فتح الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب الوطني، النار على أعضاء مجلس اتحاد الكرة، بعد «فضيحة» مباراة السنغال الودية، التي تمسك الأرجنتيني بإلغائها بعد تأكده من حضور منتخب السنغال بلاعبيه المحليين وعناصر من المنتخب الأوليمبي لمواجهة الفراعنة بكامل نجوم المنتخب المحليين والمحترفين، واتهم أعضاء الجبلاية بالفشل في إدارة خطة المنتخب، خلال استعداداته لتصفيات كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية. تحدث «كوبر» في جلسة عقدها مع لاعبيه بعد اتخاذه قرار إلغاء المباراة قبل إقامتها بأقل من 24 ساعة، مؤكدًا أنه فضل الانسحاب، ورفض إقامة المباراة عقب تأكده من وصول المنتخب الأوليمبي السنغالي وليس المنتخب الأول، مضيفًا: أبلغت أعضاء مجلس اتحاد الكرة برغبتي في إلغاء المباراة احترامًا لنفسي وللمنتخب المصري الذي يمثل 90 مليون مصري، وحفاظًا على سمعته وتاريخه الكبير في القارة السمراء. وطلب الأرجنتيني من حسن فريد، نائب رئيس اتحاد الكرة والمشرف على المنتخب الأول، خلال الساعات الماضية تقريرًا عن مباراة زامبيا المقرر إقامتها الأحد المقبل في مدينة دبي، يتضمن التفاصيل كافة عن لاعبيه والمحترفين والمدير الفني خوفًا من تكرار الأمر نفسه مع منتخب زامبيا ويفاجأ قبل المباراة بساعات. وظهرت علامات الغضب والاستياء واضحة على وجوه أعضاء الجهاز الفني للفراعنة، بعدما فاض بهم الكيل بسبب التخبط في القرارات وغياب التخطيط وعدم توفير احتياجات المنتخب من المباريات الودية والمعسكرات الخارجية. وتعود أزمة مباريات معسكر الإمارات منذ أكثر من شهر عندما أعلن مسئولو الجبلاية أن المباراتين ستكون أمام المنتخب الأسترالي والكاميروني، بعدها خرج أعضاء الجبلاية يوميًا يعدلون في أسماء المنافسين ويطرحون كل يوم اسمًا جديدًا على الجهاز الفني ويعتذرون عنها بسبب المغالاة في العروض التي تقدمها المنتخبات، حتى وصلوا في النهاية إلى مواجهة السنغالوزامبيا، وعلى رغم قبول «كوبر» وجهازه الفني بالأمر في النهاية، إلا أنه اكتشف قبل المباراة بأقل من 24 ساعة بحضور منتخب «الرديف» للسنغال. على الجانب الآخر بدأ أعضاء اتحاد الكرة في إلقاء التهم على بعضهم البعض، وهرب كل منهم من مسئوليته، حيث أكد جمال علام، رئيس اتحاد الكرة، أنه قرر إحالة المتورطين في «فضيحة» مباراة السنغال إلى التحقيق وسيتابع بنفسه هذا التحقيق، وأمر بمعاقبة المسئولين كافة عنها مهما كان منصبهم في الجبلاية، مؤكدًا أن التحقيق سوف يطول كل من كان سبباً في هذه المهزلة، وأن التحقيق سوف يكون مع الموظفين وأعضاء مجلس الإدارة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم، سواء كانوا من أعضاء مجلس إدارة الجبلاية أو من العاملين في اتحاد الكرة، مشيرًا إلى أن هناك اتجاهًا لتصفية كل المتورطين في تلك الفضيحة، بحيث لا يكون لهم مكان في اتحاد الكرة. وأشار علام إلى أن اتحاد الكرة لن يتراجع عن مقاضاة الشركة المنظمة لمباراة السنغال لأن ما حدث عملية نصب واضحة ولا يمكن الصمت أمامها، مؤكدًا أنه سيتم رفع الشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في هذا الشأن، مطالبين الشركة المنظمة للمباراة بدفع 100 ألف دولار، كتعويض عما حدث من إخلال في بنود التعاقد على ودية السنغال. بينما خرج محمود الشامي، عضو مجلس إدارة الاتحاد، في تصريحات تلفزيونية، عقب إلغاء المباراة، قائلًا: «نعاني من غياب التسويق لمباريات المنتخب المصري، وعجزنا عن تلبية طلبات المنتخبات الإفريقية التي تطلب مبالغ مالية كبيرة لخوض المباريات الودية.. نعم هناك خطأ في الأمر، سنفتح تحقيقاً في الواقعة من أجل التعرف على المخطئ، وسيتم معاقبته فورًا، أياً كان منصبه الحالي وأياً كان المخطئ فإنه سيعاقب، وقد تتم إقالته، فهذا الخطأ يتعلق بسمعة مصر التي يجب الحفاظ عليها». أما ثروت سويلم، المدير التنفيذي لاتحاد الكرة، فبحث لنفسه عن مبرر للخروج ناجيًا من الأزمة، وأكد أنه لم يكن يعلم أي شيء عن التعاقد مع الشركة الهولندية، وأنه فوجئ بالتعاقد معها على ودية السنغال بعد عودته من الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، لافتًا إلى أنه على استعداد للاعتراف بالخطأ إذا كان متورطًا فيه. على الجانب الآخر، حاول المدير الفني للفراعنة إبعاد لاعبيه عن المشاكل والأزمات كافة التي تحاصر معسكر المنتخب في الإمارات، وخاض اليوم تدريباته بجميع اللاعبين، وقرر زيادة الحمل التدريبي على اللاعبين وأجرى تقسيمة بينهم تعويضًا عن المباراة التي تم إلغاؤها، مطالبًا إياهم بالتركيز في المباراة المقبلة أمام منتخب زامبيا، التي تم اعتمادها من الاتحاد الدولي «فيفا». وقام عدد من لاعبي المنتخب الوطني الأول بزيارة محمود حسن تريزيجيه لاعب المنتخب وأندرلخت البلجيكي، في المستشفى التي يرقد بها في الإمارات عقب إصابته بخلع في الكتف ومغادرته المعسكر.