رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بعيد الأضحى المبارك    تراجع أسعار الذهب عالميا مقتربة من أدنى مستوياتها في شهر واحد    رئيس البورصة ل«المصرى اليوم»: جاهزون لاستقبال كافة الطروحات ولدينا شركات تحت القيد أسبوعياً    حملات مكثفة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية في الشرقية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    تجار الدواجن في الأقصر: الأسعار ستظل مرتفعة مع استمرار تخفيف أحمال الكهرباء    عضو ب«الشيوخ» يثمّن كلمة الرئيس السيسي بمؤتمر إغاثة غزة    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره من جنوب لبنان متأثرا بجرح أصيب به قبل أيام    الأهلى يطلب من منتخب فلسطين الملف الطبى للمهاجم أبو علي    جواو فيليكس: مستعدون لليورو.. والهزيمة أمام كرواتيا أعادتنا للمسار الصحيح    حازم إمام يصدم الزمالك في ملف نادي القرن الأفريقي    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    بزجاجات المياه.. أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بالقليوبية ينتظرون أبناءهم أمام اللجان    السكة الحديد: إجراء بعض التعديلات على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    وزيرة التضامن تتابع استعدادات تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية للمشاعر المقدسة    «نفوق 8 مواشي».. السيطرة على حريقين بمزرعة ومنزل في بني سويف (تفاصيل)    سائق «توك توك» و«حداد» يطعنان شخصين بسبب مشادات بينهم في سوهاج    وزيرة الثقافة تنعى فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما.. «رمزا للكاتب المبدع»    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد جمعيتين بالشرقية    الكويت: أكثر من 30 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق جنوب العاصمة    رئيس الوزراء اليوناني: تيار الوسط الأوروبي لديه الزخم للتغيير بعد انتخابات البرلمان الأوروبي    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    والدة طالب الثانوية الذي مُنع من دخول امتحان الدين ببورسعيد: «ذاكروا بدري وبلاش تسهروا»    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    محافظ أسوان يشهد حفل التخرج السنوي لمدارس النيل المصرية الدولية    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    ملايين الجنيهات، التفاصيل الكاملة لسرقة شقة الفنان تامر عبد المنعم    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    بدأ مشوار الشهرة ب«شرارة».. محمد عوض «فيلسوف» جذبه الفن (فيديو)    طفرة تعليمية بمعايير عالمية    مصطفى مدبولى يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى المبارك    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    ترتيب مجموعات أفريقيا في تصفيات كأس العالم بعد الجولة الرابعة    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    ناصر أبو بكر: 20 % من صحفيي فلسطين استشهدوا وأصيبوا فى حرب غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء سمير محمد غانم قائد المقاومة السرية في بورسعيد ل«الوفد»: شعب بورسعيد البطل الحقيقي للمقاومة السرية والشعبية لما قدمه من آلاف الشهداء
الذكري ال59 ل «عيد النصر»
نشر في الوفد يوم 24 - 12 - 2015

يحفل التاريخ المصري بكثير من أيام المجد والفخار والبطولات والانتصارات.. في الذكري ال59 ل«عيد النصر» يستعيد اللواء سمير محمد غانم أحد الضباط الأحرار وقائد المقاومة السرية في بورسعيد ذكرياته عن «عيد النصر» أحد الأعياد المجيدة التي نفخر بها والذي قال: إن البطل الحقيقي للمقاومة السرية والشعبية هو شعب بورسعيد الذي تحمل وحده عبء التصدي للعدوان وبما قدمه من آلاف الشهداء وقدم بطولات في الشجاعة والوطنية خلال 45 في ظل العدوان.
مؤكدا أن يوم 23 ديسمبر 1956، الذي تم فيه جلاء القوات المعتدية هو انتصار لصمود وإصرار الشعب المصري ونضال شعب بورسعيد ضد عدوان دولتين من الدول العظمي تساندهما دولة كانت ذيلا جبانا للعدوان وهي إسرائيل.
مضيفا أن المقاومة السرية قامت بتنفيذ 26 عملية هجومية علي الدوريات المعتدية وتنفيذ 4 عمليات هجومية علي المعسكرات وتفجير ملجأ الدبابات البريطانية واختطاف الضابط أنتوني مورهاوس وتصفية الميجور چون وليامز ونسف تمثال ديليسبس وقتل وجرح عدد كبير من ضباط وجنود العدوان.
