طالب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الحكومات الغربية وخاصة الحكومة الإيطالية باعتبارها الشريك الأول لمصر تقديم المزيد من أشكال الدعم والمساعدة الفنية والعلمية والتكنولوجية لتلبية طموحات الشعب المصري في هذه المرحلة الدقيقة في حياة الوطن بعد ثورة يناير والإسهام وبفاعلية في الانتقال بمصر إلى آفاق المستقبل ووضعها ضمن الدول المتطورة علميا واجتماعيا وإنسانيا لتكون نموذجا واقعيا للدولة المدنية الحديثة القائمة على المبادئ الإسلامية الحضارية والمحافظة على المقاصد التي تشترك فيها كل البشرية وهي الدين والنفس، والمال، والعرض، والعقل. وقال مفتي الجمهورية أن المؤسسة الدينية الإسلامية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ترى أن السواد الأعظم من الشعب المصري مؤمنون أن المرحلة الحالية والقادمة هي مرحلة الأمل والعمل ودعم الاقتصاد والاستقرار ودفع عجلة الإنتاج وليس هناك وقت لتأجيج المشاكل القديمة أو الأحقاد وأن ما حدث في أزمة السفارة الإسرائيلية هو ضد كل ما هو مصري لأن طبيعة المصري قائمة على القيم الرفيعة والأخلاق والكرم وأن الإرادة الجماعية للشعب المصري تأبى أمثال هذه الأعمال والأفعال الغير مسئولة . وأضاف المفتي خلال استقباله السيد كلاوديو بيتشيفيكو السفير الإيطالي بالقاهرة بدار الإفتاء أمس أنه يجب أن نسرع الخطى قدر الإمكان في مسيرتنا نحو بناء الدولة الديموقراطية متمسكين بالأمل حتى عبور هذه المرحلة الانتقالية ونتطلع إلى المستقبل بحيوية ونشاط عازمين فيه على تحقيق مستقبل أفضل لوطننا ولأولادنا . ولفت إلى أن مصر قادرة على أن تخرج من الأزمة الحالية بأقوى مما هي عليه وأنها ستعود واقفة شامخة كحالها دائما وأنه لن يؤثر فيها كيد الكائدين أو المتآمرين مناشدا المجتمع الدولي والدول الصديقة لمصر إلى بذل ما في وسعهم لضمان الاستقرار والرخاء في مصر . وأكد مفتي الجمهورية خلال لقاءه السفير الإيطالي أن دار الإفتاء المصرية على أتم استعداد لتقديم كافة خبراتها الفقهية والشرعية إلى جميع المؤسسات الإسلامية للجالية المسلمة والمسلمين الإيطاليين، في مجال الإفتاء بالإضافة إلى الإسهام في التعامل المباشر مع كل طالبي الفتوى من خلال قنوات التواصل الحديثة والانترنت باللغة الإيطالية والتعمق في أمور دينهم وفي ممارسة الشعائر الإسلامية المختلفة . وأشار المفتي أننا في مصر نسعى حاليا إلى الاهتمام بالعمل التطوعي المنظم الذي يسهم إسهاماً حقيقياً في التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية ويسهم كذلك في الحفاظ على الأمن المجتمعي والحد من الجريمة والفقر والفساد ويعزز التكافل الاجتماعي ويوظف الطاقات البشرية والذي من خلاله يقاس التقدم والرقي الفكري والإداري والعملي للأمم التي تتبارى في تأسيسه ورعايته وإفساح المجال له ودعمه. من جانبه أكد السيد كلاوديو بيتشيفيكو السفير الإيطالي بالقاهرة عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتزام إيطاليا الكامل بتقديم كافة أشكال الدعم لمصر وشعبها العظيم في هذه المرحلة الفارقة من تاريخها كما أشاد السفير الإيطالي بالعلم الغزير والتحليل الدقيق والرؤية الواسعة التي عرضها فضيلة المفتي لمجريات الأمور داخليا وخارجيا مؤكدا أننا مازلنا في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد في المرحلة القادمة نحو تعزيز التواصل والحوار مع مختلف الثقافات والحضارات والأديان.