أصدر أولتراس أهلاوي والوايت نايتس، بيانًا موحدًا، مُطالبًا فيه بعودة الجماهير للمدرجات، بعدما حضرا قمة كرة اليد بين الأهلي والزمالك أمس في الصالة المغطاة بالقلعة الحمراء. طالب الأولتراس بعودة الجمهور للمدرجات، مع عدم قيام الأمن بتأمين مباريات كرة القدم في الفترة المقبلة، خاصة وأن قمة اليد لم تشهد أي مشاكل بين جماهير الناديين. لا شك أن الألتراس يعد ظاهرة في المدرجات بما يقدمه من دخلات بأشكال مميزة وأغاني مختلفة لتحفيز الفرق، لكن الواقع أن بيان الألتراس مُفخخ وعبارة عن دس السم في العسل، حيث إنه يُطالب بغياب الأمن، مما يفتح الطريق أمام حدوث العديد من العمليات الإرهابية التي نشاهدها في مصر ودول أوروبية أيضًا، ويجعل المدرجات مرتعًا لحدوث أي شىء وكل شىء في ظل الاختفاء الأمني الذي يُطالب به البيان. بيان الألتراس نفسه ينطبق عليه مقوله "أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب"، خاصة وأن هناك العديد من الأزمات التي كانوا طرفًا أصيلًا فيها، أولتراس أهلاوي على سبيل المثال، سبق وأن نظم دخلة مسيئة لقيادات الجيش، سبق وأن قام بتكسير المحلات في شوارع محافظة بورسعيد، مما ترتب عليه في العام التالي مباشرة اندلاع موقعة بورسعيد الشهيرة، سبق وأن أحرق مشجعًا زملكاويًا في مباراة لكرة السلة، وقد اقتحم الأهلي مرات ومرات عديدة، سبق وسب مجلس إدارته ولاعبيه، واقتحم اتحاد الكرة وأشعل فيه النيران واستولى على مقتنياته. ألتراس الزمالك لم يكن أفضل حالًا، سبق وأن هاجم مجالس إدارته ولاعبيه ومدربيه، سبق وأن اقتحم نادي الزمالك وتم إطلاق الرصاص، سبق وأن اعتدى على رئيس القلعة البيضاء بالضرب، وغيرها من الأفعال المرفوضة والخارجة عن دور الجمهور الحقيقي نهائيًا. العامل المشترك بين ألتراس الأهلي والزمالك أن كلاهما سقط منه ضحايا، من الأهلي في موقعة بورسعيد الشهيرة وعددهم 74، ومن الزمالك في موقعة الدفاع الجوي الموسم الماضي وعددهم 20. الألتراس يُطالب بالعودة للمدرجات، دون أن يقدم ضمانات لالتزامه من حيث دفع ثمن التذاكر على سبيل المثال، خاصة وأن مبدأ تلك الروابط دخول المباريات "مجانًا"، إيمانًا منهم أن المدرج ملكهم. بيان الألتراس يأتي على الرغم من عدم حدوث مشاكل خلال مباراة المنتخب الوطني وتشاد الأخيرة في إياب المرحلة التمهيدية من تصفيات كأس العالم، والتي تولى تأمينها داخل الاستاد شركة فالكون، بينما تكفل الأمن بمهمة التأمين في النطاق الخارجي لاستاد برج العرب. ويرى اللواء حرب الدهشوري إن حضور الألتراس من الناديين بداية موفقة، ويجب على الدولة استغلالها من خلال جلسة تجمع قيادات الألتراس مع المسئولين لوضع ميثاق شرف حتى يطبق القانون على الجميع، مُشددًا على أنه لايجوز غياب الأمن بأي حال من الأحوال، فلا يوجد ذلك في أي دولة بالعالم. فيما أكد عزمي مجاهد مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة، أن القانون سيطبق على الجميع، مُكملًا: "نحن في دولة مؤسسات، ولايوجد دولة داخل الدولة"، مشيرًا إلى أن من يدخل المباريات سيحضر بحسب القانون المنظم لدخول الجماهير، لافتًا إلى أن اتحاد الكرة سيطبق تجربة تكليف شركة "فالكون" بتأمين مباريات الدوري. وأكد مصطفى يونس نجم الأهلي الأسبق، أن الألتراس عليه التراجع عن تلك اللغة في الحديث، مُكملًا: "مفيش حاجة اسمها مش عاوزين أمن هما مش هيديروا الدولة. وأضاف أن الأمن دوره تأمين الألتراس نفسه والاطمئنان على الأوضاع في المدرجات لإفساد أي مؤامرات ضد الدولة، مشيرًا إلى أنه يمكن الاعتماد على أمن داخلي من شركات خاصة في الملاعب على أن يتواجد أفراد الشرطة خارج الاستاد، لكن فكرة غياب الأمن تمامًا مرفوضة جملة وتفصيلًا، مُطالبًا بضرورة توعية أفراد الألتراس.