كيف تم تشكيل قوات مقاومة العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956؟
- بعد تأميم قناة السويس بدأت انجلترا وفرنسا في التحرك ضد مصر فقام زكريا محيي الدين رئيس المخابرات العامة بتكليف بعض ضباط المخابرات الذين سبق لهم قيادة الكفاح ضد الإنجليز في منطقة القنال في 1953 و1954 قبل توقيع اتفاقية الجلاء وكانوا الصاغات محمد عبدالفتاح أبوالفضل وسمير عفرة وكمال رفعت ومحمود عبدالناصر ولطفي واكد واليوزباشي سمير محمد غانم كي يقوموا بإنشاء مراكز للمقاومة السرية ومعسكرات للتدريب في منطقة القنال ومحافظة الشرقية لمقاومة العدوان المتوقع، وتم انتداب الصاغ يحيي القاضي من القوات المسلحة لأنه من أهالي بورسعيد ليتولي قيادة المقاومة في بورسعيد،وتم الاتصال بالرجال الذين سبق لهم العمل ضد الإنجليز تحت قيادة المخابرات العامة وتم تنظيمهم مرة أخري وتسليحهم وإعدادهم للمقاومة.
وماذا حدث بعد احتلال بورسعيد وبورفؤاد؟
- عندما قامت القوات البريطانية والفرنسية باحتلال بورسعيد وبورفؤاد كان المفترض أن يظل رجال المقاومة السرية تحت الأرض في حالة سكون ثم يبدأ عملها بعد ذلك لأن الشعور الدافق للدفاع عن الوطن جعلهم يشتركون مع القوات المسلحة في محاولة لصد هذا الغزو الكاسح مما تسبب في إلحاق خسائر كبيرة في رجال المقاومة وفقد الأسلحة والذخيرة سواء التي كانت في أيدي رجال المقاومة أو ما تم ضبطه أثناء تفتيش سلطات الاحتلال المدينة، ثم تم سحب الصاغ يحيي القاضي، قائد المقاومة السرية لعدم اعتقاله لأنه معروف لدي أهالي بورسعيد.
قيادة المقاومة
ولهذا تم اختيارك بديلا له؟
- بناء علي ذلك سافرت الي القاهرة وقابلت رئيسي المباشر الصاغ حسن حلمي بلبل وطلبت منه السماح لي بالتسلل الي بورسعيد لإعادة تنظيم المقاومة السرية ووافق وتسلمت جهازا لاسلكيا صغيرا وتوجهت الي الإسماعيلية لإخطار عبدالفتاح أبوالفضل بأنني توليت قيادة المقاومة وطلبت من سيادته كيفية الاتصال بمن بقي من رجال المقاومة في بورسعيد.
وكيف دخلت الي بورسعيد؟
- أثناء إعداد نفسي للسفر طلب مرافقتي محسن لطفي كان من الفدائيين الذين أغاروا علي معسكرات الإنجليز عام 1951 قبل الثورة، وتوجهنا الي المطرية في سيارة اليوزباشي صلاح زعزوع وتقابلنا مع الريس عبدالمنعم صاحب مراكب صيد تتنقل بين المطرية وبورسعيد عن طريق بحيرة «المنزلة» وبالفعل تحركنا يوم 9 نوفمبر الي شاطئ بورسعيد بمنطقة «الأبوطي» فجرا ولبست أنا ومحسن جلاليب وأعطانا الريس عبدالمنعم سلة بها سمك لكل واحد وأعطيته جهاز اللاسلكي وطلبت منه توصيله الي مقهي كنت سأتوجه اليه حسب تعليمات «أبوالفضل»، وقامت القوات البريطانية بتفتيشنا ثم تركتنا.
وماذا دار في فكرك في هذه اللحظات؟
- أثناء سيري في اتجاه المدينة لم أكن أعرف ما الذي سأفعله ومن سأقابل ومن أين أبدأ لأني كنت مقبلا علي مسئولية خطيرة وهي إمداد القاهرة بالمعلومات عن قوات الغزو والقيام بعمليات المقاومة السرية التي يلزم إعادة إنشائها من الصفر في ظروف غاية في الصعوبة واتصالي عن طريق الصاغ محمود عبدالناصر وهو مسئول عن إمدادي بالأسلحة والذخيرة والمفرقعات وأي احتياجات أطلبها.
