استضافت مدينة الأقصر ولمدة ثلاثة أيام المؤتمر الدولي الأول للغدد الصماء والسكر، الذي نظمته الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للغدد الصماء. ناقش المؤتمر كل ما يتعلق بمرض السكر بما في ذلك الأسباب وطرق التشخيص والمضاعفات وطرق الرعاية الطبية المقدمة للمرضى وأفضل البدائل العلاجية المتاحة على المستويين العالمي والمحلي. شارك فيه أكثر من 1000 طبيب ومتخصص في مجال الغدد الصماء والسكر من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى 18 متحدثاً عالمياً من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وآسيا، و10 متحدثين من مصر. ومن بين المواضيع التي ناقشها المؤتمر الدولي في دورته الأولى: انخفاض مستوى السكر في الدم، طرق إدارة السمنة المفرطة، الأنسولين القاعدي في علاج السكر، طرق إدارة السكر من النوع الثاني، أمراض الأعصاب والسكر، القدم السكري، علاقة السكر بأمراض الكبد والكلى وغيرها من المواضيعا الأخرى. تطرق المؤتمر بشكل أساسي لمناقشة أحدث الدراسات الخاصة بأسباب ومخاطر وطرق تفادي انخفاض مستوى السكر في الدم لدي المصابين بالسكر، حيث أوضحت الدراسات أن انخفاض مستوى السكر في الدم يحدث عندما يتناول مرضى السكر جرعات خاطئة من علاجهم، أو عند أخذ جرعة الأنسولين في التوقيت الخاطئ، أو عدم تناول الطعام في الأوقات المناسبة، أو أخذ الجرعة في مكان خاطئ أو بطريقة خاطئة. ومن الضروري استشارة الأطباء فيما يتعلق بأفضل الطرق للتعامل مع انخفاض مستوى السكر في الدم، خصوصًا أن 15% فقط من مرضى السكر من النوع الثاني يستشيرون طبيبهم عند إصابتهم بنقص مستوى السكر في الدم، ويقوم 43% من مرضى السكر من النوع الثاني بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم عند شعورهم بنوبة غير شديدة من نقص مستوى السكر في الدم، بينما يقوم 74% من مرضى السكر من النوع الأول بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم بعد شعورهم بنوبة شديدة من انخفاض السكر في الدم. يقول الدكتور فهمى أمارة، أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب الإسكندرية، رئيس الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، رئيس المؤتمر: «يُعاني من مرض السكر حوالي 382 مليون شخص في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص، وتؤكد أحدث الأبحاث والدراسات المتخصصة أنّ معدلات الإصابة بمرض السكر مرتفعة بصورة كبيرة في البلاد النامية بسبب اتباع أساليب الحياة غير الصحية والنظم الغذائية الخاطئة، التي تتصف بزيادة السعرات الحرارية في الأكل وقلة الحركة وعدم مزاولة الرياضة بشكل منتظم الذى يؤدى بدوره إلى مرض السمنة، وهو من أسباب مرض السكر، بالإضافة للعوامل الوراثية، وتجاهل عدد كبير من المرضى نصائح الطبيب، وهو ما يعرضهم لمشاكل ومضاعفات صحية خطيرة، ويعتبر انخفاض مستويات السكر في الدم من الأمور المقلقة لدى الطبيب والمريض معاً بسبب تأثيرها الضار على المريض من الناحية الصحية». وتحدث الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب الإسكندرية، نائب رئيس المؤتمر، عن انخفاض مستوى السكر في الدم قائلاً: «إن غيبوبة انخفاض السكر تنتج عن نقص مستوى الجلوكوز في الدم، وتتمثل أهم أسبابها في تناول جرعة كبيرة من علاج السكر، أو عدم تناول الوجبات في موعدها، ومن أعراض انخفاض السكر في الدم فقدان الوعي، والعرق بغزارة، وشحوب في لون الوجه، وزيادة في ضربات القلب، والصداع، وزغللة في العين، ورعشة في الأطراف والإحساس بالهبوط العام، والإرهاق الشديد وفقدان في التركيز أو فقدان الوعي، وغالباً ما يكون مستوى السكر في الدم أقل من 70- مليجرام/ديسيلتر، ومن الأفضل في هذه الحالة أن نعطي المريض نصف كوب مشروب سكري مثل العصير، وفي حالة الغيبوبة نلجأ فوراً إلى المستشفى، لأن أي تأخير يكون فيه خطورة شديدة على المريض، كما يؤدي تكرار نوبات انخفاض السكر في الدم لعدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية للتعامل مع نوبات انخفاض السكر، مما قد يؤدي إلى زيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة». وأضاف الدكتور محمد البحراوي، أن هناك علاجاً جديداً من الجيل الثاني من عقاقير الأنسولين وهو عقار ديجلوديكالتي أتاحت تقنية تصنيعه إمكانية تناوله مرة واحدة في أى وقت في اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم أكثر من 42 ساعة، مما يقلل نوبات انخفاض السكر في الدم. حيث أثبتت دراسة بحثية استمرت سنتين على أكثر من ألف مريض أنه أمكن باستخدام الأنسولين الجديد خفض معدل نوبات هبوط السكر الشديدة بنسبة 69% وخفض معدل نوبات الهبوط في فترة الليل بحوالي 43% وهى الفترة الحرجة حيث لا يستطيع المريض الإحساس بحدوث نوبة الهبوط السكرى أثناء النوم. وأضافت الدكتورة مباهج سوكة، أستاذ السكر وسكرتير عام المؤتمر: من أهم البدائل العلاجية الجديدة لمرض السكر، عقار «ليراجلوتيد» ويمثل «ليراجلوتيد» عقاراً جديداً لعلاج السكر من النوع الثاني دون التأثير على وظائف الكلى، وهو يماثل في تركيبه 97٪ من الهرمون الطبيعي داخل الجسم، مما يقلل الأجسام المضادة وبالتالي الاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، يتم تناول العقار الجديد مرة واحدة في اليوم ليمتد تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار 24 ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء، بما يتيح للمرضى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، وتحسين الأداء الوظيفي لخلايا بيتا، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين، كما يساعد العلاج الجديد على خفض الوزن. الجدير بالذكر أن مصر تعاني من أعلى المعدلات لانتشار مرض السكر في العالم، حيث تبلغ نسبة المصابين بالمرض أكثر من 15.6% من إجمالي عدد البالغين في البلاد، وهو ما يمثل 7.5 مليون مريض تقريباً، وبالتالي تشغل مصر المرتبة التاسعة عالميا من حيث عدد المصابين بالمرض ونسب انتشاره، وللمرض شق وراثي وآخر يتعلق بأسلوب الحياة ونمط الغذاء ومستوى الرعاية الصحية، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 13 مليون شخص بحلول عام 2030.