شنت قوات موالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بمساندة تحالف عربي تقوده السعودية هجوما بريا واسعا ضد الحوثيين في محافظة مأرب شرق صنعاء. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن سيطرة التحالف على محافظة مأرب ستكون بمثابتة البوابة الرئيسية لتحرير صنعاء، مؤكدا أن المحافظة لم تسقط تماما في أيدي الحوثيين فيما عدا بعض المناطق. وتابع قائلاً إن العمليات العسكرية ستحسم الوضع الميداني على الأرض، لا سيما بعد دعم التحالف "الجيش اليمني" بالسلاح والعتاد الأمر الذي مكنه من تحقيق اختراقات إيجابية على الأرض اليمنية، مؤكدا وجود تنسيق متكامل بين التحالف والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على الأرض. وحول رفض القيادة اليمنية التفاوض مع الحوثيين قبل الاعتراف بقرار مجلس الأمن 2216 على الأرض بلا شروط أو قيود، شدد ياسين على غياب الحل السياسي للأزمة اليمنية إلا بتنفيذ القرار مشيرا إلى أنه قد فات الأوان لإجراء ما وصفه بالحوار العبثي مع القوات الحوثية. وأوضح أن قرار رفض المفاوضات جاء ليمنع ترتيب جماعة الحوثي أوضاعها الداخلية، وعدم إعطائها الفرصة لإضاعة الوقت والمماطلة، مضيفا أنه بعد بسط القوات اليمنية سيطرتها على كامل التراب اليمني سيتم استئناف الحوار اليمني بحضور جميع الأطراف. تصريحات ياسين لا تبتعد في مضمونها عن أقوال المتحدث العسكري باسم التحالف أحمد عسيري، الذي تحدث عن محاولة الحوثيين استغلال المشاورات التي أعلنها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لتحسين وضعهم الميداني قبل الدخول في مفاوضات مع الحكومة اليمنية. وأكد عسيري أن هناك دعما للجيش اليمني واللجان الشعبية في كل من تعز ومأرب، مشيدا بتحسن الموقف العسكري وفق الجدول الزمني المخطط له، ومنوها بأن العمليات لا تزال في بداياتها والنتائج مبشرة بالخير. وعلى الأرض، تدور اشتباكات على طول جبهات القتال في مأرب شمال شرق صنعاء، في إطار العملية العسكرية "ثأر مأرب" والتي أطلقت الأحد 13 سبتمبرمسنودة بطائرات الأباتشي والأسلحة الثقيلة. وسيطر الجيش اليمني بإسناد من التحالف على "تبة المصارية" بمأرب، وقطع الإمدادات عن قوات الحوثي والجماعات الموالية له، ودمر عتادا وآليات تابعة لهم. كما شن طيران التحالف في وقت مبكر اليوم، سلسلة غارات استهدفت مواقع ومعسكرات الحوثيين بين محافظتي مأرب وشبوة شرق صنعاء. وأكدت مصادر في اللجان الشعبية أن الغارات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، دون تحديد إحصائية لعدد الضحايا نظرا لاشتداد المعارك. من جهته أعلنت قيادة القوات المشتركة في بيان لها أمس الأحد مقتل 5 عسكريين سعوديين على الحدود مع اليمن. وقالت القيادة إن أحد أفراد القوات البرية و4 من حرس الحدود "استشهدوا أثناء أدائهم الواجب حماية لحدود الوطن من المتمردين المعتدين"، على الحدود الجنوبية بقطاع نجران. كما أعلن الجيش الإماراتي أن جنديا إماراتيا قتل في بداية الهجوم البري للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في وسط اليمن بالقرب من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. والإمارات من الدول الرئيسية المشاركة في هذا التحالف، وقد خسرت 52 جنديا في سقوط صاروخ في الرابع من سبتمبر في وسط اليمن. وقتل سبعة جنود إماراتيين قبل ذلك في عمليات أخرى، لترتفع حصيلة الجنود الإماراتيين القتلى في اليمن إلى ستين على الأقل.