وكيف كان تقييمك للموقف بعد وصولك الي المدينة؟
- وصلت الي المقهي المحدد وقابلت حسن عوض مساعد الصاغ يحيي القاضي وأطلعني علي تقييم للموقف حول قوات الغزو وأحوال المدينة، أما المقاومة السرية فلم يتبق منها غير 5 أفراد هو أحدهم ومخازن الأسلحة والذخيرة ضبطتها القوات البريطانية أثناء تفتيش المدينة وكنت قد سلمت الصاغ يحيي سيارتين محملتين بالأسلحة قبل الغزو ب48 ساعة وكتبت تقريرا مختصرا عن آخر موقف في بورسعيد وعن قوات الاحتلال وأحوال المدينة وأرسلته باللاسلكي الذي وصلني ثاني يوم الوصول ولم أرسل أي معلومات عن المقاومة السرية المتدهورة خشية أن تلتقطها قوات الاحتلال وتحل رموزها الشفرية.
القوات المعتدية
وكيف بدأت التجهيز وإعداد خطة المقاومة؟
- عملت علي إعداد أماكن إيواء الفدائيين المزمع إحضارهم من خارج بورسعيد وكذلك أماكن لتخزين الأسلحة والذخيرة والمفرقعات،وقمت بتكليف الأفراد الخمسة الباقين من المقاومة السرية بالعمل علي الحصول علي المعلومات عن القوات المعتدية وتهريب الأسلحة والذخيرة والمفرقعات عبر بحيرة المنزلة ثم تشوينها في الأماكن التي جهزناها لهذا الغرض، وتجنيد أفراد من الأهالي الذين يسكنون بجوار المعسكرات والميناء لرصد تحركات القوات المعادية وأماكنها بدقة وتجنيد أفراد من الأهالي للقيام بعمليات فدائية ضد هذه القوات، وإحضار خرائط بورسعيد للمساعدة في تحديد أماكن القوات المعادية ووضع خطة للهجوم عليها.
وكيف بدأت المقاومة السرية؟
- كان عليّ أن أنتظر فترة طويلة قبل بدء أي عملية حتي أتم الاستعدادات السابق ذكرها في الخطة وتذكرت اليوزباشي مصطفي كمال الصياد من أهالي بورسعيد وكان يعمل في الشرطة وتعاون مع المخابرات العامة عامي 1953 و1954 في العمليات الإيجابية ضد قوات الإنجليز وكنت تعرفت عليه في مكتب مخابرات الإسماعيلية فذهبت الي منزله ووجدته ترك محل عمله بالإسماعيلية وتوجه الي بورسعيد ليدافع عنها وأخبرني أنه اتصل ببعض الأفراد الذين كانوا يتعاونون مع المخابرات أعوام 1953 و1954، وأنه ومعه هؤلاء الأفراد علي استعداد للقيام بأي عمل، وأنه يضع نفسه وهؤلاء الرجال تحت قيادتي واعتبرت هذا نجدة من السماء لأنه سيوفر وقتا وجهدا لإعادة إنشاء جهاز المقاومة من جديد وطلبت من مصطفي كمال ترتيب لقاء مع قادة هذه المجموعات للتعارف ولمناقشة أسلوب العمل وتم الاجتماع في 13 نوفمبر وتم الاتفاق علي البدء بعمليات هجوم ضد دوريات العدو ليلا خلال فترة حظر التجول وتم وضع خطة لكل عملية للهجوم والانسحاب السريع بعد إتمامها وتمت هذه العمليات وتسببت في إزعاج القوات المحتلة.
