عن جنازة خالد عبدالناصر بقلم : عبدالرحمن فهمي منذ 30 دقيقة 12 ثانية قل في جمال عبدالناصر ما شئت.. أضاع البلد وضيعنا وتأخرنا مئات السنين للوراء.. أول قرار كان ما أسموه بالإصلاح الزراعي وتفتيت الملكية وهو ما رفضه بشدة علي ماهر باشا فأقالوه.. وحذر منه خروشوف ونصح عبدالناصر بالمزارع الجماعية التي تنتج أضعاف أضعاف المساحات الضيقة علي أن يأخذ كل فلاح نصيبه من المحصول الضخم الكبير ماديا وعينيا.. ولكن عبدالناصر رفض.. فتحولنا من (سلة قمح العالم) إلي (أكبر متسول للقمح في العالم). ثم جاءت حكاية السد.. ونصح الخبراء الروس بمشروع آخر.. وهو فرع ثان للنيل في الصحراء الغربية لزيادة الإنتاج وتعمير البلاد ومدن جديدة لمقابلة انفجار السكان.. ولكن عبدالناصر رفض لأنه كان يريد أن يكون له هرم خالد مثل هرم خوفو!!! رفض البنك الدولي التمويل لا بإيعاز من أمريكا كما قال عبدالناصر.. فالبنك الدولي لا يأخذ تعليمات من أحد.. ولكن لعدم الاقتناع بالمشروع. وكتب ذلك أستاذي محمود عبدالمنعم مراد في حينه فاعتقلوه!!! أمم عبدالناصر قناة السويس لكي تصرف علي المشروع.. فجاء العدوان الثلاثي ليردم القنال ويوقف الملاحة لمدة التسع سنوات التي كانت باقية في عقد القنال لتعود بعد ذلك ملكا لمصر بكل خيراتها.. فلجأ عبدالناصر للقرض الخارجي لأول مرة في تاريخ مصر فنزل الجنيه المصري من أغلي عملة في العالم إلي ما نحن عليه الآن!!! لجأ عبدالناصر إلي تأميم ومصادرة أموال الأغنياء والعصاميين!!! فضاعت الصناعة أيضا بعد الزراعة.. واستغل البعض الفرصة وسرق ونهب خيرات البلاد.. وهربت العقول المفكرة صاحبة المشروعات الي خارج البلاد.. حتي العمال والفلاحون هاجروا إلي الدول العربية وكان (المواطن المصري) مشهورا بعدم ترك لا بلده فحسب بل ترك قريته وشارعه وحارته. بدأت تطلعات عبدالناصر لوحدة عربية تحت رئاسته لإنقاذ البلد من الإفلاس.. فدخلنا في دوامة إذاعة (صوت العرب) وأحمد سعيد وعداء الدول العربية لنا فتوقفت الاستثمارات العربية.. ثم فشل وحدة سوريا وما تكلفته من مئات الملايين.. ثم مؤامرات العراق واليمن!! وما دفعنا فيهما من أموال ودماء وشهداء!!! .. ثم معادة الدول الكبري بلا داع فكانت مؤامرة حرب 1967 لكي نخسر الجيش المصري بأكمله!!! ثم يضطر عبدالناصر لانحناء رأسه لأول مرة في حياته ويقبل (مبادرة روجرز) المهينة.. ليموت بعدها!!! (عبدالناصر ضيّع البلد.. وتأخرنا مئات السنين للوراء!!! ومع ذلك.. وهذا ما أريد أن أصل إليه.. لماذا جنازة خالد عبدالناصر؟؟ الشعوب.. كل شعوب العالم.. تغفر لحكامها كل الخطايا والجرائم والحماقات مهما كانت.. ولكنها لا تغفر أبدا لن يسرقها.. والشعوب عندها رادار غريب لالتقاط الحاكم اللص من الحاكم الشريف.. لذلك كانت تعشق سعد زغلول لحد الجنون، وها هي ثورة 19 - عندما تم نفيه - تعشق مصطفي النحاس الذي عاش فقيرا ومات أكثر فقراً!!! وتعشق مصطفي كامل الذي لم يجد ثمن الدواء!!! وتعشق محمد فريد الذي مات علي الرصيف في أحد شوارع أوروبا. لقد كان المرحوم محمد أحمد الرجل الفاضل يروي لنا قصصا غريبة عن بيت عبدالناصر الذي كان مسئولا عنه منذ أن يقبض مرتب عبدالناصر إلي أن ينتهي الشهر!! لقد كان هذا هو الحديث الدائم خلال رحلات فرق الكرة في الخارج ومعنا محمد أحمد رئيس الاتحاد.. وهذا يحتاج مقالاً آخر.