نجحت شهادات الإدخار البلاتينية التى طرحها بنوك الأهلى والقاهرة ومصر " ثلاث سنوات " فى استقطاب شريحة متزايدة من المواطنين نحو المنتج الجديد بإعتباره عائد مجزى هو الأعلى فى السوق المصرفية حالياً " 12.5 % " الشهادات الإدخارية الجديدة بعائدها المرتفع أقنعت البعض عن التحول من أدوات إستثمارية أخرى الى الوعاء الجديد وهو الأمر الذى من شأنه شفط السيولة الجامحة التى طالما تسببت بشكل أو بآخر فى إرتفاع معدلات التضخم . الإقبال المتزايد على الشهادات الجديدة واكبه سقوط واضح لسوق الأسهم المصرية التى تكبدت خسائر مؤلمة خلال تعاملات اليوم ليخسر رأس المال السوقى 13.2 مليار فى ظل توجه نحو البيع وهو ما حذا بربط هذه الخسائر بالأوعية الإدخارية الجديدة إلا أن البعض لا يرى هذا الربط . فى نفس السياق بدأت بنوك خاصة تدرس إتخاذ نفس المنهج بطرح شهادات إدخارية بنفس العائد لمواكبة الحدث والإستفادة من هذا الزخم . وتأتى هذه الخطوات التى تستهدف رفع الجاذبية الإسٍتثمارية للجنيه عقب تعيين طارق عامر محافظاً للبنك المركزى وهو ما دفع البنوك الى البحث عن أدوات ومنتجات مصرفية قادرة على إستنهاض الجنيه من عثرته . وفي هذا السياق أكد محمد أوزالب العضو المنتدب و المدير التنفيذي لبنك بلوم مصر ، أن البنوك الثلاثة قد قررت طرح شهادات الادخار الجديدة بفائدة 12.5% وفقا لما تراءى لها من احتياجات السوق و القطاع المصرفي في هذا التوقيت . وكشف في تصريحات ل"بوابة الوفد الالكترونية" ، أن بنك بلوم يدرس حاليا طرح شهادات مماثلة لجذب المزيد من العملات الاجنبية ، وكذلك زيادة حجم الودائع لديه. من جانبه أكد سعيد زكي عضو مجلس ادارة البنك المصري الخليجي سابقا أن طرح بنوك الاهلي ومصر و القاهرة شهادات الادخار الجديدة بعائد 12.5 % يستهدف توسيع الفجوة بين اسعار الفائدة على الودائع الدولارية والودائع بالجنيه المصري ، بهدف جذب المزيد من العملة الصعبة ، عن طريق تحويل العملاء الدولار الى الجنيه للحصول على اسعار الفائدة المرتفعة . وأشار الى أن البنوك أيضا تستهدف جذب الاموال الموجودة لدى المواطنين خارج البنوك ، لزيادة حجم الودائع مما يساهم في زيادة معدلات الاستثمارات و المشروعات ، لافتا إلى أن الاقبال على مثل تلك الشهادات يقلل القوى الشرائية مما ينعكس بشكل ايجابي على تخفيف الضغط عن السلع المستوردة وبالتالي تقليل معدلات الاستيراد التي تستنزف الاحتياطي الاجنبي. من جانبه رأى الدكتور مجدى عبد الفتاح الخبير المصرفى أن طرح الشهادات البلاتينية بعائد يصل الى 12.5 % جاء لمواجهة إرتفاع الأسعار والحد من عمليات الدولرة وإعادة الإعتبار للجنيه المصرى بعد ما لحق به من تساقط . وأضاف أن طرح مثل هذه الأوعية الإدخارية كان له إرتباط بشكل أو بآخر بما لحق بالبورصة المصرية من خسائر سوقية بلغت 13.2 مليار جنيه . فى المقابل أستبعد خبير أسواق المال المال وائل النحاس الربط بين خسائر البورصة والأوعية الإدخارية الجديدة معتبرأ أن أية أداة مالية يتم طرحها لن تؤثر على سوق المال سواء حالياً أو مستقبلاً . وأعتبر أن خسائر البورصة مرتبط بدورة روتينية نحو الهبوط الذى قد يعقبه صعود فى الفترة المقبلة مشددا على أن التعاملات فى البورصة المصرية تقفوم على المضاربة فى المقام الأول . وأشار النحاس الى أن الخسائر السوقية التى لحقت بالبورصة كبيرة للغاية وبشكل يفوق إحتمالية أى تأثر من طرح شهادات الإدخار البلاتينية . ورأى النحاس أن أية إنتعاشة فى السوق المصرفى سينعكس إيجاباً على سوق المال على أساس أن السيولة التى ستجمعها البنوك سيذهب جدزء كبير منها الى الصناديق الإستثمارية المستثمرة فى السوق فى ظل ندرة القنوات الإستثمارية المناحة .