ومتي بدأ وصول متطوعين من خارج بورسعيد؟
- وصلت دفعة من المتطوعين الذين تم تدريبهم في معسكر الإسماعيلية يوم 16 نوفمبر 1956 وعلي رأسهم السيد مصطفي نادر واتصلت باليوزباشي مصطفي كمال وسلمته هذه الدفعة وكلفته بضمهم الي مجموعات المقاومة من فدائيي بورسعيد وتدبير أماكن للمبيت والإعاشة لهم، وتوالي إرسال المتطوعين بصورة تراكمية قبل توفير أماكن المبيت والإعاشة لهم مع أن القوات البريطانية كانت تفتش كل القادمين الي بورسعيد تحت سواتر الصيادين وكانوا يستولون علي نقودهم ومتعلقاتهم فتكون النتيجة أن أكون مسئولا عن أفراد دون فائدة خاصة أنه لم تكن وصلتني الأسلحة والذخيرة التي كنت أطلبها مع أن الأعداد الموجودة من الفدائيين من أبناء بورسعيد كانت كافية للقيام بعمليات المقاومة وهذا سبب لي إرباكا إداريا شديدا حاولت إيقافه بإرسال برقيات لاسلكية أطلب فيها إيقاف إرسال الأفراد والاختصار علي إرسال الأسلحة والذخيرة والمفرقعات المطلوبة ولكن اتضح أن هذا النشاط كان فرديا من بعض المواطنين.
شحنة الأسلحة
وما الذي كان يؤخر وصول شحنات السلاح؟
- أرسلت لي الرئاسة في القاهرة شحنة أسلحة وذخيرة ومفرقعات ولكنها سلمت خطأ الي وحدات الصاعقة التي كانت في بورسعيد، واتصلت بالملازم طاهر الأسمر من الصاعقة وطلبت منه تسليمي هذه الشحنة فأكد أنه لا يستطيع التصرف لأن قائد الصاعقة اليوزباشي جلال هريدي خارج بورسعيد ولن يستطيع تنفيذ ما طلبته دون أوامره فأرسلت الي القاهرة برقية أطلب شحنة أخري وأكدت عليهم مراعاة عدم تسليمها الي الصاعقة مرة أخري وبالفعل وصلت الشحنة المطلوبة وتم تخزينها وتوزيع بعضها علي رجال المقاومة.
كيف استخدمت القوات المعتدية المنشورات ومكبرات الصوت لتهديد المواطنين؟
- ألقت القوات البريطانية المنشورات بواسطة الطائرات وإلقاء البيانات باللغة العربية بواسطة مكبرات الصوت من سيارات تمر وتدعو العمال للتعاون مع سلطات الاحتلال وتدعو الصيادين للتوجه الي الميناء لأخذ تصاريح صيد السمك بالإضافة الي تحذير المواطنين من الخروج من منازلهم في مواعيد حظر التجول التي كانت تسري من الساعة الخامسة مساء حتي الصباح وقد تم اصطياد إحدي هذه السيارات وتدميرها وقتل من فيها.
كيف تم خطف الضابط أنتوني مورهاوس؟
- كانت القوات البريطانية قامت بأسر عدد من الضباط المصريين وكان يوجد تخوف من اصطحابهم أثناء الانسحاب الي «قبرص» طبقا لقرارات مجلس الأمن، ولهذا فكرت في اختطاف بعض الضباط البريطانيين للمبادلة بهم بالأسري المصريين وقامت مجموعة من المقاومة مكونة من محمد عبدالرحمن وطاهر سعد وحسن عثمان وأحمد هلال ومحمد إبراهيم سليمان وعلي زنجبير ويوسف إبراهيم وملازم شرطة متطوع عزالدين الأمير باختطاف الضابط أنتوني مورهاوس أثناء سيره منفردا في الشارع مستقلا سيارة ونقلوه الي أحد أقسام الشرطة حيث وضع داخل صندوق ثم خرجوا به من الباب الخلفي ووضع في سيارة علي زنجبير وتوجهوا الي أحد المنازل وتركوه في البدروم نظرا لقيام القوات البريطانية بحصار المنطقة وتسلل الخاطفون واحدا وراء الآخر خارج نطاق الحصار وتم إبلاغي بإتمام العملية وأخبرني مصطفي الصياد إذا ترك «مورهاوس» في الصندوق مدة طويلة سيموت فأجبته بأنني ليست لدي أي استعداد للتضحية بأحد من رجال المقاومة وعلينا أن ننتظر حتي ينفك الحصار وهو وحظه!!
