نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قوله إن الجهود التى تبذلها الولاياتالمتحدة لإثناء الفلسطينيين عن طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية للأمم المتحدة "جاءت متأخرة للغاية". وقالت الصحيفة : "إن عباس عبر عن إصرار الفلسطينيين على التوجه للأمم المتحدة بهذا الطلب رغم ما يحتويه الموقف من مخاطرة مجابهة الولاياتالمتحدة". وأوضح عباس - فى لقاء الليلة الماضية مع صحفيين أجانب - أن القوى الدولية أهدرت الوقت منذ بداية العام وحتى هذه اللحظة بعدم تقديمها أى مقترحات بناءة خلال الفترة السابقة. وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن تصريحات عباس تأتى بعد أن التقى خلال الأيام القليلة الماضية بمسئولين أمريكيين اثنين رفيعى المستوى وهما ديفيد هال ودينيس روس، كما التقى خلال الفترة نفسها بتونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط والتى تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى محادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون خلال الأسبوع الجارى. واشار عباس إلى أن الفلسطينيين يمكن أن يعودوا مجددا لمحادثات السلام إذا ما تقدمت اللجنة الرباعية بمقترح يمهد الطريق لمفاوضات تركز على تجميد إسرائيل لبناء المستوطنات والاتفاق المبدئى حول العودة لحدود عام 1967 مع إجراء عملية تبادل الأراضى، متابعا: "فى هذه الحالة فإن الفلسطينيين سيخوضون المفاوضات بعد العودة من الأممالمتحدة". واشارت الصحيفة الى أن واشنطن قد تعهدت فى وقت سابق باعتراض التصويت لصالح الدولة الفلسطينية فى مجلس الأمن، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة ترى أن الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى لا يمكن حله سوى عن طريق المحادثات المباشرة. من جانبها، كانت إسرائيل قد أبدت مؤخرا استعدادها للدخول فى مفاوضات مع الجانب الفلسطينى فى أى وقت، لكنها اشترطت عدم وضع شروط مسبقة لتلك المفاوضات، كما ألمح مسئولون إسرائيليون بأن تصويت الأممالمتحدة لصالح الدولة الفلسطينية من شأنه العودة بمفاوضات السلام سنوات للوراء من المنظور الإسرائيلى، حيث لن يقبل أى زعيم فلسطينى مستقبلا بأقل مما وافقت عليه الأممالمتحدة.