"فلانتين غير لطيف" كانت هذه الجملة هى الأولى التى تخطر فى ذهن "سلمان رشدى" عندما أصدر المُرشد الأعلى الراحل للثورة الإيرانية "آية الله الخمينى" فتوى تدعو لقتله فى 14 فبراير 1989 وعلى الرغم من مرور 26 عاماً على هذه الفتوى إلاّ أن هناك من ينتظرون فى كل أرجاء لندن اللحظة المناسبة لاقتناصه ليقضى بعدها عقداً من الزمان فى حماية الشرطة فى أماكن سرية مختلفة بسبب روايته المُسيئة "آيات شيطانية" 1988. وها هى الآن عادت لعنات الرواية تلاحقه من جديد بعد الاحتجاج الرسمى الذى تقدمت به السعودية، أمس الجمعة، لدى سفير التشيك فى المملكة تطالب فيه بإيقاف الترجمة الجديدة الصادرة للكتاب المُثير للجدل "آيات شيطانية" وهى الخطوة التى تتزامن مع قرار طهران مقاطعة معرض فرانكفورت للكتاب، أهم معرض للكتاب فى العالم، اعتراضاً على دعوة "سلمان رشدى". ولد "سلمان رشدى" فى مدينة مومباى الهندية ليكون الابن الوحيد لرجل أعمال ناجح أصرّ على إرساله إلى بريطانيا للالتحاق بأحد أعرق المدارس فى لندن وهو ما لم يكن أمراً سعيداً بالنسبة ل"رشدى". درس "سلمان رشدى" التاريخ فى جامعة كامبريدج واتجه إلى الأدب حيث نشر روايته الأولى التى حملت عنوان "جريموس" وهو فى 28 من عمره ولكن لم يكن لها مردود كبير وبعد ستة أعوام نشر روايته الثانية بعنوان "أطفال منتصف الليل" والتى فاز عنها بجائزة "بوكر" الأدبية ليلحقها بعد ذلك برواية "العار" التى رُشحت أيضاً لنيل جائزة البوكر ثم رواية "آيات شيطانية" التى أثارت جدلاً كبيراً فى دول العالم الإسلامى لتعرضها لشخص الرسول "محمد" عليه الصلاة والسلام بالتطاول والإسفاف وهو ما جعل "الخمينى" يفتى بقتله. يعد زواج "سلمان رشدى" من الروائية "ماريان ويجينز" – زوجته الثانية – هو الضحية الأولى لفتوى قتله حيث انفصل الزوجان بعد أشهر قليلة من إصدار الفتوى إذ أجبر على الاختباء من المتربصين به. على الرغم من قيام "رشدى" بتأليف 11 رواية أخرى بعد روايته "آيات شيطانية" ولكن لم يكن لأى منهم المردود الذى أحدثته "آيات شيطانية". تزوج "سلمان رشدى" أربع مرات، أول زوجاته كانت تدعى "كلارسيا لوارد" وانجب منها ابنه "زافار"، وكانت زوجته الثالثة هى "إليزابيث ويست" وانجب منها ولداً يدعى "ميلان"، وفي عام 2004 تزوج من الممثلة الهندية الأمريكية والموديل "بادما لاكشمي" لينتهى الزواج عام 2007 بناء على رغبتها.