العلامة خطأ
وكيف لم تجده القوات البريطانية وقد قامت بتفتيش المدينة بالكامل؟
- بالفعل قامت القوات البريطانية بتمشيط مجموعة المنازل في المنطقة وكان المنزل الذي أخفي فيه «مورهاوس» أحدها وكان أي منزل يتم تفتيشه يقوم أحد الجنود بوضع علامة «*» بالطباشير علي الباب، وقد قام أحد الجنود البريطانيين بوضع هذه العلامة خطأ علي باب المنزل الذي فيه «مورهاوس» دون تفتيشه وكان هذا المنزل هو الوحيد الذي لم تفتشه القوات البريطانية.
ولكن «مورهاوس مات في صندوقه؟
- نعم.. بعد رفع الحصار وجد الضابط أنتوني مورهاوس ميتا وتم دفنه في بدروم المنزل وموته كان نتيجة لإهمال زملائه في التفتيش وقد وجهت القيادة البريطانية إنذارا الي محمد رياض محافظ بورسعيد أنه اذا لم يتم تسليم «مورهاوس» حتي الساعة 12 ظهرا فإن القوات البريطانية ستدمر مدينة بورسعيد لأن «مورهاوس» كان له صلة قرابة بالعائلة المالكة البريطانية واتفقت مع المحافظ حتي نكسب وقتا وتهدأ السلطات البريطانية التي بدأت في إجراءات تعسفية ضد المواطنين بأن تخبرهم بأن «مورهاوس» في القاهرة وسيتم تسليمه قريبا علما بأن موعد جلاء القوات المعتدية كان اقترب وأصدرت تعليمات بإيقاف عمليات الخطف مؤقتا حتي تهدأ الأمور لأجنب شعب بورسعيد أي متاعب جديدة.
وكيف تمت تصفية ضابط المخابرات البريطاني الميجور «چون وليامز»؟
- الميجور چون وليامز كان يعمل في مصر بالمخابرات البريطانية بالإسماعيلية أثناء الاحتلال البريطاني وكان يجيد اللغة العربية وعاد مع قوات الغزو الي مصر لكي يقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به من قبل، ونتيجة تحركاته ونشاطه أدي الي القبض علي بعض الضباط في عيادة الدكتور «جودة» وكان يحاول الوصول الي رجال المقاومة ومخازن الأسلحة والذخيرة وأماكن أجهزة الإرسال التي استخدمها ووصلتني معلومات أنه يبحث عن اليوزباشي مصطفي كمال الصياد تحديدا باعتباره أحد رجال المقاومة البارزين، وطلبت من مصطفي أن يختفي عدة أيام حتي نتخلص من وليامز وقال مصطفي إنه لن يهرب من وليامز إلا أن يقتله أو وليامز يقتله.. فقلت له: إذن علينا تصفيته في أقرب فرصة لأنه أصبح يشكل خطرا علي جهاز المقاومة وتم تكليف السيد محمد عسران بالتعامل مع وليامز وانتظر «عسران» خروج سيارة وليامز من محل إقامته وتقدم إليه وقدم له ورقة وتركها تسقط علي أرضية السيارة وعندما انحني وليامز ليلتقطها ألقي «عسران» قنبلة يدوية كان يخبئها في رغيف عيش داخل السيارة وحاول وليامز الخروج من السيارة قبل انفجار القنبلة ولكنه لم يستطع وانفجرت القنبلة فيه وتمزقت إحدي ساقيه ولقي حتفه.
ولماذا جاء إليك الصاغ عبدالفتاح أبوالفضل والصاغ محمد فايق؟
- حضر عبدالفتاح أبوالفضل المسئول عن المقاومة علي مستوي القنال ومعه محمد فايق وزير الإعلام فيما بعد الي بورسعيد ليستعرضا معي ماتم من عمليات ضد القوات البريطانية والصعوبات التي كنت أواجهها بسبب عدم التنسيق مع قوات الصاعقة وضعف بعض أجهزة اللاسلكي فأخبرني أبوالفضل أنه سيصلني جهاز لاسلكي كبير خلال ساعات مع ضابط إشارة الملازم فرج محمد فرج، ووصل الجهاز وتم إخفاؤه في منزل والدة يحيي الشاعر أحد قادة المقاومة.
