توالت برقيات التعزية والمواساة على خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعد سقوط رافعة في الحرم المكي خلّفت أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى. رغم الاجراءات الوقائية الكثيرة التي تتخذها المملكة العربية السعودية لحماية حجاج بيت الله الحرام، إلا أن الحوادث أثناء موسم الحج تحدث أحيانا لأسباب قد تكون خارج أي حسابات مثل التدافع والازدحام والحرائق. ومع اقتراب موسم الحج هذا العام، وقع أمس الجمعة حادث اختلف عن سابقيه في طبيعته، فقد نجم عن سقوط رافعة إنشائية عملاقة في إحدى ساحات المسجد الحرام نتيجة الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح شديدة وعواصف رعدية على مكةالمكرمة. ويأتي الحادث الذي اسفر عن سقوط 107 حالة وفاة حتى الآن وإصابة أكثر من 200 بجروح، في الوقت الذي يستعد فيه آلاف المسلمين من مختلف انحاء العالم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهو فريضة الحج. الجدير بالذكر أن السعودية تجري في الوقت الراهن تنفيذ مشروع كبير لتوسيع مساحة المسجد الحرام لمضاعفة الطاقة الاستيعابية للمسجد بما يتناسب وزيادة اعداد المعتمرين والحجاج والزوار كل عام لذلك فإن المسجد الحرام محاط بعدد كبير من الرافعات لتنفيذ هذه الاشغال. وتفاعلا مع الحادث الاليم، بعث عدد من قادة الدول ببرقيات تعاز لخادم الحرمين الشريفين في ضحايا الحادث. أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء أمس، اتصالًا هاتفيًا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية أعرب خلال الاتصال عن خالص تعازيه في ضحايا الحادث الأليم بالحرم المكي الشريف، داعيًا الله أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته، وينعم الله بالشفاء العاجل لمصابي هذا الحادث. وأكد الرئيس وقوف مصر بشكل كامل إلى جانب المملكة والشعب السعودي الشقيق. وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود أعرب فيها عن بالغ تأثره وحزنه العميق لحادث سقوط إحدى الرافعات المستخدمة في عمليات التوسعة في الحرم المكي الشريف والذي اسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين. كما ضمن أمير الكويت برقيته "خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا هذا الحادث الاليم والمصاب الجلل مبتهلا الى المولى جل وعلا أن يتغمد بواسع رحمته ومغفرته الضحايا ويسكنهم فسيح جناته وأن يعلي منازلهم وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية ويلهم أسرهم وذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق من كل سوء ومكروة". وبعث ولي العهد نواف الاحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعرب فيها عن "خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا حادث سقوط إحدى الرافعات في الحرم المكي الشريف سائلا المولى تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنهم فسيح جناته ويمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق من كل مكروه". كما أعرب رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم عن "بالغ الحزن والاسى للحادث". وقال الغانم في برقية بعث بها الى رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد ال الشيخ: "ببالغ الحزن والاسى تلقينا خبر سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى نتيجة سقوط رافعة انشائية عملاقة في مشروع توسعة الحرم المكي الشريف بسبب ظروف الطقس المضطربة وندعو الباري عز وجل ان يتغمد المتوفين برحمته الواسعة وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان وان يعجل في شفاء المصابين". واضاف بالقول "عزاؤنا الوحيد في هذا المصاب الجلل ان المتوفين لاقوا ربهم وهم في اطهر بقعة على وجه الارض قصدوها عابدين قانتين متطلعين الى رضوان الله ورحمته قبيل انطلاق موسم الحج". كما بعث جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ببرقية تعزية مماثلة. ومن الرباط، قدم العاهل المغربي الملك محمد السادس تعازيه الى الملك سلمان إثر الحادث. وعبر الملك محمد السادس في برقية تعزية عن "مشاعر المواساة لخادم الحرمين الشريفين ومن خلاله إلى أسر الضحايا المكلومة وإلى الشعب السعودي داعيا الله تعالى أن يتقبل أرواح الضحايا البررة في عداد الشهداء من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل وأن يلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء". ومن جانبه نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ضحايا حادث سقوط رافعة في ساحة الحرم المكي الشريف. وتقدم في بيان له بخالص تعازيه لأسر ضحايا الحادث متمنيا تمام الشفاء لجميع المصابين. كما تقدم شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب بخالص العزاء الى خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية والأمة الاسلامية جمعاء في "ارتقاء" واصابة العشرات من حجاج بيت الله الحرام اثر سقوط رافعة بالحرم المكي نتيجة العواصف والأمطار. وأعرب في بيان له عن خالص العزاء وصادق المواساة الى أسر الشهداء من ضيوف الرحمن سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته. ومن جهتها اعربت فرنسا عن مشاعر الاسف والتضامن مع السعودية حكومة وشعبا بحادثة سقوط رافعة عملاقة في مشروع توسعة الحرم المكي مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صحافي "ان فرنسا تعرب عن صدمتها واسفها لهذه الحادثة". واضاف البيان "في هذه اللحظة المؤلمة نتقدم بتعازينا لاسر الضحايا ونعرب عن تضامننا مع السلطات والشعب السعودي". واتخذت المملكة العربية السعودية عدة إجراءات لتأمين حجيج بيت الله الحرام حيث اعلن الدفاع المدني السعودي يوم امس اكتمال استعداداته وخططه للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام. وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني في المملكة العربية السعودية خلال مؤتمر صحفي عقده قياداتها في الحج بمكةالمكرمة جاهزيتها لمواجهة المخاطر الافتراضية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والتي تشمل مخاطر الأمطار والسيول والحرائق والعواصف والتلوث البيئي وحوادث المركبات. وأشار قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء حمد المبدل إلى مشاركة 17600 رجل دفاع مدني تدعمهم 3800 آلية للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع أعمال الحج وباستخدام أحدث التقنيات في إدارة العمليات الميدانية بمشاركة فريق البحث والإنقاذ السعودي ووحدات متخصصة في الإنقاذ بالمناطق الجبلية ووحدات مكافحة المواد الخطرة.