علمني حُبِكْ .. أن أعيش في قلب الأحداث.. وأرفض أن أبعد عنك مهما كانت المشاكل والأزمات. علمني حبك.. أن أهيم علي وجهي.. ساعات وساعات.. أتأمل كل العيون فلم أجد سوي الحيرة والألم والتساؤلات. علمني حبك.. أن أدخل مدن الأحزان.. مراقبا للطرقات.. فلم أجد سوي زحام.. زحام بشر يجري من هنا وهناك.. وعويل الجوعي.. وصراخ السيارات.. علمني حبك.. أن الدمع رفيق الإنسان.. حزنا علي اليتيم والمريض والغلبان.. وحزنا علي أطفال مشردين في الشوارع تحت الكباري وفي الأزمة وظلمة الحارات. علمني حبك.. أن أهيم علي وجهي.. صامتا.. حزينا.. فالحفر والقمامة تملأ المكان وكل الحواري وكل الطرقات.. ويد الجوعي تنبش بها بحثا عن البواقي الفتات والفضلات. علمني حبك.. أن أتصرف كالصبيان.. خائفا مرعوبا من بلطجية النظام.. التي تسرق وتنهب وتعتدي علي الأطفال والرجال وحتي الفتيات. علمني حبك.. أن أهيم علي وجهي بين أزقة مفروشة بالمجاري وتحرسها الحيوانات ويعيش فيها الإنسان.. المفروض ان يكون إنساناً داخل عشوائية المنتجعات. علمني حبك.. أن أبحث عن خيراتك.. فلم أجد سوي ورادات أوروبا والصين.. التي تُسوقها فتيات.. داخل الشقق وعلي المقاهي وأبواب العمارات. علمني حبك.. أن أهذي وأبكي علي شباب متعلم صحيح كل شين كان!!يبحث عن لقمة عيش وهو يتسول بيع الأجهزة والبارفانات. علمني حبك.. أن أغوص حزينا.. في الأعماق وفوق الكباري والمسطحات.. بين أكوام الدبش والطوب. ونفايات بناء العمارات. علمني حبك.. أن أهذي وأتوه بين خطب وأقوال واجتماعات أحزاب وتيارات وتآلفات، ولكن بلا أفعال.. فحكم العسكر ضرب الحرية والعدل وفعل سياسة القمع والمعتقلات. علمني حبك.. أن أجري وأصرخ فرحا.. بثورة عظيمة.. جعلتنا نهتف ونتلوي طربا علي أرصفة الميدان وبين الطرقات. علمني حبك.. أن أرتمي في حضن الجيش.. حامي الثورة والثوار رافضا للتوريث.. فكانت 25 يناير أعظم الثورات. علمني حبك.. أن أرفض شرف وحكومته بغبغانات النظام.. وأقوله فين وعودك.. يخونك الميدان.. فقد فقدنا الأمل.. في أن تأخذ أي قرار.. يحل حتي أبسط الأزمات. علمني حبك.. أن أشك وأشك.. وأنا أرقب في ذهول طناش الشرطة وتفعيل الانفلات.. الذي جعلني متأكداً أنه مقصود .. فهل يعقل ان الجيش وباشاوات الشرطة عاجزين عن حل كل هذه الأزمات. علمني حبك.. أن أري وأسمع وأتذكر وأتوقع وأنا حزين، أبكي علي الثورة ومرارة المسرحية الهزلية للمحاكمات والسجون والترحيلات. علمني حبك.. أن أغوص وأذوب وأسجل كل ما يدور ويقال حول تيارات إسلامية وحكومة دينية وتسلط سلفي.. وشجن وألم.. ونظرة ترقب للمستقبل خوفا من العودة للقهر والعنف اللي فات. علمني حبك.. أن أرسم وجهك علي الجدران.. وحول حدودك .. بخطوط من دم ومن نار.. فلا عودة لقهر الصهاينة أعداء الإنسان.. فرافع العلم علي السفارة.. سفارة الشيطان.. حقيقي إنسان.. ويعتبر رداً قوياً علي ادعاءات ومحاولات.. ضم سينا الحبيبة الي حظيرة المستوطنات. علمني حبك.. كيف أحبك في كل الأشياء وأن الحب كيف يغير خارطة الأزمات في السلم والحرب.. في كل الأوقات. علمني حبك.. أن الوفد.. هو حزب الأمة.. حامل راية الحرية والعدل.. راية الديمقراطية والوحدة الوطنية.. الذي يحمل علي كاهله مبادءه الثابتة التي لم ولن تتغير منذ عام 1918 حتي اليوم.. حزب الوفد المستهدف من السلطة والنظام وأعداء الوطن وأعداء النجاح وعملاء المعونات الأجنبية.. ولكن عاد الوفد أخيرا بعد أن أخذ البدوي خُطي سعد والنحاس وسراج الدين.. وسيظل الوفد هو القائد والمتصدر للمشهد السياسي بلا ارتباطات أو أي تحالفات. علمني حبك.. حين أحبك تكف الأرض عن الدوران أمام العدوان.. فأنت الروح.. وأنت القلب والدمع ومدن الأحزان حتي تجف دموع الألم ويزول القهر.. وتعود الأقدام للسير بقوة وعزة بين الطرقات. *المنسق العام لحزب الوفد