قالت صحيفة (نيويورك بوست) الأمريكية إن على مصر أن تغتنم الفرصة الحالية للحرية وتعيد النظر فى خلافاتها مع إسرائيل، مؤكدة أن السلام مع إسرائيل فرصة يجب علي مصر أن تتفهمها، وتحاول الاستفادة منها، بالرغم من التناقضات الواضحة في الموقف المصري ضد إسرائيل، خاصة علي مستوي الشارع والرأي العام. وأكدت أن المعارضين للسلام مع إسرائيل والحالمين بالحرب والانتقام سيكونون أعداء فى المقام الأول للشعب المصرى، وفقا لزعمها، مدعية أن المناقشة العامة الواعية ستظهر أن السلام مع إسرائيل جيد بالنسبة لمصر فى المقام الأول، كما أنه واقعيا أمر ضرورى لتطورها الديمقراطى. ووصفت وجهة نظر المصريين تجاه عملية السلام مع إسرائيل، بأنها عبارة عن مزيج من التناقضات، مفسرة ذلك بأن معظم المصريين يشعرون بالمرارة والمعاناة من ثلاث هزائم على يد إسرائيل، باعتباره سببا فى الإهانة الوطنية، في الوقت الذي يعتقد فيه البعض بأن السلام مع إسرائيل يدل على عفو وشهامة المصريين. وقالت الصحيفة إن اتفاقية كامب ديفيد للسلام صبت في صالح المصريين، حيث استعادت مصر سيناء التى احتلتها إسرائيل فى حرب عام 1967، ومع سيناء استعادت مصر أكثر من 60 ألف كلم مربع من أرضها والمنطقة التى تضم أكثر من 80% من النفط فى البلاد ومواردها من الغاز الطبيعى، وهو ما يوفر المصدر الثانى الأعلى لإيرادات مصر بعد السياحة. وأضافت الصحيفة أن عودة سيناء تعنى أيضا إعادة فتح قناة السويس التى تمثل المصدر الثالث لإيرادات مصر الأعلى. وأشارت إلي أن اتفاقية السلام، مكنت مصر من الحصول على 2 مليار دولار أمريكى سنويا من المساعدات الأمريكية، فضلا عن المساعدات الأخرى من أوروبا والاستثمارات الأجنبية فى البلاد، كما تلقت مصر بموجب الاتفاقية أكثر من 100 مليار دولار أمريكى خلال الثلاثة عقود الماضية على إثر معاهدة السلام. وأضافت الصحيفة أن نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ادعى بأن السلام مع إسرائيل عطية مصرية يمكن سحبها فى أى وقت، كما كان مبارك يتحدث مرارا وتكرارا عن هدية السلام المصرية دون اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز السلام المناسب بين الدولتين، وبالرغم من مرور ثلاثة عقود على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، إلا أنه لم يتعد سوي وقف إطلاق النار.