استمر اشتعال أزمة البنزين في العديد من المحافظات، وشهدت محافظة سوهاج أمس فصلا داميا من المعارك بين الركاب وسائقي التاكسي الذين رفعوا الأجرة بسبب نقص البنزين، وطعن أحد الركاب السائق ايمن السيد محمود بسلاح أبيض أخرجت أحشاءه بالكامل. ونقل علي اثرها للمستشفي كما اصيب السائق عيد علي بجوار بنزينة طاهر عرام بوسط مدينة سوهاج بأكثر من طعنة بسلاح أبيض من سائق آخر وتم نقله للمستشفي الجامعي بين الحياة والموت. وتبادلت مديرية التموين بالمحافظة وشركة مصر للبترول الاتهامات حول سبب تفاقم الازمة، وقال رشاد نصر الدين وكيل وزارة التموين إن شركة مصر للبترول لم تمد المحافظة بحصتها من البنزين والتي تقدر ب 160 طنا في اليوم، في حين اكد مسئولون بمصر للبترول أن المحافظة بها احتياطي من البنزين يبلغ 400 طن. وكشف نصر الدين أن بعض أصحاب محطات البنزين يبيعون كميات كبيرة من الوقود لاصحاب السيارات نصف النقل ويعبونها في جراكن ويبيعونها لاصحاب السيارات الخاصة علي الطرق الصحراوية وخاصة الطريق الغربي القاهرة - أسوان والطريق الزراعي السريع أسيوط - أسوان. ويؤكد السائق عبدالوهاب عبادي أن تجارة البنزين في السوق السوداء تدر عائداً يوميا لا يقل عن 500 جنيه للفرد، وهو ما دفع مئات العاطلين للتجارة في البنزين بالسوق السوداء. وقام اللواء وضاح حمزاوي محافظ سوهاج بجولة تفقد خلالها محطات البنزين، ووجه اللوم لمسئولي مديرية التموين وشركة مصر للبترول بالمحافظة، وطالبهم بالتعاون للخروج من الأزمة، وهددهم بإحالة كل المقصرين للنيابة. وفي أسيوط أدي نقص البنزين إلي توقف حركة السيارات في الشوارع، كما اغلقت العديد من المحطات أبوابها لعدم توافر البنزين بها، وهددت الأزمة مرفئ الاسعاف والمطافي القيام بدورهما، واكد العديد من المواطنين أنهم يفضلون ترك سياراتهم أمام منازلهم خوفا من نفاد البنزين فجأة دون أن يستطيعوا العثور علي ما يكفيهم من الوقود. وأكد بعض المواطنين أن سيارات نقل محملة بالبنزين تتجه إلي محافظة المنيا لبيعه هناك في السوق السوداء. وفي المنوفية، شنت مديرية التموين بالاشتراك مع مباحث التموين حملة مكبرة بانحاء المحافظة لتشديد الرقابة علي الاسواق ومنع بيع البنزين في السوق السوداء. وتم خلال الحملة تحرير محاضر لعدد من محطات البنزين لتلاعب اصحابها في البنزين وبيعه في السوق السوداء، وبعضها لمزاولة النشاط بدون ترخيص. وفي الغربية، تصاعدت أزمة بنزين 80 و 90، وتكررت مشاهد طوابير السيارات أمام المحطات، واشتعلت المشاجرات بين السائقين علي اولوية التزوير بالوقود، في حين واصلت مباحث التموين حملاتها علي المحطات لضمان عدم التلاعب في الحصص المقررة، وعدم بيعها في السوق السوداء. وفي الإسماعيلية، تكرر نفس السيناريو، وتكدست السيارات أمام محطات الوقود التي تعاني من نقص شديد في البنزين 90، وقال المهندس عبدالسميع سويلم مدير عام التموين انه تم تحرير محضر لمسئول الشحن لعدم توصيل البنزين لمحطات الجمعية التعاونية للبترول، وتأخر سيارات نقل البنزين عن امدادها بحصتها من البنزين بمختلف أنواعه. وقد واصلت الادارة العامة لمباحث التموين شن حملاتها للسيطرة علي أزمة البنزين التي مازالت مشتعلة وتمكن ضباط الادارة من ضبط 150 قضية وتحفظت علي عشرات الأطنان من البنزين قبل بيعها بالسوق السوداء. وكان اللواء محمد إسماعيل مساعد وزير الداخلية ومدير الادارة العامة لمباحث التموين قد كلف ضباط الادارة بتكثيف حملاتهم علي محطات البنزين التي تأتي بلاغات بشأن امتناع اصحابها عن البيع أو البيع بأزيد من السعر المقرر وتمكنت الحملات من ضبط 150 قضية تنوعت بين امتناع عن البيع أو بيع بأزيد من التسعيرة أو التهريب إلي دول مجاورة كما تحفظت الحملات علي 50 طناً من البنزين قبل تهريبها وبيعها بالسوق السوداء واخطرت النيابات المختصة فباشرت التحقيق.