ملجأ الدبابات
كيف تم تدمير ملجأ الدبابات البريطانية علي الشريط الساحلي؟
- حضر اليوزباشي جلال هريدي قائد الصاعقة وتم التفاهم معه علي تنسيق العمليات بين وحدات الصاعقة وبين المقاومة السرية وأن يبدأ التنسيق للاشتراك في عملية أكبر من مهاجمة دورية في الشارع أو إطلاق النيران علي المعسكرات، وكانت هذه العملية هي ضرب ملجأ الدبابات التي عسكرت في المكان الذي كان يحتله الحرس الوطني المصري قبل العدوان الثلاثي بشارع 23 يوليو أمام مقبرة محمد علي بطريق البحر، وعقد الاجتماع وحضره عبدالفتاح أبوالفضل ومصطفي كمال الصياد وسمير محمد غانم وجلال هريدي ونبيل الوقاد في يوم 24 ديسمبر 1956 وتم وضع خطة الهجوم في هذا الاجتماع.
وكيف كانت هذه الخطة؟
- علي خطوات أولاها أن تدخل مجموعة من الصاعقة الي قسم شرطة المناخ ويتم تسجيلهم في سجلات القسم علي أنهم مساجين ثم تخرج هذه المجموعة بأسلحتها ومعداتها في سيارات الشرطة المصرية ويرافقهم من رجال المقاومة السرية السيد عبدالغني ورشاد الطرابيلي وسيد بيومي ومحسن عبدالخالق وشعبان عبده وكامل فتيح الساعة الواحدة بعد منتصف الليل متوجهين الي ملجأ الدبابات وتقوم مجموعة من ضباط الصاعقة ومعهم مجموعة من رجال المقاومة السرية بالانتشار في شوارع بورسعيد بعيدا عن موقع الدبابات لمهاجمة أي دوريات تتجه لنجدة الموقع وبعد إطلاق القذائف المضادة للدبابات علي الدبابات البريطانية والاشتباك مع الجنود البريطانيين تنسحب الوحدة المهاجمة الي قسم المناخ ويدخلون كمساجين مرة أخري ويتم دفن الأسلحة والمعدات في حفرة داخل القسم سبق تجهيزها لهذا الغرض.
الي أي مدي نجحت هذه الخطة؟
- نجحت لدرجة أن القوات البريطانية أصيبت بحالة من الهستيريا وقامت بإجراءات تعسفية ضد الأهالي وتفتيش المنازل بحثا عن الأسلحة والأفراد الذين قاموا بهذا الهجوم ولم يجدوا شيئا ونتج عن هذا الهجوم تدمير 4 دبابات وسيارتين «كاميون» وعدد كبير من القتلي والجرحي.
ومن هم رجال الصاعقة الذين اشتركوا في هذا الهجوم وما خسائرهم؟
- كان عدد من الملازمين إبراهيم الرفاعي ونبيل الوقاد ومحمد أحمد الجيار ومحمد أحمد وهبي وعبدالعزيز منتصر وطاهر الأسمر ومدحت الدربي وسيد حسنين حطبة وعصام حسن إبراهيم وعبدالمجيد إدريس وعبدالجواد حسني ومحمد حسن عبدالمجيد وفاروق الرفاعي ومحمد علي عبدالفتاح ومدحت يوسف وحسن محمد السيد وقد استشهد في هذه العملية الشاويش رمضان عبدالرازق.
الرمز البغيض
ماذا عن عملية نصف تمثال ديليسبس؟
- يوم 28 ديسمبر 1956 وصلت لي معلومات من الاستاذ محمد البيلي الصحفي أن جنرالا فرنسيا من قادة العدوان أدلي بحوار صحفي قال فيه إن فرنسا تخشي قيام المصريين بنسف تمثال ديلسبس انتقاما من فرنسا لاشتراكها في العدوان علي مصر، وبالطبع ديلسبس، هذا النصاب الذي أشرف علي حفر القنال باستخدام السخرة والإرهاب واستشهد خلال حفرها حوالي مائة ألف مصري وهذا الرجل خان مصر وطعنها في ظهرها عندما نقض عهده مع الزعيم أحمد عرابي عام 1882، بعدم السماح للقوات البريطانية باستخدام قناة السويس في تقدمها داخل الأراضي المصرية ثم سمح لهم بالمرور فيها والالتفاف حول مؤخرة الجيش المصري، وتسبب في هزيمته واحتلال مصر ما يقرب من 74 عاما بل إن دولته شاركت في العدوان علي مصر، الأمر الذي يعتبر وجود هذا التمثال في مدخل القناة سبة في جبين الشعب المصري واعترافا وتسليما بالذل والفساد والطغيان، وحان الوقت للتخلص من هذا الرمز البغيض ونسفه تحية للقوات المعتدية قبل جلائهاعن بورسعيد، وأصدرت التعليمات بنسف التمثال وقد قام بالتنفيذ السيد حسني عوض مساعدي ومعه الاخوان يحيي الشاعر وعبدالمنعم الشاعر من قادة المقاومة وتمت العملية بحضور الآلاف من شعب بورسعيد الباسل وسقط التمثال وسط التصفيق والهتاف لمصر وسقوط فرنسا وانجلترا.
