أثارت التصدعات التي مني بها ائتلاف «دعم مصر» وانسحاب حزب "مستقبل وطن" منه ثم العودة إليه مرة أخري جدلاً في الأوساط السياسية والحزبية، وأثيرت من جديد قضية التصارع حول أفكار وقضايا يمكن الاتفاق والخلاف حولها. وأن دعم الدولة المصرية وتحقيق رخائها وأمنها واستقرارها هو هدف تسعي إليه القوي السياسية جميعها وعلي اختلاف توجهاتها. وأن الرئيس حين يتحدث عن الاصطفاف والتوافق فإنه لا يعني أبداً الاندماج في كتلة سياسية واحدة وإنما الاصطفاف خلف ما يحقق صالح الوطن ويحفظ أمنه القومي. هنا عرض لرؤي الأحزاب فيما جري وإطلالة علي كواليس انسحاب «مستقبل وطن» من الائتلاف وعودته إليه مرة أخري. ياسر حسان رئيس لجنة إعلام «الوفد»، قال ان دعوة الرئيس «السيسي» للنواب بنبذ الخلافات كان يقصد بها ما تم من قضايا ونزاعات بين النواب ولم يقصد الانضمام للائتلاف بعينه، مضيفاً أن المقصد كان استنكار ما تم من تصريحات وقضايا مثل ما حدث مع النائب خالد يوسف. وبيَّن «حسان» أن حزب الوفد أخذ قراره بعدم الانضمام لائتلاف «دعم الدولة المصرية» وأي ائتلافات أخري في هذا الوقت، مؤكداً أن أي تغيير في هذا الأمر يستلزم اجتماع الهيئة العليا للحزب وموافقتها علي القرار وإعلانه بشكل رسمي. وأضاف، ان الحزب يرفض فكرة الانضمام في ائتلافات تتوحد في كل القرارات والقوانين وانه من الضروري التنسيق علي مسائل الأمن القومي فقط، موضحاً ان هذا الجانب متفق عليه بين كل القوي السياسية ولا تحتاج لائتلاف للاتفاق علي هذه القضايا المهمة. وأشار شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم حزب «المصريين الأحرار» إلي أن الحزب جاهز للمشاركة في أي تنسيق واسع مع الأحزاب السياسية والمستقلين الذين يشاركونه الرأي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ولكن دون أن يتم القضاء علي هوية الحزب وهيئته البرلمانية. وأكد «وجيه»، ان «المصريين الأحرار» ليس لديه اعتراض علي الانضمام لأي حزب مهما بلغت الاختلافات بينها، طالما انه يناقش نفس القضايا بنفس الاهتمام، مشيراً إلي انهم مع التنسيق بين كل القوي المدنية وينتظر الحزب ظهور ملامح التنسيقات للحكم عليها. وأوضح اللواء أمين راضي، نائب رئيس حزب «المؤتمر»، ان الحزب لم ينضم لائتلاف «دعم مصر»، كما أشيع أو روج قيادات الائتلاف، مبيناً انهم مازالوا في مرحلة الدراسة ولم يتفقوا حتي الآن علي قرار نهائي بشأن المشاركة في أي من الائتلافات والتكتلات الجديدة داخل المجلس من عدمه. وتابع «راضي»، ان جميع الأحزاب المصرية والوطنية تدعم الدولة وليس «سيف اليزل» فقط، وأن الرئيس «السيسي» في دعوته لنبذ الخلافات بين النواب لم يقصد بها الانضمام لائتلاف دعم الدولة المصرية، كما يروج البعض، مضيفاً ان دعم الدولة بوثيقتها التي أعلنها يؤسس لحزب وليس لائتلاف بين القوي السياسية. وأكد نائب رئيس حزب «المؤتمر»، ان حزب «مستقبل وطن» تعجل في قراره بالرجوع مرة أخري لائتلاف «دعم مصر» لأن مثل هذه القرارات تحتاج لاجتماعات موسعة بين المجلس الرئاسي والهيئة العليا للأحزاب، معتبراً ان رئيس حزب ««مستقبل وطن» صغير سناً وهو ما أدي به إلي إعلان مثل هذا القرار. وكشف «راضي» ان حزب المؤتمر أمامه عدة تكتلات أهمها تكتل «الأمة المصرية» الذي أعلن عنه الوفد، مبيناً انه ينتظر إعلان حزب الوفد عن الائتلاف بشكل رسمي ليري بنوده، بالإضافة إلي دراسته لتكتلات الأحزاب الأخري ك«المصريين الأحرار» وغيرها. وكان حزب «مستقبل وطن» أعلن عودته من جديد لائتلاف «دعم مصر» بعد أن خرج منه، مؤكداً انه سيوقع علي ميثاق الشرف الخاص بالائتلاف والذي يضمن انه ليس تنظيماً سياسياً أو حزباً. وأعلن مصدر بالحزب، رفض ذكر اسمه في تصريحات خاصة ل«الوفد» انه تمت الاستجابة إلي مطالب الحزب وتعديل الوثيقة. وأشار المصدر إلي انه تم الاتفاق علي أن يكون الائتلاف «صورياً» مع احتفاظ كل حزب باستقلاليته وصفته الحزبية داخل الائتلاف. وقال عبدالفتاح عمر، النائب عن حزب «مستقبل وطن» إنه بعد دعوة الائتلاف للأحزاب التى انسحبت من الحوار عقد اجتماع بين نواب الحزب والهيئة البرلمانية وتم تحديد موقفهم بالعودة الى دعم الدولة بشرط تنفيذ عدد من الضوابط الخاصة بوثيقة الائتلاف. وأوضح «عمر» أن انسحاب الحزب من الائتلاف لم يكن بشكل كامل، لافتاً الى أن عدداً كبيراً من النواب كانوا مصرين على الاستمرار فى الائتلاف، مضيفاً أنه من أهم البنود التى يتم تعديلها فى الوثيقة ان يكون هناك مشاركة ايجابية لجميع الاحزاب فى اللجان على أن يكون هناك ممثل لكل حزب داخل اللجان. كما أكد أحمد حسن، المتحدث الرسمي باسم حزب «مستقبل وطن» انه تم الاتفاق على تعديل البنود الستة التى تم الاعتراض عليها ومنها التأكيد على أن الائتلاف لن يشكل قاعدته للانتخابات المحلية ولكن سيتم من خلال الأحزاب السياسية المشاركة في الائتلاف، مشيراً الى تأكيد القيادات على عدم الاتجاه الى تشكيل حزب من الائتلاف. وشدد المتحدث باسم «مستقبل وطن» على أن عودة الحزب الى الائتلاف تأتى من حرصه على مصلحة الوطن، وذلك لأن «مستقبل وطن» وحده لا يستطيع مناقشة وتمرير كافة القوانين دون مشاركة الائتلاف. وأوضح محمود سعد نائب «مستقبل وطن» أنهم لم يناقشوا خلال اجتماعهم مع قيادات الائتلاف تقسيم اللجان داخل البرلمان أو نسبة الحزب فى المناصب وإنما اقتصر الأمر على مناقشة اللائحة الداخلية، لافتاً الى أن الاختلافات لم تكن بالقدر الذى أظهرته وسائل الاعلام. ولفت نائب «مستقبل وطن»، إلي أن انسحابهم كان سببه مخاوفهم من تهميش دور الحزب، بالاضافة الى ضمان تمثيل الشباب من خلال الحزب بهيئة برلمانية مستقلة داخل النواب وليس الحصول على منصب أو عدد أكبر من المقاعد.