أكد اللواء كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحه، ان مشروع أنفاق قناة السويس تأخر فى التنفيذ 15 عاماً على الأقل، وهذا التأخر أدى الى التكدس الكبير أمام المعديات ونفق الشهيد أحمد حمدى لدرجة أنه فى بعض الأحيان تمتد طوابير السيارات مسافة 5 كم للمرور. وأضاف الوزير، خلال تصريحاته على هامش زيارة المحررين العسكريين لمنطقة انفاق القناه، أن العمال والمهندسين والفنيين يعملون فى مشروع الأنفاق الجديدة ليس من أجل كسب الرزق أو الحصول على الأموال فقط، ولكن إنطلاقا من شعورهم بأن ما يقومون به هو عمل وطنى يستحق أن تتضافر جهود الجميع لإنجازه وتنفيذه من أجل مصر وشعبها. وحول الأهمية الإستراتيجية لشبكة الأنفاق، أكد رئيس أركان الهيئة الهندسيه أن أهمية الأنفاق سوف يشعر بها كل من ينقلون منتجات الرخام والجبس والأسمنت والمنتجات الزراعية من سيناء إلى مدن القناة أو العكس، وسيكون لها مردود إيجابى غير مسبوق على تنمية سيناء فى أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى أنها ستساهم بشكل غير مباشر فى تقليل تكلفة السلع والمنتجات التى تدخل خدمات النقل كمكون رئيسى فيها خاصة بعد ربطها بشبكة الطرق الاستراتيجية التى تقام حاليا لربط الحدود الغربية بالشرقية، كما أن الأنفاق سوف تساهم بشكل كبير فى خلق مجتمعات عمرانية جديدة شرق القناة، اضافة الى دعم مناخ التنمية والإستثمار فى سيناء التى تضم موارد طبيعية هائلة، وبها العديد من المشروعات الصناعية والزراعية التى تحتاج إلى النقل والخدمات اللوجيستية وهذا لن يتحقق بدون شبكة أنفاق ضخمة تربط الشرق بالغرب. وأوضح أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعاقدت على 4 ماكينات عملاقة لحفر الأنفاق مع الجانب الألمانى، تم استلام واحدة منها والثانية سوف تصل ميناء بورسعيد خلال أيام، على أن يتم توريد باقى الماكينات فور الانتهاء من تصنيعها من جانب الشركة الألمانية، مشيرا الى أنه تم إجراء دراسات على كافة الشركات التى تنتج ماكينات حفر فى العالم، حتى وقع الإختيار على احدى الشركات الألمانية، وكان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة شراء تلك الماكينات، خاصة وأن حفر أنفاق خطوط المترو كان يتم بمعدات وحفارات أجنبية منذ اكثر من 20 عام، لافتا إلى أن شراء تلك الماكينات بأموال مصرية سوف يكون له أثر إيجابى على إنشاء أية مجموعات أنفاق جديدة خلال الفترة المقبلة، وسوف يكسبنا خبرات كبيرة فى هذا المجال الذى يعتبر حديث نسبيا على العديد من الشركات فى مصر. وقال الوزير عند شراء الماكينات الألمانية للحفر حصلنا على خصم 25%، إلا أن الرئيس السيسى التقى مدير الشركة الموردة للماكينات وحصل إلى خصم اضافى 10 % من سعر الماكينات، قائلا: "ظننا ان الرئيس سوف يلتقى مدير الشركة الألمانية لشكره على العرض الذى قدمه لمصر ولم نفكر فى أنه نجح فى الحصول على خصم آخر". وأكد الوزير أن أعمال الحفر بالماكينات الأجنبية سوف تنفذها شركات مصرية وطنية بالتعاون مع القوات المسلحة، بعد تذليل كافة العقبات والصعاب وتدبير كافة الموارد بأقل الأسعار وتوفير التدريب اللازم لها، كاشفاً أن هناك نحو 40 مهندس من الشركات الوطنية تم إنهاء إجراءات سفرهم إلى المانيا للتدريب على ماكينات الحفر الجديدة وإكسابهم الخبرات اللازمة لتشغيلها والتعامل معها وتوفير التأمين الفنى لها. وأكد رئيس اركان الهيئة الهندسية