أكدت موسكووأنقرة متانة علاقتهما الثنائية رغم اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، أما واشنطن فسارعت لاستغلال الحادث في سياق حملتها لتشويه أهداف العملية الروسية في سوريا واعتبرت الرئاسة الروسية صباح الاثنين أن العمليات الجوية الروسية في سوريا لن تؤثر على علاقاتها مع أنقرة. وأشار دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إلى أن التعاون الروسي التركي متعدد المجالات ويملك أساسا متينا ويأتي بالمنفعة لكلا الجانبين. ونفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نشوب توتر في العلاقات التركية-الروسية على خلفية اختراق المجال الجوي التركي. وأكد أن الجانب الروسي أبلغ أنقرة بأن الاختراق وقع عن طريق الخطأ، معربا عن أمله في عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت السفير الروسي لدى أنقرة للاحتجاج على خرق مزعوم للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية تشارك في العمليات الجوية ضد "داعش". بدورها اعتبرفت السفارة الروسية لدى أنقرة بوقوع الحادث، مؤكدة أن الجانب الروسي قدم جميع الإيضاحات الضرورية. وجاء في بيان أصدرته الخارجية التركية صباح الاثنين أن مقاتلة تابعة للاتحاد الروسي خرقت المجال الجوي التركي فوق أراضي ولاية هاتاي، وتحديدا في قضاء يايلاديغي في الساعة 12.08 يوم 3 أكتوبر. وأردفت الوزارة في بيانها قائلة: "بعد أن اتجهت طائرتا "إف-16" تابعتان لسلاح الجو التركي كانتا تقومان بالمناوبة في المنطقة من أجل اعتراض المقاتلة، غادرت الأخيرة المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية". وتابع البيان أن الجانب التركي، على لسان نائب مستشار وزير الخارجية، أعرب عن احتجاجه على هذا الحادث للسفير الروسي لدى أنقرة الذي تم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية التركية. وجاء في البيان أن أنقرة طالبت موسكو الحيلولة دون تكرار مثل هذه الانتهاكات، وحذرت من أن الجانب الروسي سيتحمل مسؤولية المخاطر التي تحملها مثل هذه الحوادث في طياتها. كما ذكر بيان الوزارة أن وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو اتصل هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف يوم السبت الماضي، وشرح له الموقف التركي إزاء مثل هذه الانتهاكات. وتابعت أن سينيرلي أوغلو أجرى أيضا اتصالات مع نظرائه الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإيطالي بحث خلالها معهم الوضع. كانت القوات الجوية والفضائية الروسية قد بدأت يوم 30 سبتمبر بشن غارات نوعية على مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في أراضي سوريا. وتضم المجموعة القتالية الروسية في سوريا ما يربو على 50 طائرة ومروحية، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الغارات التي تشنها تلك الطائرات تستهدف المعدات القتالية ومراكز الاتصالات ووسائل النقل ومخازن الأسلحة والذخائر والوقود التابعة للتنظيمات الإرهابية في أراضي سوريا. واشنطن تعتبر اختراق المجال الجوي التركي متعمدا.. والناتو يعقد اجتماعا طارئا رغم تصريحات سياسيين أتراك قللوا من أهمية حادث اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، اعتبر البنتاغون أن الحادث المذكور لم يأت "بصدفة". ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: "إنني لا أصدق أنه جاء صدفة. بل يأتي هذا الحادث كتأكيد على قلقنا العميق حيال ما يعمله الروس في سوريا. ومازالت النوايا الروسية تثير أسئلة كثيرة". وكشف المصدر أن الولاياتالمتحدة أجرت "مشاورات عاجلة" بهذا الشأن مع حلفائها في الناتو، بما في ذلك الجانب التركي. بدوره أعلن أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ أن مجلس الحلف سيعقد مساء الاثنين اجتماعا طارئا لبحث الأنشطة العسكرية الروسية في سوريا، وحادث اختراق الأجواء التركية من قبل مقاتلة روسيا.