أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن المشاكل التي تواجه العلاقات المصرية الإسرائيلية حاليا سحابة صيف سرعان ما ستزول، ولا يمكن أن تؤثر على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، وذلك لأن مصر بحاجة لإسرائيل وفي النهاية سوف تستمع إلى صوت العقل الذي يقول إنها لا تتحمل أي توترات على حدودها في ظل وضعها المنهار بعد الثورة. وقالت الصحيفة إن العلاقات المصرية- الإسرائيلية لها وضع خاص ومتميز عن باقي علاقات تل أبيب الخارجية، فمصر وإسرائيل تربطهما اتفاقية سلام تضمنها الولاياتالمتحدة، ولهما حدود طويلة مشتركة، وإن مصر تتطلع إلى فترة طويلة من الاستقرار بعد انتخاب مؤسسات جديدة واتخاذ الخطوات اللازمة لإنعاش الاقتصاد المنهار، وهي عملية ستستغرق عامين على الأقل. وأضافت ان مصر تستورد 50 % من القمح، وتعتمد في ذلك على احتياطها من النقد الأجنبي الذي نضب بالفعل في دعم المواد الغذائية الأساسية، والسياحة المصدر الرئيسي للدخل الأجنبي تواجه أسوأ أزمة على الإطلاق، والوضع لا يشجع المستثمرين، ومع 83 مليون نسمة -ما يقرب من نصفهم يعيشون على أقل من 2 دولار يوميا- قد تجد مصر نفسها في أقرب وقت تعتمد على مساعدة خارجية من أجل البقاء، وهذه المساعدة لن تأتي إذا كانت علاقتها بإسرائيل متوترة. وتابعت أن السلام الذي استمر بين الجانبين لمدة 32 عاما منح مصر راحة لتوفير الاستقرار وكذلك مساعدة كبيرة، حصلت عليها من أمريكا، فمصر ليس لديها أي سبب حقيقي لتغيير الوضع. وأعربت الصحيفة عن أسفها لأن التحريض الإعلامي جعل إسرائيل كبش فداء لفشل الحكومة المؤقتة على تحقيق أي من أهداف الثورة. وفيما يخص موضوع القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجه إسرائيل بشأن التصويت المحتمل على قيام الدولة الفلسطينية والتداعيات التي ستلي ذلك، قالت الصحيفة إن إسرائيل ليست من تصنع الأزمة، والمصالح الأساسية السياسية والاستراتيجية والاقتصادية في المنطقةلم تتغير، والدولة اليهودية سوف تنجو من العاصفة الحالية كما فعلت كثيرا في الماضي.