أن هناك استشاريين عالميين لمشروع أنفاق قناة السويس يعاونون القوات المسلحة ،بالإضافة إلى استشاريين عالمين للشركات المدنية العاملة ،كما أن الشركة الألمانية الموردة لماكينات الحفر سوف تشرف على عمليات التركيب والقيادة أثناء عمليات الحفر لمسافة 100 م وسوف يستمروا فى أعمال الإشراف حتى انتهاء عمليات الحفر التى ستقوم بها الشركات المصريه. وأشار رئيس أركان الهيئة الهندسية الى أن عدد الشركات العاملة فى مشروع الأنفاق الجديدة أسفل قناة السويس يصل إلى نحو 30 شركة تضم 3 ألاف عامل عماله مباشره، مؤكداً أنه من المنتظر أن يتم البدء فى أعمال الحفر بالماكينات بالتزامن مع احتفالات 25 إبريل المقبل، حيث يمكن حفر 10 متر طولى فى اليوم الواحد، قائلا: "يمكن الخروج إلى شط قناة السويس خلال 400 يوم تقريبا بما يعادل عام ونصف العام. وحول معايير السلامة والأمان المتبعة فى الأنفاق الجديدة أكد الوزير أن العمل يتم وفق المعايير القياسية العالمية، وتمت دراسة المشروع بكافة تفاصيله الدقيقة وتلافى كافة المشكلات التى ظهرت فى نفق الشهيد أحمد حمدى الذى تم بناؤه فى فترة السبعينيات، لافتا إلى أن نفق الشهيد أحمد حمدى من الأعمال الهندسية المهمة، إلا أنه تم فى فترة لم تكن الإمكانيات الفنية والتكنولوجية متطورة مثل الوقت الراهن. من جانبه، أكد اللواء دكتور أحمد فودة مدير مشروع انفاق قناة السويس إن الانفاق الجديدة آمنة تماما وتخضع لإشراف عالى جدا ويتم فيها مراعاة أفضل المعايير العالمية ، مؤكدا أن عمر النفق يصل الى 120 سنة، وهناك 100 خط أحمر تحت معايير الأمن والسلامة المتبعة والديمومة والاستمرار . وأوضح اللواء فودة أن تركيب ماكينة حفر الانفاق يستغرق نحو 3 أشهر، ثم يتم فكها مرة أخرى بعد إنهاء أعمال الحفر خلال مدة زمنية تصل إلى شهر تقريبا، مؤكدا أن الصعوبة فى بدء أعمال الحفر تكمن فى ال 30 مترا الأولى فقط، حيث يكون معدل الإنجاز ضعيف ، حتى نضمن أن ماكينة الحفر لن تنحرف عن مسارها، وبعد 3 أشهر تقريبا نعمل وفق المعدلات الطبيعية . وأشار فودة إلى أن أصعب وأخطر مكان فى الأنفاق الجديدة هو المنطقة التى تمر اسفل قناة السويس سواء القديمة أو الجديدة ، و يصل طولها إلى 24 م ، موضحاً أن المسافة بين النفق وبين قاع قناة السويس 16 م ، وهذا السمك تم حسابه وفقا لمعايير هندسية دقيقة ، بينما يصل هذا العمق فى أنفاق بورسعيد إلى نحو 20 م نظرا لطبيعة التربة الطينية فى تلك المنطقه . وكشف اللواء فودة أن تجارب حفر الأنفاق فى العالم تشير إلى أنه لم يتم إنشاء نفق بهذا الحجم فى توقيت يقل عن 5 سنوات تقريبا ، قائلا :" بفضل الله سوف ننتهى من مجموعة الأنفاق الأولى فى التوقيتات التى تم الإتفاق عليها مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ". وأكد مدير مشروع انفاق قناة السويس أنه تم انشاء مصنع للحلقات الخرسانية بجوار منطقة أنفاق الإسماعيلية لعمل الحلقات اللازمة لجسم النفق ، موضحا أن المصنع مزود بخطى إنتاج بقدرة إنتاج 80 حلقة خرسانية يوميا بما يعادل 30 متر طولى ، اضافة الى مصنع آخر موازى بجوار أنفاق بورسعيد ، مشيرا الى أن الخرسانة المستخدمة داخل المصنع من نوع خاص، بحيث يقاوم كل العوامل الخارجية سواء ضغط الماء أوالتربة ، كما أنه غير قابل للإختراق أو النفاذية ، وقد تم إجراء عشرات التجارب على هذه الحلقات الخرسانية للتأكد من جودتها وصلاحيتها للإستخدام فى هذه الأنفاق.
