساسياً في الإصابة بعدة أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الدم وعنق الرحم وغيرها. سرطانات جديدة يسببها التدخين صدر عن جمعية الجراحين الأمريكيين أن التدخين قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى غير المعروفة مثل أمراض الرئة والسرطان وأمراض القلب، فالتدخين قد يؤدي إلى أيضاً إلى سرطان البنكرياس، وسرطان الكلى، كما أنه يؤدي إلى ظهور المياه البيضاء في العين (الكتاراكت) وقد يؤدي إلى مرض اللوكيميا. ويقول الدكتور ريتشارد كارمون من هذه الجمعية:( إن السموم الناتجة عن التدخين قد تذهب إلى أي مكان في جسم الإنسان مع الدورة الدموية). وأضاف:( إننا نأمل أن إطلاق هذا التقرير قد يؤدي إلى تحفيز المدخنين للإقلاع عن التدخين، وإقناع غير المدخنين بعدم التدخين). وقد نشر هذا التقرير بمناسبة مرور أربعين عاماً على إطلاق أول تقرير مكثف حول مضار التدخين عام (1964م) الذي سلط الضوء على مضار التدخين في تلك الأيام، وقد كانت نسبة المدخنين في الولاياتالمتحدةالأمريكية في تلك الفترة 42% من البالغين، في حين أن النسبة الآن هي 22.5% . وقد توفي من جراء أمراض التدخين من عام 1964م وحتى اليوم 12 مليون أمريكي، وما زال التدخين يحصد سنوياً ما يقارب من (440) ألف شخص في الولاياتالمتحدة، ومما ذكر بالتقرير من أن الدخان ذا نيكوتين وقطران أقل يعادل الدخان العادي في نسبة إلحاق الضرر بالجسم. ومن النواحي الإيجابية التي وردت في التقرير أن التوقف عن التدخين يؤدي فوراً وعلى المدى الطويل إلى تحسن الدورة الدموية في الجسم ويقلل من نسبة التعرض لأمراض القلب وحتى لو كان ذلك التوقف بعد مدة طويلة من التدخين. وذكر التقرير بأن التوقف عن التدخين عن عمر 65عاماً يؤدي إلى تقليل نسبة الوفاة بسبب الأمراض الناتجة عن الدخان بنسبة 50%.