غادر القطار الفلسطينى بقيادة الرئيس محمود عباس (أبومازن) إلى الأممالمتحدة حاملا معه غصن الزيتون (رمز السلام) ليثبت للعالم أجمع بأن الفلسطينيين دعاة سلام، وأنهم لا يطلبون سوى حقهم الطبيعى، الذى أقرته الشرعية الدولية وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 تكون القدسالشرقية عاصمة لها. ويتشوق الفلسطينيون لتحقيق حلمهم الذى طال سنوات عديدة وارتقى من أجله العديد من الشهداء على رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات فضلا عن أن آلاف الأسرى ضحوا بحريتهم فى سبيله. ويؤكد الفلسطينيون، عبر مسعاهم للأمم المتحدة، أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء وأنهم ماضون فى طريقهم رغم كل الضغوطات والتهديدات من قبل إسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة فهم خسروا على مدى أكثر من 60 عاما الكثير بسبب المحتل الذى التهم أراضيهم وسرق مياههم وسلبهم حقوقهم جميعا. لذلك يرغب الفلسطينيون فى وضع العالم كله أمام مسئولياته، كما قال الرئيس أبومازن فى خطابه يوم الجمعة الماضية "إننا سنتوجه للأمم المتحدة لنضع العالم أمام مسئولياته حاملين فى أيدينا غصن الزيتون الذى حمله الزعيم الراحل ياسر عرفات قبل 36 عاما". وللرئيس الفلسطينى الراحل عرفات مقولة شهيرة اختتم بها أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 13 نوفمبر 1974 وهى "إننى جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر..فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي..الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين". وقطع القطار الفلسطينى مسافات طويلة نحو إقامة الدولة المستقلة ، بدأها بالمحطة الأولى فى 29 نوفمبر عام 1947 عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار (181) الذى ينص على تقسيم فلسطين الخاضعة للانتداب البريطانى، وذلك لإقامة دولتين يهودية وأخرى عربية وإعطاء القدس وضعا دوليا .. إلا أن الدول العربية رفضت هذا القرار. أما المحطة الثانية فتمثلت فى تأسيس منظمة التحرير خلال المؤتمر الفلسطينى الأول فى 28 مايو 1964 حيث تبنت ميثاقا ينص على حق الفلسطينيين فى السيادة وتقرير المصير ورفض قيام دولة إسرائيل، فيما كانت المحطة الثالثة فى يونيو 1974 حينما قبلت منظمة التحرير فكرة وجود سلطة وطنية على أى جزء من فلسطين المحررة. والمحطة الرابعة كانت فى 22 نوفمبر 1974 ، حيث اعترفت الجمعية العامة للامم المتحدة بحق الفلسطينيين فى تقرير المصير والاستقلال .. وأعطت منظمة التحرير صفة مراقب فى الأممالمتحدة. أما المحطة الخامسة فكانت فى سبتمبر 1982 ، حيث تبنت الجامعة العربية خطة (فاس) وهى تكرار للخطة التى قدمها ولى العهد السعودى الأمير فهد فى أغسطس 1981 التى تعترف ضمنيا بإسرائيل وتدعو لإنشاء دولة فلسطينية وانسحاب إسرائيلى من جميع الأراضى المحتلة عام 1967. وكانت المحطة السادسة فى 15 نوفمبر 1988 حيث تم إعلان قيام دولة فلسطين المستقلة فى الجزائر وقبول قرارى الأممالمتحدة 242 و383 اللذين يدعوان لانسحاب إسرائيلى من الآراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 والتوصل إلى حل عن طريق التفاوض.