يفتتح قصر ثقافة السويس غداً السبت القادم العرض المسرحى «التوت والربيع والحرب» بمناسبة العيد القومى لمدينة السويس يوم 24 أكتوبر. الاحتفالية تأليف الشاعر السويسى الراحل عطية عليان، أشعار الكابتن غزالى، والشاعر الراحل كامل عيد، سينوغرافيا وديكور الفنان مجدى ونس. ويشارك في العرض فرقتا الفنون التلقائية بقيادة رشاد عويضة والفنون الشعبية بقيادة خالد كمال، المخرج المنفذ عادل أمين، والمشرف على العرض منصور غريب.. الإعداد الدرامى والقيادة المسرحية حسن الإمام.. وإخراج محمد الجناينى، الذي أكد أن المسرحية تتعرض لكفاح شعب السويس خلال حرب السويس عام 1967، مروراً بسنوات حرب الاستنزاف. وتطرح السنوات التي عاشتها مصر ما بين اللاسلم واللاحرب، وصولاً إلي انتصار السادس من أكتوبر 1973، وما أعقبها من أحداث الثغرة وحصار السويس ونضال المقاومة الشعبية التي لم يبق منها سوي ثلاثة مناضلين هم: محمود عواد قائد منظمة سينا العربية، والبطل عبدالمنعم قناوى الذي ظل طيلة مائة يوم متواصلة فوق الجبل يتابع أخبار العدو والبطل الثالث محمود طه، والثلاثة أحياء وموجودون في السويس، وسوف يشاركون في دعم العرض باستعراض تجربتهم في الجبهة وفي المقاومة الشعبية حتي يوم الانتصار في السويس يوم 24 أكتوبر 1973، ليكون هو يوم العيد القومى السنوى يظهر الأبطال كل يوم في أعقاب انتهاء الاحتفالية التي تستمر ست ليالٍ، ويتحدثون عن بطولاتهم ومعاناتهم والأزمات التي مرت عليهم. ويقول المخرج محمد الجناينى: من المنتظر أن يحضر افتتاح الاحتفالية الكاتب المستنير حلمي النمنم وزير الثقافة ومحافظ السويس اللواء العربى السروى الذي يتابع بنفسه تطورات العرض، وهو متحمس جداً لهذه الاحتفالية لأنها تصب في خدمة توعية الجماهير لمعرفة قصص بطولات السويس والمقاومة الشعبية، كذلك تدعم فكر الأجيال الجديدة وتربطهم بأبطال بلدهم الذين قد لا يعرفهما البعض، بل كثير من الشباب لم يستوعبوا حتي الآن تاريخ السويس وبطولات أهله. وبهذه المناسبة أطلب من وزير الثقافة أن يتجول العرض في محافظات مصر لتتعرف الأجيال على نضال السويس. ويقول فنان الديكور والسينوغرافيا مجدي ونس: تحمست جداً لهذا العرض لأنه يلقي الضوء على واحدة من أهم وأشرف معاركنا الوطنية القومية العربية، وبطولات أهل السويس أكثر من أن تحصى، لأن أهل السويس بطبعهم مناضلون وعاشقون للأرض.. فكرة المسرحية أبكتنى من كثرة ما تحتوى على تضحيات ومواقف مشرفة إلي جانب أشعار الكابتن غزالى. والراحل الكبير أستاذنا الشاعر كامل عيد.. المليئة بالحماس وإيقاظ الروح الوطنية عند الأجيال، وهذا أكثر ما أسعدنى، لأنني أحسست أثناء البروفات بهذا الشجن الذي أعادنى لسنوات الحرب، حيث شاركت أنا كمجند في أشرف سنوات النضال الوطنى علي الجبهة، كل هذا ساهم في حماسي الشديد لإبداع سينوغرافيا تليق بهذا الحدث، وبالنص المبدع الذي كتبه الشاعر السويسى الراحل عطية عليان، كتبه بدمائه، ليثأر لأعداء الوطن من خلال دعوته للنضال وتوعية الشباب نحو التشبث بالأرض الطيبة. الاحتفالية يشارك فيها سبعون فناناً من السويس. وكان المخرج المبدع محمد الجناينى مايسترو واعياً يقود هذه الملحمة بتألق ونضارة. الاحتفالية نجحت في تألق فرق الفنون التلقائية، وأتمني من رئيس الفرقة الفنان رشاد عويضة أن يتجول فى مدن وقرى مصر ليتعرف الشباب علي تراثنا الشعبى والفنى المجهول. لقد تمكنت الفرقة من إحياء تراث لم نكن نعرف عنه شيئاً، وأنا شخصياً كنت مبهوراً عند سماعى هذا السيل من الإبداع المتقن الحى، وإلى جانب ذلك فرقة الفنون الشعبية بقيادة خالد كمال الذي أبدع في استخراج كنوزنا الشعبية في لوحات غنائية شديدة الحبكة والتركيز المدروس.. وأنا أتمني أن يستجيب الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة لمطلب المخرج محمد الجنايني بشأن تجوال هذه الاحتفالية في جميع محافظات مصر حتي شلاتين التي زرتها منذ ثلاثة شهور، وشيدنا أنا والزميل المخرج محمد فؤاد أول مسرح في شلاتين.. هذا واجب قومي تتطلبه قوميتنا وضميرنا الأدبى، واجب نحو مصر ونحو تاريخها وتراثها ومستقبلها.
