أظهرت الغارة التي نفذتها بريطانيا أغسطس الماضي في سوريا وقتلت فيها مقاتلين بريطانيين بصفوف "داعش" الإرهابي، توجها جديدا لتصفية عناصر التنظيم من المواطنين الذين يشكلون خطرًا أكيدًا إذا عادوا إلى بلدهم، وهو هاجس يؤرق بلدانا أوروبية أخرى مثل فرنسا. وأعلن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أن سلاج الجو الملكي نفذ غارة بطائرات من دون طيار في أغسطس الماضي استهدفت البريطاني المتشدد رياض خان، مع شخصين سافرا معه، أحدهما مواطنه روح الأمين. ورغم عدم الحصول على تفويض برلماني للقيام بعمل عسكري في سوريا، فإن الغارة التي وصفها كاميرون ب"الدقيقة" قد تشير إلى أعمال انتقائية لتصفية المواطنين البريطانيين المنخرطين في صفوف "داعش"، مبررا "هناك إرهابي يدبر (عملية) قتل في شوارعنا ولم يكن هناك أي وسيلة أخرى لإيقافه". وشنت الطائرات الحربية البريطانية غارات منتظمة ضد مقاتلي داعش في العراق خلال الأشهر الماضية وحلقت طائراتها من دون طيار في الأجواء السورية لجمع معلومات مخابراتية، لكنها على عكس دول أخرى في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لا تشن غارات ضد التنظيم في سوريا. ويبدو أن فرنسا ستسير على ذات النهج البريطاني، بعدما أعلنت مطلع الأسبوع أنها ستشارك في غارات التحالف بسوريا، ويمثل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لفرنسا، حيث تقدر مصادر عدد المقاتلين الفرنسيين في صفوف داعش بنحو 1700، ما يعني أنها أكبر مصدر أوروبي للمقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، وتخشى باريس مزيدا من الهجمات الإرهابية داخلها، على غرار هجوم يناير الماضي على مجلة تشارلي إيبدو الساخرة، وما تبعه مع هجمات. ووفق موقع الخارجية الفرنسية الرسمي فإن فرنسا تشارك في التحالف الدولي ضد داعش لأهداف بينها "مكافحة معضلة المقاتلين الأجانب واحتمال عودتهم، التي قد تؤدي إلى أعمال عنيفة"، وهو تدبير خارجي تتخذه باريس، إضافة إلى مواجهة الأفكار المتطرفة في البلاد والمنع الإدارى لسفر المتشددين. وتشارك فرنسا حاليا في غارات التحالف الدولي بالعراق، وبدأت مشاركتها في سوريا من خلال عمليات استطلاع جوي الثلاثاء الماضي، تمهيدا لشن غارات جوية.