وما أبرز عمليات المقاومة السرية؟
- كان علينا أن نرسل معلومات تفصيلية عن القوات البريطانية والفرنسية بالإضافة الي معلومات عن الحالة الداخلية في بورسعيد وتقديم طلبات للأسلحة والمعدات وإرسال تقارير عن أعمال المقاومة سواء عن طريق اللاسلكي أو بإرسال أفراد يسافرون عبر بحيرة المنزلة، وقد تم تنفيذ 26 عملية هجومية علي الدوريات المعتدية وتنفيذ 4 عمليات هجومية علي المعسكرات بإطلاق النيران عليها وإلقاء القنابل، وضرب ملجأ الدبابات البريطانية بالاشتراك مع وحدات الصاعقة واختطاف الضابط أنتوني مورهاوس وتصفية الميجور چون وليامز ضابط المخابرات البريطانية ونسف تمثال ديلسبس وقتل وحرج عدد كبير من ضباط وجنود العدوان.
متي بدأ انسحاب القوات البريطانية من بورسعيد؟
- فوجئ شعب بورسعيد في صباح 18/12/1956، بانسحاب القوات الي شريط ساحلي يوازي الميناء تم فصله عن المدينة بسور طويل من الأسلاك الشائكة بعرض المدينة كلها تجنبا لمواجهة شعب بورسعيد بعدما اقترب موعد الانسحاب بناء علي قرار مجلس الأمن.
الصمود والإصرار
ومتي تم الانسحاب النهائي؟
- تم جلاء القوات المعتدية يوم 23 ديسمبر 1956، وهذا اليوم الذي يعتبر انتصارا لصمود وإصرار الشعب المصري ونضال شعب بورسعيد ضد عدوان دولتين من الدول العظمي تساندهما دولة اعتبرت ذيلا جبانا للعدوان وهي إسرائيل.
وهل تمت عمليات فدائية خارج بورسعيد؟
- نعم بعد احتلال بورسعيد تقدمت الدبابات البريطانية جنوبا لاحتلال مدينة الإسماعيلية فتوجه الصاغ محمد عبدالفتاح أبوالفضل ومعه كمال رفعت وسعد عفرة وبعض المتطوعين منهم كمال خضر وفايز سلام وعادل لطفي وحسين لطفي السيد بمغادرة معسكر التدريب بالإسماعيلية وتوجهوا شمالا حيث قاموا بنسف طريق القنال جنوب بورسعيد لمنع تقدم الدبابات البريطانية بحيث أصبحت ترعة الإسماعيلية التي تمد بورسعيد بالمياه العذبة تصب في مياه القنال، وقاموا بالتعاون مع اليوزباشي مسعد شرابي قائد فصيلة المظلات بالاشتباك مع القوات البريطانية وإيقاف تقدمها،وقاموا بإلقاء ألغام بحرية في القنال من تصميم الصاغ صلاح هدايت لمنع تقدم السفن البريطانية جنوبا وقام ضابط المخابرات سلامة عثمان بالاشتباك مع القوات الإسرائيلية شرق القنال وقام بأسر 3 جنود من القوات الفرنسية.
كيف تري هذه الملحمة البطولية بعد مرور 59 عاما عليها؟
- أري أن البطل الحقيقي للمقاومة السرية والشعبية هو شعب بورسعيد الذي تحمل وحدة عبء التصدي للعدوان نيابة عن مصر كلها بما قدم من آلاف الشهداء وآلاف المنازل التي دمرت أثناء الغزو، وكذلك المقاومة السرية التي برع فيها بكل الشجاعة والوطنية المنقطعة النظير وهذا ما شاهدته وعايشته معهم علي مدي 45 يوميا في ظل الاحتلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.