إنّ تلوث الهواء الداخلي والخارجي من أهم مشكلات الصحة البيئية التي تؤثّر في صحة جميع سكان البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، ويعتبر تلوث الهواء من أهم المخاطر البيئية المحدقة بالصحة. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكننا مساعدة البلدان على التخفيف من عبء المرض العالمي الناجم عن أنواع العدوى التنفسية وأمراض القلب وسرطان الرئة، وذلك عن طريق تخفيف مستويات تلوث الهواء. كلما انخفضت مستويات تلوث الهواء في المدن وتحسنت صحة سكانها النفسية والقلبية الوعائية (على المديين البعيد والقريب على حد سواء). وتشير التقديرات إلى أنّ تلوث الهواء يتسبب كل عام في وقوع نحو مليونين من الوفيات المبكّرة، معظمها في البلدان النامية، ونصف تلك الوفيات تقريباً مردّه الالتهاب الرئوي الذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة. كما تشير التقديرات ايضا إلى أنّ تلوث الهواء في المناطق الحضرية يودي كل عام بحياة 1.3 مليون نسمة في جميع أرجاء العالم، وسكان البلدان المتوسطة الدخل يتحمّلون هذا العبء بشكل مفرط. إن التعرض لملوثات الهواء من الأمور التي لا يمكن للأفراد التحكّم فيها إطلاقاً وهي تتطلب اتخاذ إجراءات من قبل، على الصعيدين الوطني والإقليمي، وحتى على الصعيد الدولي. وتمثّل مبادئ منظمة الصحة العالمية التوجيهية الخاصة بنوعية الهواء أحدث وأكبر آداة تم الاتفاق عليها على نطاق واسع لتقييم الآثار الصحية الناجمة عن تلوّث الهواء، وهي توصي ببلوغ أهداف في مجال نوعية الهواء بما يمكّن من الحد بشكل كبير من المخاطر الصحية ذات الصلة. وتشير تلك المبادئ التوجيهية إلى أنّه بإمكاننا الحد من التلوّث الناجم عن الجسيمات من 70 ميكروجراماً م3 إلى 20 ميكروجراماً م3، وتخفيض عدد الوفيات المرتبطة بنوعية الهواء بنحو 15%.